شؤون محلية

صحيفة دولية : قنبلة النينجا قاتل صامت يلاحق عناصر القاعدة في اليمن


القوات الجوية الأميركية تفند تنفيذها لضربات جوية في مأرب.

صنعاء -عدن اوبزيرفر: هرع عدد من اليمنيين نحو سيارة صغيرة مغطاة بالوحل ليصطدموا بمشهد رؤية ثلاثة رجال قتلى من خلال نوافذ وسطح السيارة المحطم.

وتمكن عدد من زعماء القبائل من تحديد هويات الرجال الذين قُتلوا في أواخر يناير بالقرب من مدينة مأرب، والذين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يعد من أحد أخطر فروع التنظيم على الصعيد الدولي.

ويُعتقد أن الرجال الثلاثة قُتلوا في غارة نادرة نفذتها الولايات المتحدة بطائرة دون طيار، وباستخدام سلاح غير معتمد كثيرا، عادة ما يُوجه ضد أهداف ذات أهمية كبيرة.

وتجدد الضربة التساؤلات حول حملة الطائرات الأميركية المسيّرة في اليمن، التي انطلقت منذ عقدين وبقيت سرية مع وعود إدارة الرئيس جو بايدن بوضع المزيد من القواعد لتنظيمها.

وتصعّب هذه السرية، والتي ترافق الحرب المستمرة منذ سنوات في اليمن، في تحديد الأسباب والدوافع وراء الضربات الأميركية وتقييمها.

ويّرجح أن أعضاء القاعدة المشتبه بهم قتلوا بواسطة هيلفاير “آر 9 إكس”، والمعروفة باسم “الجينسو الطائر” أو “قنبلة النينجا”، حسبما تظهره صور الحطام التي حللتها وكالة أسوشيتد برس وخبراء الأسلحة.

ومعلوم أن صواريخ “آر 9 إكس” تستخدم فقط من قبل القوات الأميركية، وقد اعتُمدت في هجمات أخرى منسوبة إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك الغارة الجوية في كابول العام الماضي التي قتلت زعيم القاعدة أيمن الظواهري.

ولم يكن الرجال الذين قُتلوا في هجوم الثلاثين من يناير أعضاء بارزين في تنظيم القاعدة. وحُدد أحدهم على أنه صانع قنابل، ولم يُعرف عنه الكثير.

وقال ديفيد ستيرمان المحلل البارز في مركز أبحاث نيو أميركا في واشنطن الذي يتابع لسنوات ضربات المسيّرات الأميركية في اليمن إن “آر 9 إكس مخصصة لضرب الأهداف ذات القيمة العالية وهو ما يثير أسئلة عن هوية المُستهدف وما فعله ليستحق مثل هذا الجزاء” مضيفا “إذا كانت الضربة التي وقعت في عدن أميركية، فإنها تطرح أسئلة جوهرية حول حالة حرب المسيّرات الأميركية في اليمن”.

ورفض البيت الأبيض التعليق على الضربة. وقالت القوات الجوية الأميركية المركزية، التي تشرف على الشرق الأوسط، إنه ليس لديها أيّ معلومات بأن قواتها نفذت أيّ ضربة في مأرب. كما امتنعت عن التعليق وكالة المخابرات المركزية التي يُعتقد أنها نفذت ضربات باعتماد هذا الطراز من الطائرات بما في ذلك تلك التي قتلت الظواهري.

وكشفت الحكومة الأميركية القليل من التفاصيل حول هذا النوع من المسيّرات التي تحمل فئة من الصواريخ المضادة للدبابات المستخدمة في الجيش الأميركي لمدة عقدين.

ويقول المحللون إنه بدلا من الرأس الحربي المتفجر العادي، يحمل الصاروخ “آر 9 إكس” ست شفرات دوارة تنفجر قبل أن يصطدم الصاروخ بالهدف. ويساعد هذا من الناحية النظرية في توجيه السلاح إلى شخص معين ويمنع وقوع إصابات أكبر.

وتختلف مشاهد الهجمات بشكل كبير حسب نوع الطائرة المسيّرة. وعادة ما تترك الطائرات دون طيار التي تحمل المتفجرات أنقاضا مشتعلة أو حتى حفرة، حسب حجم الذخيرة. لكن الهجمات المشتبه في كونها اعتمدت “آر 9 إكس”، مثل الضربة التي قتلت نائب زعيم القاعدة في سوريا سنة 2017، تمزق أسطح السيارات المستهدفة بخطوط نظيفة بينما تبقى بقية السيارة سليمة.

كان هذا هو الحال في غارة 30 يناير التي نفذت في منطقة وادي عبيدة في مأرب على بعد حوالي 130 كيلومترا شرق العاصمة اليمنية صنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المتمردة المدعومة من إيران منذ ثماني سنوات.

واستشهدت منظمة نيو أميركا ومنظمة إيروايز الاستقصائية التي تتخذ من لندن مقرا لها، بخبراء وتقارير محلية اشتباهها في هجوم بصواريخ “آر 9 إكس”.

وقالت إميلي تريب مديرة إيروايز إنها “تشمل كل ميزات ضربات وكالة المخابرات المركزية الأخرى التي رأيناها في الماضي، ولكن لا يمكننا أن نجزم حتى تكون هناك شفافية”.

وقال اثنان من زعماء القبائل المحليين، وقد تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما بالنظر إلى الحرب المستمرة ووجود متطرفين في مأرب، لوكالة أسوشيتد برس إن القتلى كانوا أعضاء في القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وذكروا أن مقاتلين ملثمين من القاعدة حاصروا المنطقة بعد الضربة.

وتعرّف القادة على أحد القتلى بأنه حسن الحضرمي. وحدد الحوثيون، من خلال وكالة أنباء سبأ الحكومية التي يسيطرون عليها، الحضرمي في 2021 كواحد من عدة خبراء متفجرات “متخصصين” في فرع القاعدة. لكن الحضرمي لم يكن معروفا لمراقبي اليمن المخضرمين.

ويقدر خبراء الأمم المتحدة بأن عدد أفراد القاعدة في شبه الجزيرة العربية يبلغ بضعة آلاف من الأعضاء الذين يدعمهم مقاتلون أجانب. ولا تزال مأرب معقلا للقاعدة على الرغم من سيطرة السلطة اليمنية الشرعية المدعومة من السعودية.

وتبنّى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية إطلاق النار في العام 2019 على قاعدة بنساكولا الجوية البحرية الذي قتل فيه طالب طيران من السعودية ضمن ثلاثة أشخاص وجرح اثنان. ولم ينجح بخلاف ذلك في ضرب الولايات المتحدة بينما تكرر استهداف مقاتليه بضربات طائرات دون طيار على مدى العقدين الماضيين.

ونُفِّذت أول ضربة طائرة دون طيار في عالم ما بعد 11 سبتمبر في مأرب سنة 2002 في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، بعد هجوم صاروخي قتل ستة أشخاص، من بينهم مواطن أميركي. وسمح كل رئيس أميركي منذ ذلك الحين (باراك أوباما ودونالد ترامب والآن جو بايدن) بشن ضربات مسيّرة في أفقر دولة في العالم العربي.

لكن بايدن أصدر في 2022 إرشادات جديدة تحد من استخدام الطائرات المسلحة دون طيار خارج مناطق الحرب، وتتطلب موافقة رئاسية قبل إضافة إرهابي مشتبه به إلى قائمة أهداف الحكومة الأميركية لاتخاذ إجراءات قاتلة محتملة. وتظل هذه الوثائق سرية مما يصعّب الحكم على أسباب الضربات المشتبه بها.

وقالت تريب “تحدث هذه الحالات في مناطق نائية مع نقص في المعلومات. سيكون من الجيد حقا معرفة السياسة والقواعد وراء تلك الارتباطات”.العرب الدولية

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى