التعبئة أخطر قرار في حياة بوتين السياسية.. والتهديد النووي خدعة
تصدر إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن تعبئة جزئية للجيش، عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس، إذ توقفت عند السيناريوهات المتوقعة للقرار الروسي، واصفة الخطوة بـ“الأخطر“ في حياة بوتين، السياسية.
كما تناولت الصحف تداعيات التهديد النووي الذي وجهه الزعيم الروسي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وسط تأكيد غربي على مواصلة دعم أوكرانيا.
وذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية أن بوتين، زاد من ”عدوانيته“ عندما أعلن الأربعاء، عن تعبئة جزئية للجيش الذي يعاني من انتكاسات عدة في الفترة الأخيرة.
وقالت المجلة إن بوتين، يخاطر بإثارة الاضطرابات الداخلية التي بدأت في الظهور عقب إعلانه عن التعبئة، لكنها أشارت إلى أن الأداء السيئ لقواته في الحرب وخسارة الأراضي التي كانت تسيطر عليها لصالح القوات الأوكرانية، دفع الزعيم الروسي إلى اتخاذ تلك الخطوة.
وأضافت ”بوتين وجد نفسه عالقًا بين الضغوط المتزايدة من جانب الصقور الروس في المؤسسات الأمنية الذين دعوا إلى تعبئة واسعة، وبين المخاوف من أن القيام بذلك قد يحدث اضطرابات داخلية“.
وتابعت ”على الرغم من أن الإعلان لم يرق إلى مستوى التعبئة الكاملة، إلا أنه من المتوقع أن يتم استدعاء نحو 300 ألف جندي احتياطي من ذوي الخبرة العسكرية“.
قرار خطير
من جانبها، ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ أن الرئيس الروسي يواجه ”أكبر اختبار لحياته السياسية“ بعد إعلانه التعبئة، معتبرة القرار، مقياسا لحجم الضرر الذي لحق بالجيش الروسي خلال حملة عسكرية مستمرة منذ 7 أشهر.
وقالت ”تهدف خطة التعبئة لتحذير العواصم الغربية من عزم موسكو على الانتصار بأي شكل من الأشكال، وذلك بعد قرار حظى باستحسان القوميين الروس الذين اتهموا بوتين، بالفشل في إدارة الحرب“.
وصرح محللون روس للصحيفة بأنهم يعلمون جيدًا أن التعبئة الكاملة ”ليست مخرجًا لبوتين، لأنها ستخلق استياء حقيقيًّا“.
وأضافوا أن ”ذلك هو ما دفع بوتين، إلى استبدال التعبئة الكاملة بأخرى جزئية“، لكنهم أشاروا إلى أن القرار يعد خطيرا لأنه سيخلق استياء واسعا في المجتمع.
وقالت الصحيفة ”من المرجح أن تثير نوايا روسيا المعلنة لضم 4 مناطق داخل أوكرانيا، والتي يحتل الجيش الأوكراني أجزاء منها الآن، مخاوف داخل روسيا بتعبئة أوسع“.
وعن مدى أهمية التعبئة الجزئية لبوتين، نقلت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية عن روب لي، وهو محلل في ”برنامج أوراسيا“ التابع لـ“معهد أبحاث السياسة الخارجية“، قوله إن الإعلان يعد ”أحد أهم وأخطر القرارات السياسية التي اتخذها بوتين، على الإطلاق“.
وأضاف ”ستساعد التعبئة الجزئية في منع انهيار القوات الروسية في أوكرانيا.. لكن القوات الروسية الجديدة ستفتقر إلى الروح المعنوية والتماسك فيما بينها؛ ما ينذر بانهيار وشيك“.
سيناريو الرعب
قالت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية إن التهديد النووي الذي وجهه الرئيس الروسي أثار مخاوف جديدة من قبل الغرب من أن الهجوم الشامل للكرملين بدا وكأنه يلوح في الأفق.
جاء ذلك بعدما اتهم بوتين، ”الناتو“ بمحاولة ”ابتزاز“ روسيا بالأسلحة النووية، وحذر من أن لديه ”أسلحة دمار مختلفة“ يستعد للرد بها، مشددا على أنه سيستخدم ”كل الوسائل المتاحة لحماية روسيا وشعبها“، وأن تحذيره هذه المرة ”ليس خدعة“.
ونقلت المجلة عن مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين، هانز كريستنسن، قوله إن ”بوتين، يمكن أن يتحرك بشكل أسرع مع الأسلحة طويلة المدى، والتي هي بالفعل في حالة تأهب قصوى، بدلا من الأسلحة قصيرة المدى، والتي يتعين على روسيا إخراجها من مخزوناتها الإستراتيجية“.
وأضاف ”يمكن توقع استخدام أسلحة بعيدة المدى إذا تم نقل قاذفات أرضية متنقلة أو غواصات مجهزة أو صواريخ كروز بأعداد أكبر من المعتاد.. وسيكون هناك أيضًا عدد من الأنشطة التي يمكن اكتشافها في نظام القيادة والتحكم النووي والاتصالات العامة التي تشير إلى حدوث شيء ما“.
وتابع ”الجيش الأمريكي لديه أيضًا ما يقرب من ألف سلاح جاهز لإطلاق النار في غضون دقائق، لذلك سيكون أيضًا مستعدًا جيدًا للرد إذا شن بوتين هجومًا وشيكًا“.
وقالت المجلة في تقرير لها إنه وفقًا لـ“اتحاد العلماء الأمريكيين“، تمتلك روسيا أكبر مخزون من الرؤوس الحربية النووية في العالم بإجمالي 5977، وبالمقارنة، تحتل الولايات المتحدة المرتبة الثانية بواقع 4428 رأسا، تليها فرنسا بـ290.
من جانبها، ذكرت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية أن الغرب تجاهل ”خدعة بوتين النووية“ وتعهد بمواصلة دعم أوكرانيا إذ قلل الحلفاء من أهمية إستراتيجية التصعيد الخطيرة التي تنتهجها روسيا، قائلين إن التهديدات لن توسع الانقسامات بين دول ”الناتو“.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ومحللين قولهم، إن ”تصريحات بوتين، وتهديده بضربة نووية، كانت محاولة يائسة لاختبار قوة الدعم الغربي لكييف“.
وقال دبلوماسي أوروبي رفيع للصحيفة إن ”بوتين، يحاول بنشاط زرع الفتنة. يكمن أمله في إطالة الأمر حتى فصل الشتاء واستخدام الغضب الشعبي لدى الدول، سواء داخل الاتحاد الأوروبي أو عبر المحيط الأطلسي“.
ورأت الصحيفة البريطانية أن تهديدات بوتين، لا يمكنها كسر وحدة دول ”الناتو“، على الرغم من تزايد خطر نشوب صراع شامل بين روسيا والحلف بسبب دعم الأخير لأوكرانيا، معتبرة تصريحات الرئيس الروسي ”تعثرًا لرجل تنفد أفكاره“.
بدورها، قالت صحيفة ”بوليتيكو“ الأمريكية إن الاتحاد الأوروبي يستعد لفرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، إذ تتزايد الدعوات لفرض ”عقوبات فورية“ وإرسال المزيد من الأسلحة إلى كييف.
ونقلت الصحيفة عن 4 دبلوماسيين قولهم، إن المفوضية الأوروبية تستعد لمشاركة مخططها الخاص بالعقوبات مع دول الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من الجمعة، إذ تشمل الإجراءات العقابية الجديدة ”تحديد سقف لسعر النفط الروسي، ومعاقبة المزيد من الأفراد المرتبطين بالكرملين، وشن حملة جديدة على تجارة السلع الفاخرة في روسيا“.
المصدر : ارم نيوز