كتاب عدن
الخلط بين دور المؤتمر الشعبي وحقوق التجاور!!!
صالح علي الدويل باراس :
لم اكتب بثار عن المؤتمر الشعبي العام ولا بحقد كما علّق بذلك احد الزملاء على مقال لي امس بعنوان “المؤتمر الشعبي العام ميشمة كل الشرور” وحاولت ان اكتب بامانة ما استطعت في تشخيص حالته ، ليس كافراد بل كمؤسسة ، في القضايا والازمات التي له بصمات وحيدة فيها اوصلت البلاد الى ما وصلت له
وزميلي خلط بين حكم المؤتمر و”حقوق التجاور بين البلدان المتجاورة” وجعلها ميزة لعفاش ومؤتمره وانه اعطى للجنوبيين تسهيلات عمل وهجرة…الخ ، ولن نضع ذلك في السياق الامني لاستنزاف القوة الشابة من الجنوب وتوزيعها للمهاجر او جعل اغلبها على هامش الحياة في اليمن ثم اعطاء رسالة للجنوبيين بانهم يلاقون امتيازات في الشمال بل سنضعه في سياق “حقوق التجاور بين الشعوب” في النزوح والعمل والهجرة…الخ ولها نظائر من نزوح صومالي او اثيوبي…الخ
في السعودية مئات الالآف نازحين يمنيين عدا مئات الالاف من العمال يعيشون ويعملون في المملكة وفي مصر ملايين سودانيين وليبيين وغيرهم يعيشون ويدرسون ويعملون وهي ليست منّة من اي نظام او حزب سياسي بل عُرف متبادل بين الشعوب والامم في التجاور وان اختلفت التسهيلات بين بلد واخر
“حقوق التجاور” متبادلة مهما كان نوع الحكم وحزبه ، فان كان من الجنوبيين من لجا للشمال طلبا للعمل او نقل تجارته ووكالاته بسبب تجربة الاشتراكي او لجؤ سياسي فان الجنوب قبل استقلاله استقبل مئات الالوف من الشماليين اخوة واهل ووجدوا فرص العمل والتجارة في الجنوب ولم يتعامل معهم الجنوبيون بانهم غرباء حتى ان الانجليزي “انجرامس” قال عنهم:”انهم يعملون في عدن وولاؤهم ليس لها بل لقراهم” !!
ولجاوا سياسيا للجنوب من اضطهاد الامامة ولجا للجنوب بعد استقلاله طيف سياسي وعسكري وحزبي وجهوي يمني من قمع نظام صالح وحلفائه
ان التبرير بان الجنوبيين لاقوا في صنعاء فرص عمل وتسهيلات اغتراب ليست حكما للمؤتمر فقد نال الشماليون في الجنوب امتيازات ايام الاشتراكي مانالها جنوبيون ووصلوا الى قمة السلطة في الجنوب بينما افضل سياسي جنوبي تُعطى له بطاقة “جنوبي مقيم” ولو نظرنا لامتيازات التجار الجنوبيين في اليمن فقد نزح بعضهم وهم تجار درجة اولى ووكلاء لشركات عالمية وبعضهم تنازل عنها بطريقة او باخرى وافضلهم وكيل لتجار “سلطة ونفوذ من الشماليين” وهذا لم يتم صدفة حسب منافسة السوق بل صدفة مخطط لها!!
وفي هذه الحرب نزح ملايين من الشماليين الى الجنوب لماذا لم يتجهوا الى محافظات شمالية الآمنة واتجهوا الى الجنوب غير الآمن !!؟ لماذا لم يعزلوهم في مخيمات !!؟ ومادام ان عدن تفتقر للامن فلماذا النزوح المليوني اليها !!؟
والبعض خلط بين تداعيات الحرب واثارها وبين ماقبلها وانها ميزة لمؤتمر عفاش ولسان حاله يقول
رب يوم بكيت فيه فلما
صرت في غيره بكيت عليه
فواقع الحرب لايعني ان ما قبلها كان “منٌّ وسلوى” بل ان سياسات المؤتمر وهو الحاكم الوحيد خلال عقود اوصل البلاد للحرب وتداعياتها ومآسيها
والبعض يجزم ان الجنوبيين “شقاه” “لآل عفاش” وكأنهم “ال رومانوف” مع انه إن وُجِد منهم من له خطر فهو ” عمار واخوه طارق” وقد ابتعدوا بمسماهم ومقاومتهم عن المؤتمر اما البقية على قول المصري: “لا يهش ولا ينش”
والبعض ربط تجربة المؤتمر الشعبي العام وهي تجربة حزب حاكم يملك مقاليد دولة بكل مقوماتها وقراراتها ومؤسساتها ومالها وامنها وعسكرها ومحاكمها بتجربة المجلس الانتقالي في عدن وهي ليست تجربة دولة ولا تجربة حزب حاكم بل تكتل وطني نضالي جنوبي يسعى لاستقلال الجنوب وسيحل نفسه بموجب وثائقه عند تحقيق هدفه ويصارع ويقاتل الان عدة قوى يمنية او طرفية للاحزاب اليمنية لتحقيق هدفه مازالت هي الادارة العميقة والمال العميق في الجنوب في الادارات والمال والامن والمحاكم ..الخ ولم يتحرر فتكون له قوانينه ومحاكمه وبنوكه ويبني مؤسساته بقراراته المستقلة حتى نحكم عليه انه يقصي هذا ويعين هذا كل ما يملكه بعض مفردات عسكرية وامنية تخلقت في الصراع والحرب تقاتل على عدة جبهات
25 اغسطس 2022م.