مقالات

“التأثير العالمي” لمنتدى شباب العالم


د. إيمان رجب
نجح منتدى شباب العالم WYF طوال السنوات الماضية في أن يحدث تأثيرًا ملموسا في العمل الشبابي الدولي، فمن خلال النسخ الأربعة للمنتدى التي نظمت طوال السنوات الماضية أصبح فعالية عالمية ينتظرها عديد من الشباب في العالم لأسباب متعددة، منها ما يرتبط برغبة هؤلاء الشباب في المشاركة في مختلف فعاليات المنتدى التي تهدف في مجملها لتقديم حلول للعديد من المشاكل التنموية التي تواجهها دول عدة، ومنها أيضا ما يتعلق بكون المشاركة في المنتدى بالنسبة لهم فرصة لزيارة مصر التي يسمعون عنها دون أن تتاح لهم فرصة لزيارتها.

وذلك فضلاً عن تحول المنتدى لفعالية أصبحت تشغل حيزًا مهما في جدول أعمال المسؤولين في جهات دولية وإقليمية عدة ورؤساء الدول والحكومات وممثلي مجتمع الأعمال، نظرًا لما تتيحه لهم من فرصة للتحاور والتشبيك مع قطاعات متنوعة من الشباب المشارك في فعاليات المنتدى. حيث تشير البيانات التي أعلنت عنها إدارة المنتدى منذ أيام في مؤتمرها الصحفي إلى أن عدد المشاركين في النسخ السابقة من المنتدى بلغ 20 ألف مشارك من 164 دولة.

وعند مقارنة منتدى شباب العالم المصري بغيره من المنتديات الشبابية العالمية، فإن ما يجعله متفردًا عنها يرتبط من ناحية بحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على المشاركة في مختلف فعاليات المنتدى والانخراط في مناقشات مع مختلف الشباب المشاركين في عرض وطرح عديد من القضايا التي اهتمت بها النسخ السابقة من هذا المنتدى، وأيضًا إصداره توجيهات للحكومة المصرية بتنفيذ بعض المقترحات التي تبلورت في الجلسات الحوارية للمنتدى ذات الصلة بالشأن المصري، ودعوته للمجتمع الدولي للتحرك بجدية في التعامل مع المقترحات ذات الصلة بالقضايا العالمية.

هذه الميزة التي يتفرد بها منتدى شباب العالم كانت محط تعليق من عدد من الشباب المشارك في نسخة المنتدى 2021 ، فعلى سبيل المثال تحدث أحد الشباب من إحدى دول الخليج الشقيقة أنه “يحسد الشباب المصري على حرص الرئيس السيسي على استقطاع كل هذه الأيام من وقته ليتفرغ لحضور جلسات المنتدى ومناقشة المتحدثين فيما يطرحونه من أفكار ومقترحات ومشاكل”.

من ناحية أخرى، يتميز المنتدى بأنه ليس منصة للكلام فقط ولكن أيضا هو جهاز قادر على تنفيذ مبادرات تغير من الواقع وتحدث تطويرا حقيقيا، فلا يخفى أن النسخ السابقة من المنتدى كانت هي الدينامو الذي أطلق مثلا الأكاديمية الوطنية للتدريب، والمبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية “ابدأ”، والمشاركة في تنظيم قمة المناخ COP27 .

وهذه الميزة تجعل المنتدى وجهة جذابة لكثير من الشباب العاملين في المجال التنموي، حتى أن عددا من الشباب الجزائري والمغربي الذين التقيت بهم طوال الأشهر الماضية كان دائم السؤال عن ميعاد فتح باب التسجيل للمنتدى حرصا منهم على المشاركة فيه.

وفي هذا السياق، يمكن فهم ما أعلن منذ أيام في المؤتمر الصحفي الخاص بإدارة المنتدى عن عدم عقد المنتدى في صورته التقليدية التي شهدناها في السنوات الماضية، وعن أنه سيتم بدءًا من هذا العام تنفيذ ست مبادرات تهتم بجوانب تنموية متنوعة، تشمل مبادرة خاصة بريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة في جميع محافظات مصر وبالأخص في قرى ومراكز حياة كريمة؛ ومبادرة “التعلّم للكسب” تستهدف الشباب المصري والعربي والإفريقي؛ وبرنامج تطوير قدرات المزارعين والقائمين على الصناعات الغذائية في مصر وإفريقيا؛ وبرنامج دعم الصحة النفسية للاجئين والمهاجرين والوافدين من مناطق صراع وحروب ونزاعات؛ ومبادرة دولية لدعم وتمكين اللاجئين والمهاجرين وتعزيز أوجه دمجهم في أنظمة التعليم والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية؛ وإطلاق منصة منتدى شباب العالم للمتطوعين.

فهذه المبادرات الستة تكشف عن توجه جديد يهدف لتوظيف الحالة التي خلقها المنتدى طوال السنوات الماضية بين القطاعات الشبابية المتنوعة وما نجح في جمعه من تمويل في اتجاه “التشبيك للتنفيذ” من أجل تعزيز مرونة الشباب وقدرتهم على الصمود في مواجهة التحديات العالمية الناتجة عن الحرب الروسية -الأوكرانية وما ارتبط بها من أوضاع اقتصادية صعبة تعاني منها الدول النامية أكثر من غيرها.

يظل منتدى شباب العالم سواء في صورته التقليدية أو في نسخته الجديدة إضافة “مصرية” أحدثت تطويرًا نوعيًا لآليات العمل الشبابي الدولي، وتركت بصمة لأفكار وأنامل نخبة من شباب مصر الواعد.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى