هل للنكبات بقية
ماذا بعد ؟!.
الصَّفحُ كبا عن ظهر المقدِرة ضاق العفو حدَّ الكفاف
بسط الظلمُ أجنحته على منبر ٍ معتل واعظاً : ( للموت بقية )
الجموعُ مثقلةٌ بهمومٍٍ عسيرةٍ تجاورُ السَّقمْ، يمضغُها الصَّقيع، وجهاً لوجه تصارع العدم.
ماذا بعد ؟!.
أن يكبر الثأر ويتمدد ويسطو على مساحة عدلٍ تلاشىَ في نفقٍ كـ سمِّ الخِياطْْ ، تقاسموا الأرضَ والسماء، لم يشفع للأصابع الغضّة المحاصرة بين الحنّاءِ والزيت التائه في فُلكٍ مشحون ٍ، والوقتُ كأسُ منيّة مُرُّه لم يَمُر، يراوحُ في المكان بلا مبالاةٍ، يلهو حول أسوار الجنةِ الشاغرة متجاهلاً حَنقي وكينونتي العنيدةَ.
يا سادنَ ذاكرة البرد الممتلئة بالندم، يا كاهنَ الشتاء الذي اعترفَ لك أمام الأبواب المرتعدة بالجور، كنتَ عظيماً جداً حين نفثتَ خِلسة من بين الشقوقِِ شمساً صغيرةً، ومسحتَ عن العيون الكليلةِ لفحةَ الرّمد، ومنحتني سرجاً من أنفاسكَ الدافئةِ لأطير إلى بلدٍ لا يُظلمُ فيه جسد.
الروح أصبحت كالغربال، لم تستطع أن تواربَ دمعةَ ضغينةٍ تُشيِّعُ نعشَ بحر ٍ من الخذلان، يخنقُها ردمُ الفجيعة، كل الذي زاد حفنةٌ من حياة ٍ تقلصتْ عن حجمِ النبضِ، لا تكفي العددَ والمقاسَ، فباعتِ البِساطَ. أنفاسُ الجليد تمحو ملامحَ الخلاص، تبيعُ وهجَ النهايات البعيدة المرجوّة بالدَّين للسذّجِ كالعصا والجزرة، ووهمُا يلوكُ الأملَ المحمولَ على أكتافِ قدوةٍ صَنَعتُها من بقايا الطوفان ِ على هيئةِ الطائيّ وعُمَر.
أيها السَّوادُ أأنت إلهٌ تزوِّر حكايا النور وتَحتكرُ المالَ والبنونَ وحريرَ النوم ، وقطتكَ أمام المدفأة قريرةً تلعقُ الدِفءَ والأمانَ الفائض بترف ٍ مَحمومٌ، تُغوّلُ على العيد وحدك كـبُغاثٍ يَلتهمُ وجبة َنصرٍ ٍمسروق ٍ من ضرعِ الأرضِ المصلوبةِ كالقديد على هياكل ِ مَن بقي حَيَّاً ومن ماتْ.
بقلم : يسرى طعمة
سوريا