حينما يكون محاربة الفساد مطلبا جماهيريا
يناير 01, 2019
كتب .. رؤوف الأحمدي
لا يختلف إثنان على هذه البسيطة أن الفساد ينتشر فيها كإنتشار النار في الهشيم مدركين معه أن الفساد يعد السبب الأول في تخلف الشعوب ودمارها حتى يصل الأمر إلى زوالها وانهيار مجتمعاتها وفقدان توازنها من بين فكي كماشة ديناصورات متوحشة من البشر تلتهم الشجر والورق والعشب والماء والحجر دون هوادة إلى حد التخمة وما تبقى من الفتات حلال مشرعن للثعالب المرتزقة من بائعوا الضمير والإنسانية عشاق الهدم أعداء البناء والنجاح
إن مكافحة الفساد تعد دون أدنى شك القضية الرئيسة لجميع دول العالم سواء كانت متقدمة أو نامية
فالفساد آفه بكل ما تحمله الكلمة من معنى بل هو ظاهرة منتشرة في أغلب دول العالم ولكن بدرجات متفاوتة من حيث مدى خطورته على النظم الإدارية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية القائمة والأخلاقية
وإيمانا من الدول والمنظمات الدولية بخطورة الفساد وآثاره المدمرة على إمكانيات الشعوب والمجتمعات
فقد سعت الأمم المتحدة إلى وضع إتفاقية دولية لمكافحة الفساد بغرض تنسيق الجهود الدولية لمكافحته من خلال تعزيز النظم الوطنية
فالتربة الخصبة للفساد تساعد على الإحتكار وممارسته بقانون الغاب من قبل مراكز القوى عن طريق الهيمنة سواء كانت سلطة أو أحزاب أو طوائف أو نخب أو غيرها
لذلك عندما يكون مطلب محاربة الفساد مطلبا جماهيريا يتناول قضية محاسبة الفاسدين وفضح ملفاتهم تعد مسألة على درجة كبيرة من الأهمية معبرة بذلك عن النضج المجتمعي ونقطة الإنطلاقة الحقيقية نحو الحقوق والمساواة والعدالة والتنمية