» صديقتي.. جِنيّة«
» صديقتي.. جِنيّة«
وقصص أخرى قصيرة جدّا /حسن سالمي
صديقتي.. جنيّة
كان لا يملك شروى نقير…
صادف أن مرّ في الصّحراء وحيدا حينما عثر على حنشين يتصارعان، أبيض وأسود. وكانت الغلبة للأسود… طرده بعصاه بعيدا ثمّ عاد إلى الحنش الجريح فخيّم عليه بالحجارة حتّى يجعله في مِنعة…
“ما جزاء الإحسان؟”
يتأمّلها مبهورا…
“من أنتِ؟”
“أنا التي منعتَ عنها الأذى في تلك المعركة!”
أطياف الرّمل
لا شيء يتعبنا في صحرائنا الواسعة مثل اقتفاء آثار الإبل المارقة عن القطيع… كنت وحيدا يومها والهاجرة على أشُدِّها حينما سمعت طلقات البارود تدوّي قريبا منّي… التفتّ. لا شيء عدا السّراب والأرض الكالحة… وامتلأت أذني بالزّغاريد وباللّغط دون أن أرى أصحابها… يسود السّكون لحظة، ثمّ تمزّقه طلقة رصاص يعقبها بكاء وعويل…
تذكّرت قصّة سمعتها فأسرعت الخطى أخرج من تلك الأرض الملعونة وطيف ما يتبعني…
أَطَلَايْ
كنّا أربعة وخامسنا هو… يلفّنا الظّلام من كلّ جانب باستثناء بقعة تضيئها شمعة باهتة في وسطنا… وارتفعت همهماته في جوّ رهيب ورطن بكلام لا يوجد في معاجم اللّغة… ثمّ صاح:
“أحضر يا أطلاي… أطلاي… أطلاي…”
وسمعنا صرير باب كان مغلقا… ثمّ رأينا مصباح الحمّام يغمز بشدّة بلا سبب، قبل أن يخلع قلوبنا منظر ذلك الشّيء الشّفاف المتّجه نحونا في هدوء…
بذور الشّكّ؟
دلف حجرة صغيره الرّاقد في فراشه، وراح كعادته يتأمّل وجهه الملائكيّ ويراقب أنفاسه المنتظمة… مال عليه وطبع على جبينه قبلة أودعها حنانه وشيئا من شكّه المقيم…
وتذكّر تلك السّكين الباردة التي ذبحته عندما تعرّت الحقيقة أمامه.. تساءل للمرّة المليون وقلبه يحترق:
” أتراك من صُلبي حقًّا؟!”