الخيار الصعب: تمديد الهدنة بشروط حوثية او أستئناف المعارك
الخيار الصعب: تمديد الهدنة بشروط حوثية او استمرار المعارك
كتب / مرشد البتول /
مع اقتراب انتهاء اجل الهدنة الثانية في الثاني من شهر أكتوبر القادم، يواصل المبعوثان الاممي والامريكي والاتحاد الأوروبي بموافقة التحالف العمل من اجل تمديد الهدنة لمدة 6 اشهر قادمة، وكما هو معلن فأن التمديد يصطدم بوضع الحوثي لشروط جديده ومنها فتح رحلات الطيران من مطار صنعاء بشكل كامل وكذا زيادة عدد السفن المسموح بها لدخول ميناء الحديدة ودفع مرتبات الموظفين في المناطق الواقعة تحت حكم حكومة الامر الواقع الحوثية.
المليشيات الانقلابية الحوثية (التي أصبح المجتمع الدولي يتعامل معها كحكومة امر واقع وبشكل مخالف لقرارات الشرعية الدولية) تنطلق في رفع سقف مطالبها لتمديد الهدنة وفرض شروطها للأسباب التالية:
الأول: حرص المجتمع الدولي على وضع حد نهائي للحرب ولو بصورة تدريجية، وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني.
الثاني: أدارك مليشيات الحوثي لرغبة التحالف وخاصة المملكة العربية السعودية وحرصها على التوصل الى حل سياسي للازمة وتجنيب المملكة هجمات الحوثيين، وشعور المملكة باستحالة هزيمة الحوثيين عسكريا بعد 8 سنوات من الأداء الفاشل للسلطة الشرعية. وتحمل المملكة اعباء كبيرة على حساب امنها واستقرارها ومصالح شعبها.
الثالث: عجز الحكومة الشرعية عن مواجهة الحوثيين عسكريا ووجود الانقسامات الداخلية لصراع السيطرة على محافظات الجنوب بدلا من تحرير مناطق الشمال، وكان تفجير حزب الإصلاح للأوضاع في شبوه معطلا لاي جهود في إعادة ترتيب أوضاع الجبهات كما كانت مؤملا من وراء تشكيل المجلس الرئاسي.
رابعا: ضعف التأييد الشعبي للسلطة داخل المحافظات الشمالية بعد تمكن المليشيات من السيطرة على كامل مناطق الشمال، ولم يتبقى لها غير 3 مديريات في محافظة مارب بعد سيطرتها على اكثر من 10 مديريات فيها، وأصبحت مارب تشكل نقطة ضعف الشرعية والتحالف على السواء نتيجة لوجود النفط والغاز فيها ، واذا تمكنت المليشيات الحوثية من السيطرة عليها ، سيكتمل لها اركان الدولة اقتصاديا ، وبذلك يتم سحب اخر ورقة للتحالف والشرعية في مناطق الشمال . ويقابل ذلك عدم قدرة الحكومة الشرعية عن القيام بأبسط واجباتها في المناطق المحررة وكذا المحافظات التي يصل لم اليها الحوثيين منذ بداية الحرب (كالمهرة وحضرموت وسقطره )
من المتوقع ان التحالف والسلطة الشرعية سترضخ لمطالب وشروط الحوثيين لتمديد الهدنة التي استفاد منها الحوثيين في إعادة ترتيب وتعزيز قواتهم في مختلف الجبهات، ولن يخاطر التحالف بخسارة بقية المديريات في مارب، الذي يبدو انها ستكون امام خطر محقق، ولن تحصل على أي مدد عسكري مماثل لما حصلت عليه محافظة شبوه بتدخل قوات العمالقة لطرد المليشيات الحوثية منها. خاصة في ظل موقف جديد للقوات الجنوبية بعد ان تأكد لها ضلوع السلطات فيما تبقى من محافظة مارب في احداث شبوه ضد القوات الجنوبية. وامام هذه المعادلة الجديدة فأن فشل تمديد الهدنة ستكون عواقبها وخيمة على التحالف والشرعية مالم يتم التحرك سريعا لتأمين وضع الجبهات المستهدفة من قبل المليشيات الحوثية وضع حد للصراعات البينية داخل السلطة الشرعية.