على قيد الحياة
أمل بلجون
تتفاوت اعمار البشر ولكن هناك من يجعل للعمر رقماً وتراه ينكمش ليقنع حاله أنه قد كبر، ولا شك في ذلك فكلنا يكبر ويكبر إلى أن يشاء الله.
أن العمر يعني كيفية الإستفادة والإفادة، فسبحان الله عز وجل هناك من يستفيد ويفيد وكذلك هناك من يصل به الحال إلى الحضيض وآخر يقضي نحبه ومنهم من يغوص في سبات عميق.
أنها سنة الحياة فكل مرحلة من مراحل حياتنا تحمل معها ذكريات ومحطات وقد نتذكرها ونعود إلى منعطفاتها الكثيرة ببراءة الطفولة منذ سن البلوغ والمراهقة والشباب وحتى سن النضج ومنتصف العمر.
ولعل أكثر ما يعنينا هي مرحلة ما بعد الخمسين لأنها أكثر عمراً للتأمل والسكون والخلوة بالنفس والتدبير والتفكير وفي هذه المرحلة ايضاً يستطيع المرء أن يحاور ذاته إن قصّر مع الله أو إن هجر ذكره ولا شك أنه يستفيد ولو بالنذر اليسير من محاسبته لذاته والبعض الآخر قد يختار أن يكون قدوة لغيره وكذلك هناك من يقصّر مع الله ولكن هذا لا يعني الإجحاف والتنازل عن حقوقنا في الحياة، فالله موجود وينبض بقلوبنا جميعاً طالما أننا نعيش ونمارس حياتنا باتزان ومسؤولية.
و لا يسعني إلا أن أقول إذا أطال الله في عمري سأستمتع بكل ما تألفه نفسي من سفر وتحقيق أحلام نعم أحلامي التي لم تنطفئ يوماً.
أن العمر مجرد رقم أمام الطموح ومهما ازدادت سنوات العمر تبقى الأيام مشرقة وجميلة مع إحترام الذات ولكنها تكون أجمل بالنضوج.
يقول فاروق جويدة العمر علمني الكثير وأن أكتم الآهات في صدري وأمضي كالضرير وألا افكرك في المصير.
نعم عش يومك فالحياة بأفراحها وأتراحها تمضي وتتسع لكل المراحل العمرية وكل القلوب المحبة لها لا أكثر.