ورقتان لمحافظ عدن
محمد عبدالله الموس:
الورقة الأولى: المُلهمون
بالامس القريب رأينا نجم الكرة الكابتن خالد عفارة الشهير بوزير دفاع الكرة الجنوبية، رايناه يقعد في الركن البعيد في أحد الاجتماعات الرياضية.
ذهبت بي الذاكرة الى مراسم توديع نجم الكرة البرازيلي بيليه الى مثواه الاخير في أحد الملاعب وهي مراسم يطول شرحها.
قد يطلع واحد (مطفي سراج) ليقول، وهل تقارن خالد عفاره ببيليه؟ نعم اقارنه ونصف كمان، لكن المسألة ليست في المقارنة، المسألة ان نجوم المجتمعات يحتفى بهم بوصفهم (مصدر إلهام) للأجيال اللاحقة، مصدر إلهام للمراهقين والشباب يتحفزون ليكونوا مثلهم عندما يرون دولهم ومجتمعاتهم تخلدهم وتمجدهم.
ولا يقتصر الامر على نجوم الكرة، فهناك نجوم جديرون بأن يكونوا مصدر إلهام في الثقافة والادب والصحافة ومختلف الفنون والعلوم تحرص مجتمعاتهم على توقيرهم وتسمي بهم شوارعها ومعالمها وتصدر عنهم المطبوعات والطوابع البريدية ليبقوا خالدين في اذهان الاجيال، هؤلاء النجوم يتفوقون على الساسة والعسكر في البروز بوصفهم صناع امجاد فتحوا طريق المجد لتقتدي بهم الاجيال.
الورقة الثانية: معالم عدن
شاهدت وغيري، مقطع فيديو للاخ وديع امان، الجدير بلقب (حارس معالم عدن، مع مرتبة الشرف) شاهدت له مقطع فيديو يحذر فيه من ان تتحول قلعة صيرة الى (كوفي شوب) لتسقط القيمة التاريخية لقلعة صيرة الى مجرد (مقهاية).
هذه الواقعة قلبت المواجع، كما تقول الجدات، فاظنكم تذكرون الحملة التي طالت معالم عدن قبل سنوات بحجة تحديث المساجد وبعض المعالم وتصدت لها صحيفة الايام على وجه الخصوص بقيادة عطر الذكر المايسترو هشام باشراحيل، رحمه الله، وطاقم وكتاب الايام الذي كان لي شرف ان اكون احدهم.
كما تذكرنا بالسرقة الشهيرة لأحد مخازن آثار ادارة الآثار والمتاحف بكريتر وتصدت لها الدكتور رجاء باطويل حين كانت مديرة للآثار والمتاحف آنذاك قبل ان تنتقل الى جامعة عدن، حينها كانت أصابع الإتهام تشير الى بعض ذوي الرتب الكبيرة ممن تعمدوا طمس إرث عدن بما في ذلك مبانيها التاريخية لم يكن آخرها مقر شرطة الشيخ عثمان التاريخي.
هل تقبل عزيزي احمد ان يتعدى احدهم على اسمك ليشطب منه (لملس)، هذا بالضبط هو ما تتعرض له آثار ومعالم عدن التاريخية، فمجمل آثارنا ومعالمنا التاريخية هي التي تحكي تاريخنا والتعدي عليها يعني التعدي على ارث الاجداد وطمسه.
عزيزي وصديقي احمد لملس، لا تتعامل، لا انت ولا غيرك من الوزراء ومدراء العموم، بأنها (ايام وتعدي) وياتي غيركم، اصنعوا اولى الخطوات على طريق المجتمع السليم الذي يمجد نجومه ويحفظ ارثه وتاريخه.
اصنعوا شيئا يجعل حلم الدولة المدنية ممكنا ويجعل من يخلفكم يخجل ان يكون اقل منكم.. وكفي
عدن
٢٩ يناير ٢٠٢٣م