كتاب عدن

الجنوب سيدفع ثمن أي تسوية سياسية مع الحوثيين



خالد الجحافي:
بعد احكام الحوثيين قبضتهم على الشمال وتمكنهم من تغيير المعادلة العسكرية مع الشرعية والتحالف لصالحهم ، تبذل جهود متواصلة ومتسارعة من قبل المملكة العربية السعودية وعمان والولايات المتحدة الامريكية والأمم المتحدة من اجل التوصل الى تثبيت الهدنة الملتزم بها من جانب واحد الشرعية والتحالف ، وتخفيف شروط الحوثيين الجديدة بعد تمكنهم من رفع الحصار عنهم و فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وتوقف طيران التحالف ، مقابل فرص الحصار على الجنوب ومهاجمة ميناء الضبة في حضرموت ، وعدم التعرض لإنتاج الغاز والنفط في مارب الذي تقوم بتزويد الحوثيين باحتياجاتهم منها.

المعطيات والمؤشرات تؤكد ان التوصل لاي تسوية سياسة مع الحوثيين سيدفع ثمنها الجنوب وشعبه ، فالقوى الشمالية لم يعد بيدها شي في الشمال ، وتكتسب شرعية بقائها من وجودها وسيطرتها على السلطة الشرعية التي تستخدم الجنوب كورقة تحتمي بها للمساومة بها مع الحوثيين، ولذلك لا يستغرب وجود كل هذا النشاط التدميري والممنهج تجاه الجنوب ( إيقاف المرتبات وسياسة التجويع واهمال الخدمات ، ومحاولة تقسيم الجنوب وأضعاف وحدته واحتواء المجلس الانتقالي داخل السلطة الشرعية وتقييده باسمها دون ان يكون له أي فعل حقيقي داخل السلطة ، واستهداف التشكيلات العسكرية والأمنية الجنوبية سواء بمواجهة الحوثيين في بعض الجبهات او مواجهة القاعدة وداعش ، وحرمان التشكيلات العسكرية والأمنية من المرتبات والتسليح والقيام بالتجنيد في المناطق الجنوبية ليس لمواجهة الحوثيين ولكن بهدف خلق تشكيلات جديده في مواجهة القوات الجنوبية مستقبلا والاخلال بموازين القوى العسكرية في الجنوب .

ولاشك ان إبقاء المجلس الرئاسي في الخارج الذي يعمل رئيسه فقط بنشاطات سياسية شكلية لا تتصل بالاستحقاقات الداخلية الفعلية على الأرض مع إبقاء أعضاء المجلس دون مهام الهدف منه تجميد وتقييد نشاط وعمل المجلس وعدم تمكينه من القيام بالمهام والاختصاصات التي أسندت اليه كقيادة جماعية بموجب اعلان نقل السلطة لأهداف سياسية انية ومستقبلية ليس لها أي علاقة بوجود خلافات داخل المجلس كما يشاع في الاعلام، فجميع أعضاء المجلس لا يمكنهم رفض أي توجيهات من التحالف الذي قام باستجلابهم وتنصيبهم في المجلس . وبإمكان التحالف تحريك المجلس وتفعيلة متى أراد.

ان قراءة ومتابعة التطورات الجارية على صعيد الجنوب وموقف التحالف تنذر بخطر حقيقي على الجنوب ومستقبله، فالخطر يتعدى كل التكهنات او التخمينات لأنه مبني على حقائق تمارس على الأرض ويمكن استنتاجها بكل سهوله ارتباطا بالموقف السياسي العام لمعظم المكونات السياسية الشمالية ومعها بعض الجيوب والشخصيات الجنوبية ودعم واضح من قبل أطرافا فعالة في تحالف دعم الشرعية ومن دول خليجية وإقليمية تتأمر منذ وقت مبكر ضد الجنوب وشعبه. الامر الذي يتطلب من كل المكونات الجنوبية وفي مقدمتها المجلس الانتقالي اخذ ما يجري بجدية وإعادة الحسابات السياسية والعسكرية وعدم الانتظار حتى احكام الخناق على المجلس وتفتيت الجنوب واضعافه وتقديمه كقربان لاي تسوية سياسية قادمة مع الحوثيين والقوى الشمالية اجمالا.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى