ادب وثقافة

ميـــلادٌ وعُبـُــــور

 نور جمال محمد أحمد كُرد

 كلية اللغات والترجمة – جامعة عدن

هاقد أنقضى عام وأتى عام ولازلتُ أنا كما أنا لم أتغير كثيرًا ربما لم  تتغير ملامحي لكن قد تغير داخلي بشدة لدرجة أنني إذا نظرت للمرآة لا أكاد أعرفُنِي.. في عام واحد فحسب تعلمتُ دروسًا لعشر سنينَ لاحقة أو يزيد ..دروسٌ  كانت الأصعب في حياتي بل ظننتها كذلك.. خِلْتُها لن تمر أبدًا، لكنها مرّت بِمُرِها.. ودورسٌ تركت عظيم الأثر،  لمساتٌ عنفوان،  رمقٌ أخير،  رائحةُ ذكرى قاتلة،  من قلبِ الموتِ نجاة،  وهأنذا أنثرها  الآن عبقًا بين النجوم  لأجمل  الذكريات  وأشدّها وجعًا؛  أعترف أجل كان المرور صعبًا لكن الوقوف على حافة ذاك الجرف كان مميتًا.. فلم يكن لدي الخيار  فإما المجازفة والتخطي وإما البقاء على شفرة شديدة الحدة وتحَمُّل ذاك الألم القاتل؛ صراعُ حياةِ مستميت ، وفي النهاية أجل تخطيت ، أجل جازفتُ بالعبور بقلبِ أسدٍ وعينا طفلٍ معًا وهاقد عبرت.

“ومازال في الحياة بقيةٌ من الجروفِ الهارية فإما الشجاعةُ يا ولدي وأما الموتُ بشرفِ المحاولة” هذا ما همستهُ لي تلك النجمةُ المضيئة ذاتَ مساء، وابتسمت ضاحكةً وعيناها تتلألأن من شدة الفرح عندما أخبرتها ذاك السر الذي لا يعلمه أحد.

فكل عام وأنا الخير لنفسي ومن حولي، كل عام وأنا العطاء، كل عام وأنا ذاك النورُ المشع في قلبِ العمرِ البائس، كل عام وأنا الحريةُ لذلك الحلمِ الأسير، كل عام وقلبي بخير ، وسأظل أردد صوتًا يعلو بصخب ٍ داخلي؛  قاوم فكلما كانت التجارب أصعب كانت المتعةٌ أكبر .

اللهُ فقط يمنحُ أقوى المعارك لأقوى جنوده

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى