كتاب عدن
القبلية والحزبية
أ.د.محمود السالمي.
لو كان لي صوت مسموع عند قيادة هذا البلد كنت ساقترح عليهم منع الحزبية، وتجريمها، الحزبية أضافت فوق مشاكل وازمات البلاد المعقدة والمزمنة مشاكل وازمات جديدة، أضافت فوق التعصب القبلي والمناطقي والمذهبي تعصب حزبي، وفوق الثارات والحروب القبلية ثارات وحروب واحقاد حزبية، وفوق العائلا السلالية والوراثية عائلات حزبية وراثية.
التعددية السياسية والديمقراكية سمة من سمات الدولة المدنية الحدثية المتقدمة والمزدهرة، لكنها لا تصلح لكل البلدان، نجاح الحزبية والديمقراطية له شروط عدة منها: وجود دولة أمن وأمان ونظام وقانون، وقضاء عادل ومستقل، وشعب ناضج وواعي، وكلها غير متوفرة في اليمن، ولن تتوفر في السنين المقبلة.
بالتأكيد سيعارضني بعض اصحاب الطرح الوطني النظري المثالي، والمثالية لاشك في انها جميلة ونبيلة، لكن مشكلتها انها مجرد خيال في السماء، وليست واقع على الأرض.
سوأل بسيط لمن يدافع عن الحزبية، ماهي الانجازات والمنافع التي قدمتها الحزبية لليمن، وماذا لو كان اليمن بدون حزبية وبدون مجلس نواب هل سيكون وضعه اليوم أسوأ مما هو عليه. وهل بلدان الجوار التي لا تنعم بالحزبية أوضاعها أسوأ من أوضاع اليمن.
والاجابة معروفة ولا تحتاج لجدل.
من يهمه حال هذا البلد فعليه ان يعمل أولا على قيام دولة حقيقية تتجاوز العصبيات والعنصريات القبلية والمناطقية والمذهبية، ويتساوى فيها جميع ابناء الوطن، وعندما يعم النظام والقانون وينضج المجتمع ويتحول ولاءه من القبيلة والمذهب إلى الولاء للوطن حينها سيكون للتعددية السياسية والديمقراطية معناها وفائدتها. اما الحزبية بالظروف الحالية فهي مجرد ممارسة للعنصرية القبلية والمناطقية والمذهبية باسلوب مختلف.