عدن …مِـن وحي لقاء قيادات المجلس الإنتقالي الجنوبي بالمبعوث الأممي
صلاح السقلدي
بشكل عام كان ممتازا جدا ذلك للقاء الذي جمع يوم الأربعاء الماضي في عدن قيادات بالمجلس الإنتقالي الجنوبي برئاسة السيد/ أحمد حامد لملس محافظ العاصمة عدن مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة وما تضمنه ( اللقاء) من نقاط مطروحة من طرف الإنتقالي كانت غاية بالأهمية من حيث موضوعيتها وصراحتها وأهميتها – حتى و إن لم تكن شمولية وكاملة تماما- في هكذا وقت حساس يتم فيه الإلتفاف على الطرف الجنوبي بعدة مسارات وحوارات تجري خلسة بكواليس معتمة بمعزل عنه وعن القضية الجنوبية برمتها.
…. صحيح أن المبعوث الأممي لن يأخذ بكل ما سمعه من نقاط ومطالب مشروعة بعين الأعتبار ولن يعطها أهمية وربما لن يأخذ بها نهائياً في ظل تآمر قوى عظمى ودول إقليمية فاعلة وفي ظل تركيز الأمم المتحدة باوقت الراهن على نقاط أكثر أهمية مرصودة في قائمة أولوياتها.. ولكن هذا لا يقلل من أهمية هذا اللقاء الذي نرى فيه من جُملة ما نراه من دلالات صحية وصحوة سياسية انعكست بوضوع لدى الانتقالي منها أن هذا الأخير بدأ يستشعر خطورة ما ظللنا نلفت انتباهه إليه قبل وأثناء وبعد اتفاق ومشاورات الرياض ونعني هنا خطورة مكر شركاؤه من الأحزاب والقوى الأخرى والشركاء الاقليميين وخطورة الإذعان المفرط لهم تحت فوبيا (الغضب السعودي) ووهم وخرافة (التكتكة) المبالغ فيها التي تحولت من كثر استخدامها إلى مجرد مبرر لتبرير الإنحناءات المتكررة وكذا اختلال علاقة الانتقالي مع هذا الشريك الاقليمي المسىمى بالتحالف لمصلحة الأخير ووقوعه في شَرَك أكذوبة الأمن القومي العربي الذي يُداس
بحقارة ببيادات جيوش الغرب والصهاينة بمباركة معظم أنظمة المنطقة.
فما يتم اليوم بمعزلٍ عن الطرف الجنوبي- الذي هو بالمناسبة الطرف الوحيد الذي احرز نتصارا عسكريا وأقال التحالف من عثرته العسكرية التي كانت قاب قوسين او أدنى من الوقوع- يشي صراحة بأن ثمة نوايا دفينة مخادعة لدى هؤلاء (الشركاء الأعداء) برمي الجنوب بالهامش و محاولة شطبه من الخارطة سياسيا وإعادته ثانية الى بيت الطاعة الوحدوية وإعادة إنتاج سائل وأدوات نهب مقدراته وإخضاعه من جديد وهذه المرة بدعم وصولجان خليجي غليظ…
… صحيح أن هذه المحاولات وأن استقوت بالعرب والعجم و بالغت باستخدام سياسة العصاء والجزرة وتناسلت من معاطفها كيانات عسكرية مصيرها الفشل كسابقاتها من المحاولات لأن الحق لا يطمر ولا يبهت فالحق هو الله قبل هذا وذاك …ولكن المؤكد بالمقابل أن هذه المخططات إن كُتب لها النجاح ستُـأخِـر قافلة القضيةالجوبية وستُحدِث في صفوفها الشقاق والقنوط- إلى حين- وتعيق مؤقتا ترجمة انتصاراتها العسكرية الى مشروع وطني سياسي. ولكن برغم كل ذلك سننجو أولاً وسننتصر ثانياً وثالثا ..
والأيام بيننا.