كتاب عدن
الإخوان .. ماذا بعد التمرد على الرئاسي وعدم الإلتزام بقاعدة التوافق والشراكة؟
/ صالح شائف
بعد تأكيد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في حديثه المرئي أثناء الإجتماع مع هيئة رئاسة مجلس النواب وبحضور عيدروس قاسم الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي؛ يوم السبت الماضي والذي أكد فيه بوضوح تام بأن عمل المجلس يعتمد على قاعدتين رئيسيتين وهما التوافق والشراكة ولا ثالث لهما؛ وبذلك فقد أصبح الأمر أكثر وضوحاً لجهة محتوى وطبيعة الأسس والظروف التي تتحكم بمرحلة ما بعد إعلان إنتقال السلطة من الرئيس السابق هادي إلى مجلس القيادة الرئاسي؛ وبهذا تكون قد أختلفت صيغة ممارسة السلطة في رئاسة الدولة؛ فأصبحت صلاحيات ودور ووظيفة الرئاسة تدار بشكل جماعي وتتخذ القرارات على أساس التوافق الذي يجسد الشراكة بين المكونات التي تشكل منها مجلس القيادة الرئاسي.
غير أن هذا التوافق الذي قبلت به كل الأطراف الممثلة بقوام مجلس القيادة الرئاسي؛ هو توافق مرحلي وتحكمه طبيعة المهام التي أسندت إليه وفقا لما نص عليه بيان إعلان نقل السلطة؛ وتبعاً لذلك فإن الشراكة القائمة هي شراكة مرحلية تنتهي بإنتهاء مهام المرحلة الإنتقالية الجديدة التي أعقبت نقل السلطة في أبريل الماضي.
ومن هذا المنطلق فإن التحديات القائمة تتطلب بالضرورة إعادة بناء منظومة الشرعية وإصلاحها بالكامل وبما ينسجم ووضعها الجديد لتتخلص من وضع الترهل الكبير الذي أصاب كل مفاصلها ومؤسساتها وأجهزتها المختلفة؛ وتطهيرها من غول الفساد المركب الذي أصبح كابحاً لكل تقدم ومعيقاً لأي تغيير وناهبا لأموال الشعب.
وبالنظر لحجم المخاطر والتحديات الكبيرة التي يواجهها مجلس القيادة الرئاسي في هذه الظروف الإستثنائية؛ فإن المسؤولية تفرض عليه الوقوف بحزم وجدية وصرامة وعدم التسامح مع أعمال وتصرفات حزب الإصلاح وسلوكه السياسي الذي يتناقض مع دور ووظيفة مجلس القيادة الرئاسي بصفته جزءاً من تركيبته؛ ويهدد دوره المأمول المنتظر وعلى أكثر من صعيد.
لقد أصبح حزب الإصلاح بحكم المتمرد على الشرعية وبدلائل ووقائع كثيرة؛ وما بيانه بشأن أحداث شبوة التي تبناها رسمياً إلا خير دليل على ذلك؛ وما لم تتخذ الإجراءات الرادعة ضده وأخذ العبرة بما حصل في شبوة فقد يتحول بنهجه هذا إلى لغم ناسف يتفجر بالمجلس من داخله وبالأوضاع عموماً؛ لأن هدفه هو السيطرة الكاملة على قرار الشرعية التي تقلصت بعد نقل السلطة؛ وبغير ذلك فالبديل عنده هي الفوضى وتخريب البلاد؛ وحينها سيدفع الجميع ثمن التهاون والمراضاة التي لن تجدي نفعاً معه ولن تمنعه من مواصلة سياسته التدميرية التي تتكامل مع دور ومواقف وأفعال الإنقلابيين في صنعاء وبأشكال مختلفة على أكثر من صعيد؛ ووصلت إلى درجة غير مسبوقة من التفاهم والتنسيق والتعاون وعلى قاعدة توزيع المهام وتبادل الأدوار.