مقالات

دور المغرب في نشر الإسلام الوسطي في القارة الإفريقية


توفيق جازوليت
ظل المغرب منذ العصور الوسطى بمثابة أرض الإرتواء الروحي بالنسبة للعديد من شعوب إفريقيا، و نجح بشكل كبير في نشر نموذج ديني يوفق بين المذهب السني المالكي و الطرق الصوفية حتى أضحى حضوره في القارة السمراء له علاقة وطيدة بالجانب الديني و اللغوي .لذلك ساهمت العلاقة الروحية بين المغرب و إفريقيا في إرساء قواعد صلبة لفضاء ديني و ثقافي .
و تعود علاقة المغرب مع دول إفريقيا إلى عشرة قرون و نيف مضت، واستطاع المغرب بحكم موقعه الجغرافي و المكانة التي يحظى بها المبنية على أسس دينية من الحفاظ على مدى قرون عديدة على روابط وثيقة
هذه العلاقة التي تعززت في عهد العلويين الذين كانوا و لا يزالون يرعونها، كما انها تطورت بشكل ملحوظ من خلال الطرق الصوفية، و هو ما يترجمه التوافد الكبير لمريدي الطرق الصوفية و في مقدمتها الطريقة التجانية، من أدغال إفريقيا إلى المغرب لإحياء المناسبات الدينية، و استحضار هذا البعد الروحي للمغرب لدى بلدان إفريقيا الذي لا يضاهيه فيه أي دولة من الدول الواقعة شمال القارة.
لقد كان لجامع القرويين إشعاع خاص في إفريقيا كاملة، أحال فاس إلى عاصمة العلم للقارة جمعاء،
مما حذى بمؤرخين غربيين إلى تسميتها ب “أثينا إفريقية” و مدينة ” العلم و العرفان”
لقد انطلقت من فاس عاصمة الملك و مهد الطريقة التجانية في ظل السلطان العلوي المولى سليمان و الشيخ سيدي أحمد التجاني حركة عارمة لنشر الإسلام في إفريقيا عامة و الجانب الغربي منه على الخصوص

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى