دعونا نحلم قبل انتهاء صلاحيات أحلامنا باليمن
ماجد الداعري :
دعونا نحلم بميلاد وطن جديد لم يولد بعد ولم يحدد اسمه النهائي بعد.. او تقطف كامل أزهاره الأورجوانية بعد أيضا ..
دعونا نعيش ولو لآخر مرة ماتبقى من رصيد أحلامنا الذابلة في الحياة قبل أن تموت على غصونها ويصبح الحلم فعلا مستحيلا،
نحلم قبل أن تقتلنا مرارة الصدمة حينما نفيق ذات صباح ملغوم وقد تغيرت كل خرائط الواقع من حولنا واختلت كل معادلات السياسة في بلدنا وأصبح الخصوم حلفاء والعدو شريكا والمليشيات دولة شرعية كامل السيادة وتلك الدولة الشرعية قد حلت عليها لعنة الاقدار بين ليلة وضحاها وأصبحت مليشيات متمردة تضرب برا وبحرا وتقصف جوا وارضا، بوصفها كافرة متمردة متآمرة على تنفيذ جريمة قتل المسيح وسرقة الهيكل القدسي واختطاف المهدي المنتظر من قلب صحراء الرجاع، في غفلة من أنصاره الصبيحة الباحثين عمن افقد تربتهم طهر الأرض وانتهك قداسة الضيف وتجاوز كل خطوط العربدة.
احلموا بقرب ميلاد الوطن الجنوب وليس خذلان الجنوبيين.. احلموا بكل حق مشروع متبق لكم قبل انطلاق صفارة حكم مفضوح يبحث عن صفقة بيع المباراة بأي مقابل يضمن له خروجا امنا من أرضية الملعب وليمت بعده محترقا كل من فيه من جمهور ولاعبين ويقايا عشب ممزق طالته همجية اللاعبين من كلا الطرفين.
احلموا أحبتي بكل ماتبقى لديكم من أشلاء احلام وجماجم أوهام، قبل أن يفوتكم آخر قطار سفر إلى سقر حيث لا يمن ولا وطن ولا مفر
حينها فقط ستعرفون جيدا كم نحن حمقى ومغفلين وبقايا من سخف الأولين
نستحق كل لعنات الأرض وكل شماتات الآخرين
نستاهل ما عشنا وعانينا ونستحق أكثر مما حل بنا، بل ونستحق المزيد ولا نملك الحق عما قريب حتى لكي نبكي بقايا وطن ذهب منا خلسة متسللا في خفية القدر وزفة الافاكين
غازلنا يوما بخدود دامية تحكي وجع التاريخ الغابر من عهد ذي يزن، قبل أن تلاحقه لعنات الذكرى فيفر مذعورا يتحسس خيبات زمانه ويهرول مهزوما منتكسا يبكي حضارة قوم باعوا حتى تنهيدة كل جميلة فيهم، فغدوا حطبا للوله وعبادا للهذيان
وهنا فتش عن بعضك ياوجعي
فلعلك تلقى بعضا من ألم التاريخ الغارق في عمق النسيان..
ولعلك تلقى عبهلة العنسي بتربص بجواري النعمان وتأمل حولك متقدا فلعلك تلقى قدحا من خمر الزير على الكثبان
ابكي.. انتحب
اصرخ بأعلى صراخا من هدير الهذيان
واجمع ماتبقى لديك من طاقة صوتية
لكي تبكي الزمان
وتتلوا على الجميع آية الموت
واعلان العثور على قميص عثمان
#ماجد_الداعري