كتاب عدن

إلى أين وصلت خلافات فرقاء الشرعية بمجلس القيادة الرئاسي؟!


ماجد الداعري
الأزمة السياسة لفرقاء الشرعية اليمنية، وصلت اليوم، إلى مرحلة حرجة جدا مع استمرار مراوحة الأمور واستفحال الخلافات وتوسع فجوة شتات القيادات وصراع المشاريع داخل معسكر الشرعية المهترئة من الداخل.

حيث تفيد المؤشرات، أن الوضع المتأزم، أصبح اليوم جد خطير، ويضع اليمن على فوهة مفترق طرق مصيرية، بعد إعادة رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى عدن منفردا، بحماية وتأمين وفد عسكري وسياسي سعودي يشرف بشكل مباشر على سير أعمال جمهورية المعاشيق ودعم كل الخطوات والقرارات المتخذة اليوم بشكل أحادي، من قبل الرئيس العليمي ومن حوله، وبعيدا عن أي تشاور أوتوافق وطني مع نوابه المغيبين خارج البلاد-بإستثناء البحسني وطارق صالح- المنشغلين بمهام خاصة بجمهوريتهما (حضرموت والمخا) حتى يحدث الله أمرا كان مفعولا، مع استمرار بقاء زملائهما الآخرين بالمنفى، تأكيدا على وفاة اتفاق نقل السلطة من الرئيس هادي الي مجلس القيادة الرئاسي، بفعل تغييب شرط التوافق على قراراته وفشل كل اشتراطات بيان الإعلان بتسيير آلية إدارته المؤقتة لليمن بالتوافق بين الرئيس ونوابه السبعة والبدء بإنقاذ البلد من الأزمة الاقتصادية ووقف انهيار العملة والدعوة إلى حوار وطني شامل لوقف الحرب وغيرها من أولويات مهام المجلس المتعثر في تحقيق اي منهما بعد أكثر من ثمانية أشهر على تشكيله بالرياض.


وعليه فإن المؤشرات أيضا تشير إلى أن كل هذه المعطيات، قد اتفق عليها سعوديا وإماراتيا لغرض الوصول بالمجلس الرئاسي إلى توافق عام على هدف وطني وخطوط عمل مشتركة، تقود الجميع إلى السير في طريق توحيد قوات وأهداف قوى الشرعية المختلفة وحشد كافة جهودها نحو معركة وطنية فاصلة شاملة مع مليشيات الhوثي، يكون لها مابعدها من مستجدات تقود نحو تشكيل مستقبل توافقي جديد لليمن بوحدته أو إلى يمنيين جارين متحابين تسودهما اواصر الإخاء وحسن الجوار أو إلى غرق الجميع في مستنقع حروب أهلية تناحرية، لا أفق لها ولا إمكانية لبقاء أي تحالف داخل معسكر الشرعية المتآكلة بفعل تباين الأهداف وتنافر المشاريع وغياب اي جدوى ممكنة لتعزيز صمود أي قواسم وطنية مشتركة، غير حرب المليشيات وهريمتها ودحرها من صنعاء ومناطق سيطرتها شمال اليمن، قبل تسيدها على المشهد اليمني برمته باستغلال تفكك الشرعية لفرض وجودها واستكمالها السيطرة المليشاوية على كامل اليمن، بعد يأس الجميع من أي إمكانية لرضوخها للسلام ووقف الحرب ونبذ منطق الاستقواء العسكري والاستعلاء السلالي على بقية الشعب اليمني.


والله يكتب لنا كل مافيه الخير والسلام وحقن الدماء وتسيد لغة العقل والحكمة على منطق الحرب والموت الدمار في بقايا بلد تكبد شعبه كل أصناف المعاناة والأزمات والمآسي طيلة ثمان سنوات عجاف.
#ماجد_الداعري

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى