كتاب عدن
مرة أخرى.. متى يعود إعلام الجنوب المرحل قسراً إلى العاصمة عدن؟!
/ صالح شائف.. في عام ٢٠١٥م وخلال أسابيع قليلة من بدء الحرب تم نقل بث تليفزيون عدن إلى السعودية ومازال هناك حتى الآن؛ وقد أغلق مقره في عدن والعبث بأجهزته وسرقة جزء كبير من كنوزه الأرشيفية الثمينة بعد أن تعرض مبنى الإذاعة والتليفزيون لما تعرض له من سطو وإهمال متعمد؛ وهو بالمناسبة ثالث تليفزيون بعد القاهرة وبغداد على مستوى الوطن العربي؛ وأقفل مكتب وكالة أنباء عدن ( سبأ ) وتم كذلك إسكات صوت إذاعة عدن الرائدة التي تقترب من ذكرى تأسيسها السبعين .. ونقول هنا للجميع وبوضوح تام لن يستقيم الأمر للجنوب إعلامياً وبكل ما يعنيه ذلك من مضامين وأبعاد ودلالات وطنية وسياسية؛ بدون عودة هذه الوسائل الإعلامية الجنوبية للعمل مجدداً ومن موطنها الأصيل؛ وهو هنا الجنوب وفي عاصمته عدن تحديداً والتي تأسست فيها ومارست دورها وكبرت وتطورت من على أرضها؛ وأخذت من لون بحرها الصفاء ومن أنفاس أهلها النقاء والطيبة والتسامح ومن شموخ شمسان ثباتها؛ وأخذت بإعتزاز من رمزية وكبرياء قلعة صيرة عنوانها ومضمون رسالتها؛ لذلك فلا مفر من عودتها وحيث ما ينبغي أن تكون مكاناً وزمانا وتاريخاً؛ ولم يعد مقبولاً على الإطلاق أن تبقى ( مهاجرة ) في وقت عادت فيه قيادة الشرعية اليمنية لممارسة مهامها الإنتقالية ( المؤقتة ) من العاصمة الجنوبية < عدن > . ولعل عودة صحيفة < ١٤ أكتوبر > الجنوبية العريقة وإستئنافها الصدور بدءاً من يوم أمس الثلاثاء وبقيادة جديدة للمؤسسة والصحيفة معاً؛ ونأمل لها التوفيق والنجاح وأن تتغلب على كل التحديات الماثلة أمامها وهي كثيرة دون شك وندعو الجميع للتعاون مع قيادة المؤسسة والصحيفة حتى تتجاوز كل المصاعب والعراقيل؛ فعودة الصحيفة لممارسة دورها المأمول وطنياً وسياسياً وإجتماعياً والإنتصار للحق والحقيقة كما عهدناها؛ لأمر يبعث على الأمل والتفاؤل بأن غياب بقية الوسائل الإعلامية لن يدوم طويلا بإذن الله. والسؤال من يقف ويعرقل ويمنع عودة هذه المؤسسات الإعلامية الوطنية العريقة إلى الوطن حتى الآن ؟ وما الهدف من وراء ذلك إن لم يكن أساساً هدفاً سياسياً خالصاً وليس لأي أسباب أخرى أو أية مبررات باتت مفضوحة للجميع؛ وهو حرمان الجنوب وتجريده من وسائله الإعلامية التي شكلت جزءا من تاريخه الوطني ووجدانه خلال عقود طويلة؛ وكانت أيضاً جزءا أصيلاً من مؤسساته الوطنية التي أثرت تجربته الغنية في ميدان الثقافة والتنوير والتعليم؛ والأمر المؤلم أيضاً والمدان والمحزن كذلك هو تغييب وحرمان الجنوب من الكفاءات الإعلامية والفنية المتخصصة والمؤهلة من ممارسة دورها وحضورها في هذا المجال الحيوي وإبعادها عن العمل قسراً وجعلها معطلة ورغماً عنها ودون وجه حق. فأين دور الجهات الجنوبية المعنية بالأمر والتي نأمل بل وندعوها مرة أخرى إلى أن تعطي لذلك أهمية إستثنائية قصوى؛ وعليها أن تدرك أيضا خطورة بقاء هذه الوسائل خارج الوطن وتحديداً تليفزيون وإذاعة عدن في هذه الطروف؛ ناهيك عن مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية نحو العاملين فيها ولا نعتقد بأنها تجهل ذلك بل ويحذونا الأمل بأنها لن تتأخر في تأدية واجبها وستقوم بما عليها من مسؤولية.