كتاب عدن

فضــائـــــــــح لاتنتهي

مايو 29, 2021

صلاح السقلدي

ما نسمعه من بيانات من التحالف وبالذات من السعودية، ومن الشرعية بشأن جزيرتَــيّ: سقطرى وميون يرتقي الى مستوى الفضائح السياسية
.

فبعد جدل إعلامي صاخب خلال الاشهر والأسابيع الأخيرة بخصوص من تكون القوة التي تتحكم في سقطرى، حيث تصر أطراف داخل الشراعية بأن الإمارات هي من تمسك زمام الأمور في هذه الجزيرة الاستراتيجية عبر قوة عسكرية تابعة لها، ظهَـــرَ وزير الخارجية التابع للشرعية أحمد بن مبارك ليؤكد بأن القوات الموجودة هناك تتبع الجيش الوطني و الانتقالي والسعودية فقط, أي ألّا وجود لقوات إماراتية، كما أكد في ذات التصريح ألّا وجود لقوات أجنبية في الجزيرة, وهو هنا ينفي ما تردد من أخبار عن وجود خبرا وقوات اسرائيليين.

وفي شأن سقطرى أيضا نفى التحالف أي وجود لقوات إماراتية بالجزيرة، منسجما هذا النفي مع نفي وزير خارجية الشرعية آنف الذكر .
وعن جزيرة ميون أعلن اليوم التحالف أو بالأحرى السعودية في بيانٍ له لتوضيح طبيعة ما يجري في الجزيرة من انشاءات عسكرية لإقامة قاعدة عسكرية تقول أطراف بالشرعية أن من يقوم بها الإمارات، مضيفا أعني البيان بألا وجود لقوات إماراتية بالجزيرة وأن ما يتم بالجزيرة يقوم به التحالف. وهنا يعني البيان أن من يقوم بهذه الانشاءات العسكرية هي السعودية، طالما وقد استثنى البيان الإمارات، فمن المعروف أنه لم يعد يوجد في التحالف سوى دولتين فقط: السعودية والإمارات، وطالما وقد استبعد البيان الإمارات فمنطيقا أن من يقوم بهذه الانشاءات العسكرية هي السعودية وأن تخفى بالبيات خلف اسم التحالف. قضي الأمر. لكن ثمة أمرٌ غريب بالبيان- وأن لم يكن له علاقة بالجزيرتين -،وهو أنه أكد عن وجود قوات إماراتية في مأرب وبالذات قوات دفاع جوي تحمي قوات الشرعية هناك فيما الإمارات نفسها أكدت وتؤكد أنها قد سحبت جميع قواتها من اليمن.!

ظلت الشرعية – أو جزء منها- تخشى المواجهة مع السعودية، وتعمد عوضا عن ذلك الى رمي سهماها باتجاه الطرف الجنوبي والإمارات خصوصا فيما يتعلق بمسألة الجزر، فهل نرى تغيرا في نهجها بعد أن أتضحت الصورة وتبنت السعودية مسئوليتها عما يجري بميون وسقطرى؟ أم ستبلع لسانها وهي تقف أمام العصا والجزرة السعودية، وطز بالسيادة اليمنية كما تفعله هذه الشرعية السعودية ما تقوم به هذه الأخيرة بالمهرة دون أن تنبس ببنت شفة.

فأن صحت الاتهامات التي تطلقها بعض أطراف الشرعية بأن الإمارات تقوم بأنشاء قواعد عسكرية ووزير خارجيتها يؤكد عكس ذلك فهذه لعمري فضيحة وأن كانت الاتهامات والانزعاج الموجه ضد الإمارات غير صحيحة فهل سنراها بذات الوتيرة تجاه السعودية بعد أن اعترفت هذه الأخيرة بأنها تقوم بالإنشاءات العسكرية بذريعة محاربة الحوثيين دون أن توضع الشرعية بالصورة بصفتها صاحبة الشأن، فهنا لم يقتصر التصرف السعودي تجاه هذه الشرعية بانتهاك السيادية بل بالاستخفاف بها وأهانتها على رؤوس الأشهاد، فالشرعية أمام محك عصيب، فإما أن تثبت وتصمم على بغيرتها على السيادة أمام السعودية وإلا فقد أستحدق بجدارة التهم التي اطلقتها على الآخرين من قبيل: الخيانة، والتفريط بالسيادة، والارتهان والارتزاق والعبودية للخارج.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى