كتاب عدن

رجل في المكان المناسب..

 

هزاع البيل

على أنقاض بقايا دولة وبقايا ضمير مسؤول ما يزال لدينا دولة نراها أمامنا ونلتمسها ونرى العلم الجمهوري يرفرف على ساريات ساحاتها وعلى أسطحها تشعرك بكل فخر وشموخ؛ تلك هي سفارة اليمن في الرياض التي كنت في زيارة لها اليوم وسبق لي أن زرتها مرات عديدة إما لإنهاء معاملة شخصية أو للقاء أحدهم أو المشاركة في مؤتمر وفي كل زيارة أرى فيها أنموذجا جميلا لبلد لم يعد له أي مؤسسة تلمس فيها روح الوطن وتهتم بقضايا مواطنيه الذين تشتتوا في بقاع الارض جراء الحرب التي اشعلت فتيلها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من ايران.
ما ان تدلف أبوابها حتى ترى موظفيها كخلية نحل، ومن بوابة الدخول الأولى تجد أن هناك نظام محترم فموظف الامن يتعامل مع المراجعين من أبناء الجالية اليمنية بكل ترحاب ونظام، فقط ارهم الموعد المحجوز مسبقاً ليرحبوا بك ومن هنا تبدأ يومك الجميل في اروقتها.
عدة زيارات لهذه السفارة وكل مرة أرى الأفضل. دلفت الى مكاتبها وصالات المراجعة واستخراج الجوازات أرى الكل يمشي بالنظام الذي أرسته السفارة، لاوجود لطوابير المراجعين والزحام المعهود، فالكل ينتظر دوره على كراسي الانتظار وحسب الأرقام التي يتم منحها مسبقا، ورغم كثرة المراجعين الا أن الكل يمضي حسب دوره وينهي معاملته بسهولة ويسر غير معهودين.
فوق كل ذلك دعوني أحدثكم دون مبالغة أو مجاملة، فكل الفضل في التطور اللافت بسفارة اليمن لدى الرياض يعود الى سفير يمني مخضرم يعمل بصمت، ومن أبناء السلك الدبلوماسي منذ سنوات طويلة مضت وهو يتنقل في منصب السفير بين عدة سفارات لليمن في دول العالم، رجل ذو خبرة دبلوماسية كبيرة تلتقيه بكل بساطة في مكتبه أو في ساحات السفارة التي يجول فيها متلمسا المراجعين يتحدث مع الصغير قبل الكبير بكل رقي وذوق واحترام، رجل حين تجالسه تسمع منه حديث رجل دولة حقيقي، سياسي يعرف معنى السياسة بكل مفرادتها ويعي حجم المشكلة اليمنية ويعرف تفاصيلها.
يبدأ السفير الدكتور شائع محسن الزنداني دوامه كأي موظف في السفارة من الثامنة صباحاً حتى الساعة الثانية ظهرا طوال أيام الأسبوع وحيثما بحثت عنه تجده، ليس على أبوابه حجابا او تخاله من الشخصيات التي يصعب الوصول إليها وشخصيا رأيت له مواقف مع مراجعين يمنيين لا حول لهم ولا قوة وهو يهتم بهم ويساعدهم بكل ما يستطيع.
بدون رياء وبعيدا عن مفردات التزلف، هذا الرجل وما قام به في سفارتنا في الرياض شيء كبير ومقدر ويحترم، وحقيقة القول كم أتمنى أن يكون لدينا مسؤولون أمثاله في البلدان التي تتواجد فيها الجاليات اليمنية بكثرة، فحتما سيكون حال أبنائنا المغتربين بأفضل مما هو عليه الان.
أخير شكرا سعادة السفير وشكرا لجميع العاملين بسفارتنا في المملكة العربية السعودية على ما تقومون به وكلمة الحق تقال ومن لايشكر الناس لا يشكر الله..

المصدر : المشهداليمني

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى