د. عيدروس النقيب العودة إلى وضع الدولتين مصلحة شمالية قبل أن تكون جنوبية وعربية ودولية
د. عيدروس النقيب
العودة إلى وضع الدولتين مصلحة شمالية قبل أن تكون جنوبية وعربية ودولية
قال الدكتور عيدروس نصر النقيب رئيس المؤسسة الجنوبية للدراسات والأبحاث الاستراتيجية إن العودة إلى نظام الدولتين الشقيقتين الجارتين المتعايشتين المتعاونتين المتشاركتين يمثل مصلحة شمالية قبل أن تكون جنوبية وإقليمية وعربية ودولية لأنها كما يرى ” تمثل المدخل الوحيد لإحلال السلام الدائم والشامل في الإقليم والدخول في صناعة شراكات بناءة ليس فقط بين دولة الجنوب ودولة الشمال ولكن مع الأطراف الإقليمية والدولية، شراكات تقوم على فتح أبواب الاستثمار والتنمية وحماية الممرات وتأمين الملاحة الدولية وتحقيق عائدات مادية مثمرة لكل الشركاء في الإقليم وعلى المستوى العربي وعلى المستوى الدولي”.
جاء ذلك في مداخلة الدكتور النقيب التي قدمها أمام ندوة ” القضية الجنوبية ومخرجات مشاورات الرياض” التي شهدتها مدينة شيفيلد البريطانية، والتي نظمتها المؤسسة الجنوبية للدراسات والأبحاث الاستراتيجية بتاريخ 26 نوفمبر 2022م في إطار الاحتفالات بالذكرى 55 للاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
وفي مداخلته تعرض الدكتور النقيب لعدد من القضايا المتصل بثنائية “القضية الجنوبية ومخرجات مشاورات الرياض” مقدماً مجموعة من النقاشات المعمقة لإشكالية العلاقة بين التعهد بتحرير الشمال من الجماعة الحوثية والحل العادل للقضية الجنوبية بما يرتضيه السواد الأعظم من أبناء الجنوب.
- ومما تعرض له الباحث قضية أملاك الجنوبيين في الشمال وأملاك الشماليين في الجنوب في ظل “الدولتين الجارتين الشقيقتين المتجاورتين والمتعايشتين والمتعاونتين ـ كما يقول دائما ـ”، حيث أشار إلى إن ” هناك أنظمة وقوانين تحمي هذا النوع من المصالح أو لنقل تنظم كيفية التعامل معها، لكن هناك خصوصية تتعلق بالمصالح المشتبه في طريقة تحقيقها وخصوصا في الجنوب الذي تعرض للغزو والاجتياح والسلب والنهب على مدى قرابة ثلاثة عقود، وفي رأينا أن المصالح التي جرى تحقيقها بالطرق القانونية لا نقاش بشأنها فأصحابها لا يختلفون عن أي مستثمر من أولائك الذين يدعوهم السياسيون والمسؤولون للاستثمار في البلد، أما تلك المصالح التي تمت عن طريق الاستحواذ أو الاغتصاب أو الاستيلاء غير القانوني أو عن طريق سوء استغلال السلطة فإنها يجب أن تخضع للقانون ويجب أن تقدم للقضاء وهو وحده من يقرر مصيرها”.
وإذ يؤكد الدكتور النقيب أن الوحدة السلمية الطوعية بين الشعبين والدولتين قد جرى وأدها بالحرب والغزو وأن وحدة الحرب والاجتياح قد حكم عليها التاريخ بالموت فإن البديل هو العودة إلى نطام الدولتين، مؤكداً أن هذا المخرج بين شعبين شقيقين وجارين يحتفظات لبعضهما بوشائج القربى والأخوة والتعاون والتشارك هو أفضل من وحدة تصنعها القوة ويكرسها الإكراه وتحكمها الضغينة والكراهيات المتناسلة منذ ثلاثة عقود مختتما مداخلته بقوله ” وبالعكس فإن الإصرار وبعناد على استحضار المشاريع الميتة ومحاولة نفخ الروح فيها من جديد بعد أن ماتت منذ زمن، كل هذا لا يمثل سوى مواجهة مباشرة مع حتميات التاريخ، وهذه المواجهة نهايتها الطبيعية الفشل، وليس من شأنها إلا إبقاء البلدين والشعبين في حالة حروب دائمة تحرق ما نجا من حرائق العقود الثلاثة المنصرمة والسير بالشعبين نحو المزيد من الأحقاد والعداوات والخسائر المهلكة ولن يكون الجنوب وحده فيها هو الخاسر، بل إن خسائر المتبنين لهذا النهج ستكون الأكبر”.
للاطلاع على النص الكامل للمداخلة افتح صفحة ا لكاتب على الرابط التالي: