اللصّ الأسعد حظّاً
كيفَ لي أنْ أرسمَ صوتكِ وهذي الطيور تُزاحمني حتى على فتاتهِ؟!!!.مائدةُ صباحي أزيّنها بهِ وعلى نخبهِ أعلنُ عشقي , الا تعلمينَ بأنَّ صوتكِ جرعة أمل باسم ليومٍ جديد يُكسّرُ كلَّ الحزن الرابض فوقَ روحي ؟!, وأنَّ كلَّ العصافير تستجدي ألوان ريشها مِن صوتكِ؟! , بصوتكِ الناصع الجمال أُبيّضُ سنوات عمري الكثّة الخسارات , لنْ أُسرفَ بصوتكِ هذا وأنتِ تستأمنيني عليهِ , لا تتوقعي فقري وكنز صوتكِ ثروتي العزيزة , الفقر لنْ يدخلَ قلبي يُجعِّدَهُ وأنتِ فيهِ , حينما اكتشفتُ سرَّ سعادتي معكِ أيقنتُ بأنني لنْ أشيخ . تعالي وأضيئي حياتي برنينِ صوتكِ المسكون بكلِّ موسيقى الكون , ها أنا اليوم أجلسُ على حافةِ النهر أنتظرُ قوافل العشّاق كيفَ تحملُ جلجلةَ صوتكِ الرقيق , لا أريدُ أي أحدٍ أنْ يشعرَ بالانتماءِ إلى صوتكِ هذا وهو يتغلغلُ عميقاً في دنياي , كلَّ لحظةٍ أحتضنُ صوتكِ بعدما تغادرين إلى الفراش وأبقى أدفئُ بهِ أحلامي الزاخرة بكِ, فصوتكِ جبلٌ أتسلقهُ كلّما يُداهمني الحنين اليكِ, يُعمدُ صوتكِ إلى إغناءِ قصائدي, لدي يقينٌ بأنَّ صوتكِ إكسير الحياة, ماذا لو استيقظتُ يوماً ولمْ أجدْ صوتكِ تحتَ أغطيتي؟!, صوتك يُهزمُ حتى برد الشتاء, لا ملجأ ألتجيءُ إليهِ سواه ..يحاصرني كلَّ حينٍ ويبثُّ السعادات في سماواتي أتنفسها , ربما أنا اللصّ الأسعد حظاً بسرقةِ قبسٍ مِنْ أقباسِ صوتكِ الأغلى لديَّ .
بقلم
كريم عبدالله
بغداد
العراق