هل فهم رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي متطلبات المرحلة الراهنة
سامي الكاف
أعاد وزير الدفاع السعودي الأمير الشاب خالد بن سلمان، مساء اليوم، رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي إلى واجهة المشهد السياسي ليجتمعوا معًا مرة أخرى بعد تعذر اجتماعهم منذ فترة ليست بالقصيرة، وهو ما لم يتوقعه كثيرون بسبب خلافات في ما بينهم حد التلويح بالاستقالة أو الانسحاب، وهي خلافات واضحة سواء ارتبطت بكيفية إدارة الدولة ومؤسساتها، أو تعلقت بتنفيذ ما تم الاتفاق والتوافق عليه في مؤتمر المشاورات اليمنية-اليمنية في الرياض وقبل ذلك بما يتعلق باتفاق الرياض؛ ومن هنا تكمن أهمية اللقاء في هذا التوقيت الحرج والصعب والمعقد الذي يواجهه رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي الذين لم يتمكنوا حتى الآن من إيصال رسالة واضحة إلى الداخل والخارج تثبت قدرتهم على استيعاب المهام الجسيمة وتعقيداتها الملقاة على عاتقهم في ظل تعارض أهداف بعضهم، وبالتالي عدم نجاحهم مجتمعين في جعل شعار وحدة الصف الذين رفعوه شعارًا لهم في مؤتمر المشاورات اليمنية-اليمنية في الرياض عنوانًا رئيسًا لعملهم باتجاه الجمهورية اليمنية؛ لإنجاز مهام ومتطلبات مرحلة الانتقال من الحرب إلى السلام.
وقد كان رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي في حديثه لمعهد الشرق الأوسط بواشنطن، قبل عدة أيام، واضحًا في هذا السياق: “مهمة مجلس القيادة الرئاسي هي استعادة الدولة وإعادة بناء مؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن، وتقديم مزيد من الخدمات في المناطق المحررة وتحسين مستوى معيشة المواطنين. نجدد التأكيد على أننا دعاة سلام ولسنا دعاة حرب، ولا زلنا نؤمل على أن تكون هناك محادثات سلام قادمة تعيد لليمنيين دولتهم وأن يكون نظامهم السياسي قائم على مشاركة واسعة لكل اليمنيين واليمنيات، لأن احتكار السلطة وفرض أمر واقع من أي طرف، هو أمر غير مقبول من كافة اليمنيين”.
تفاصيل صور لقاء وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الذي أكد حرص التحالف على دعم اليمن وشعبه، متوسطًا رئيس وأعضاء المجلس، وهم متشابكي الأيدي مبتسمين، بدت إيجابية ومشجعة، وتوحي بأنهم فهموا ما ينبغي أن يفهموه باتجاه متطلبات المرحلة الراهنة وقبل ذلك متطلبات شعار وحدة الصف المتفق عليه؛ وهذا يعني إعادة ترتيب صفوفهم من جديد بناء على هذا اللقاء ودلالاته، وبالتالي العودة إلى عدن العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية وتأدية ما عليهم تأديته وترك الخلافات جانبًا، وهو ما يجعلنا نطرح عليهم ما سبق أن طرحناه مطلع مايو الفائت: “إما أن تكونوا على قدر أهمية المرحلة الراهنة بكل صعوباتها وتعقيداتها؛ وخطورتها بالطبع، و إما فإنها عودة إلى مرحلة صراعات ونزاعات وحروب لا أحد عاقل سوي يتمنى أن تسود أو تعود”، لعلهم هذه المرة فعلًا أدركوا ما ينبغي ادراكه واثبات أنهم قادرون على فعل ما ينبغي فعله حقًا. دعونا نأمل ذلك.