افتتاحية مركز صنعاء
لا يجب المساومة على مكتسبات المرأة اليمنية
في خطوة رجعية تهدد بإعادة البلاد للوراء، تزايدت الممارسات القمعية التي تنتهجها سلطات الحوثيين ضد النساء خلال الأشهر الأخيرة، حيث أصبحت شائعة أكثر من أي وقت مضى وبشكل ملفت مع اشتراطها موافقة ولي الأمر أو المَحْرَم على أي نشاط تمارسه المرأة في مناحي الحياة (المَحْرَم هو أي فرد ذكر في الأسرة، كالأب، أو الزوج، أو الأخ، أو حتى الابن الذي لم يبلغ الحلم). اشتراطات الخطوط الجوية اليمنية للرحلات المغادرة من صنعاء أصبحت لا تقتصر على طلب خطاب موافقة من ولي الأمر -مُصدّق من وزارة الخارجية -لحجز مقعد للمرأة على متن رحلاتها، بل أيضًا تفرض مرافقة مَحْرَم للمرأة شخصيًا حتى تصل مقعدها على متن الطائرة. لم تُعفَ اليمنيات العاملات في المنظمات الدولية من هذه الممارسات، حيث مُنعن من السفر خارج محافظاتهن مما حَرَمهُن المشاركة في برامج تدريبية مهمة وقوّض قُدرتهن على ممارسة وظائفهن بالشكل الطبيعي. لم تُستثنَ أيضًا النساء القاطنات في المناطق الحضرية كصنعاء، حيث يُحظر عليهن أحيانًا مغادرة منازلهن أوقات المساء ويتعرضن أثناء قيادتهن السيارات للمضايقات عند نقاط التفتيش تصل لحد التهديد بإلغاء رُخصهن. استخدمت سلطات الحوثيين الأذرع المؤسسية للدولة لقمع النساء بشكل منهجي وانتهاك أبسط حقوقهن الإنسانية، وآن الأوان لكي يمارس المجتمع الدولي أوراق ضغطه لطرح المسألة على الطاولة، بما في ذلك طاولة المفاوضات الجارية لإعادة تفعيل الهدنة.
|