لاتقيدوا أهدافكم
جاكلين أحمد
منذ صغري لم يكن لي هدف واضح لأي سنة من السنوات، كانت لي أهداف عامة أسعى لها وأتمنى تحقيقها لكني لم أربط تحقيقها بسنة ما أو فصل ما أو حتى وقت ما .
لم ادخل أي سنة وأنا أحدث نفسي أو أضعها تحت ضغط أنه علي تحقيق هدف بعينه ويجب أن لاتنتهي هذه السنة إلا وقد تحقق، فإن فشلت في تحقيقه اعتبرت سنتي تلك بلا فائدة ودون جدوى ورميت عليهة وحملتها كل ذنوب الأرض .
فكما خلقت هذه السنة وهذا الشهر وذلك اليوم، خلقت أيام وشهور وسنوات طويلة بعدها لنسير فيها ونحقق خلالها مانستطيع تحقيقه من التقدم دون أن نحشر أنفسنا في سنة واحدة أو وقت واحد ثم إذا لم نستطع إتمام شيء فيه بكينا وندبنا حظنا .
لا أفهم أبدا أولئك الذي يحددون سنة ووقت معين لتحقيق أهدافهم . هل ترون أنفسكم في هدف واحد إن حققتموه انتهت أهدافكم وإن فشلتم انتهت حياتكم .
اتركوا أهدافكم حرة لاتقيدوها بسنة ولا بوقت ولا حتى بطريقة واحدة اسعوا لتحقيقها فحياتكم مليئة بالسنين والاوقات والطرق المختلفة .
والهدف الذي أخفقت في تحقيقه اليوم ستحققه لاحقا إن استوعبت أن حياتك مازالت تحمل المزيد من الأوقات والسنوات خلقها الله لك لتسير فيها وتحقق ما استطعت وتضع مايثقل كاهلك من الأهداف والأحلام فربما لم تخلق لها ولم تخلق لك وربما هناك ماخلقت له يناسبك أكثر وتناسبه .
انا هنا لا أعني أن تتخلوا عن أحلامكم وأهدافكم لكن لايعني أنه إن فاتك حلم وهدف أن دنياك قد انتهت ولايعني أن الحياة قاسية فربما مررت بحلم وهدف آخر لم تره ولم تلحظه بسبب انشغالك بهدفك الذي كان لايناسبك ولم يكن لك .
اسعوا لتحقيق أحلامكم وأهدافكم ولاتستعجلوها ولاتقننوها في سنة أو يوم أو طريقة واستفيدوا من سيركم على طرق الأيام والسنوات واستمتعوا برحلتكم لتحقيقها، فرحلة الوصول أهم بكثير من الوصول نفسه في تلك الرحلة ربما تتغير مساراتك وتكبر مداركك فتجد أنك كنت تسير نحو هدف آخر لم يكن يناسبك أو ربما اجتزت رحلة الوصول وقد اقتنعت أكثر وصار لديك خبرة أكبر لتحقيق هدفك بكل حرفية واقتدار .
عيشوا أحلامكم وأهدافكم واستمتعوا بتحقيقها ولاتحشروها وتحشروا أنفسكم في خانات وعدادات تضيع معها متعة التحقيق والتعلم والاستفادة .