كتاب عدن

احتكار الرواتب على المليشيات وحرمان الموظف من الاستلام




سمية دماج

استمرار مليشيات الحوثي بقطع الرواتب الموظفين إلى الآن ليس بسبب الحصار كما يدعي وخاصة بعد فتح ميناء الحديدة والأحداث التي تحدث في الأواني الأخيرة تؤشر على أن الحوثي قادر على دفع مرتبات الموظفين دون استثناء.

لكن الحقيقة والتي باتت مكشوفه أن الحوثي يقدم على طريقة ممنهجة يرغم المواطن الذهاب للجبهات خاصة بعد معرفة المواطن أن من يذهب للجبهة يحصل على راتب بالإضافة إلى توفير متطلباته وهو في ساحة المعركة.

ليس كل من في الجبهات هم من كانوا موظفين أو ابنا هم إنما هناك طرق كثيرة استخدمها الحوثي لجلب مقاتليه فمنهم من خدعهم عن الطريق الترويج أنه واجب ديني خاصة من الأميين وكذلك عن طريق التزويج للجماعة.

في الآونة الأخيرة كثير ما سمعنا وقرأنا عن جمع مجموعة من الشباب ويتم تزويجهم على أنه أمر خيري بينما في الحقيقة أنهم بعد تزويجهم يزجون بهم في الجبهات .

تعدد الطرق التي عمل الحوثي جاهدا على استخدامها للحصول على غايته بحشد البسطاء وزج بهم بجبهات الموت كان تحت الترغيب والترهيب للحصول على أكبر قدر من ضحايا المقاتلين.

وواحدة من هذه الطرق هي قطع الرواتب مما ترغم المواطن الذهاب للجبهة سوى هو أو واحد من أبنائه كما حدث مع ابن صديقتي بعد انقطاع راتب الأب الذي كان يعمل مدرس.

عانت الأسرة مرارة الحياة وقسوتها في ظل انعدام الراتب فلم يعد بمقدور الأب تلبية احتياجات أسرته خاصة أن المعيشة أصبحت صعبه مع انقطاع الغاز والكهرباء والماء التي هي أساسيات الحياة والتي تطلبت جهد كبير من الأب لتوفيرها مما اضطر للعمل هو ابنه الكبير.

رغم العمل اليومي من الآب والابن في الأعمال الحرة الا أنهم مازالوا يعانون الفقر بسبب ما يحصلون عليه ليس بالكافي لشراء مستلزمات المنزل الضرورية مما جعل من الأبن يقرر الذهاب للجبهة

٠دون التفكير ما سيكون مصيره المهم أنه يحمي أسرته من الجوع والذل خاصة بعد سماعه أن من في جبهات الحوثي يستلم راتب شهري فلم يتردد لحظة ولم يدع نفسه تفكر بالمصير المحتوم وما سيكون وضع اسرته في حال أصابه مكروه.

هذه هي حقيقة قطع رواتب الموظفين ليس الحصار وحده من يسبب قطع الراتب وإنما جعلوا من قطع الراتب وسيلة ضغط لتركيع المواطن ليرضخ لمخططهم فهم يدركون أن الموظف ليس له مصدر دخل غير وانقطاعه سيكون سبب بالالتحاق بصفوفهم ولا يقوى على الأعمال الحرة .

خاصة أن المتطلبات الأساسية باتت صعبة المنال فالغاز الذي يقف المواطن لأشهر عدة و شراء من السوق السوداء يتطلب مبلغ كبير كذلك الكهرباء الآتي انقطعت والماء وجميعها تحتاج إلى مبالغ من المال بسبب صعوبة الحصول عليها.

فمنذ انقلاب الحوثي على الشرعية وهم يعملون جاهدا مكرسين كل جهودهم لرسم الخطط واختلاق الأكاذيب وغسيل المخ خاصة للأطفال لكي يدعم جبهته القتالية بضحايا الفقر والجهلاء.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى