عودة الآمال لا الأزمات !!
يوليو 29, 2018
محمد علي محسن
عاد الرئيس هادي ،وعادت معه حكومة بن دغر وان كانت ناقصة ،وفي كل مرة تعود فيها السلطة الشرعية الى مدينة عدن ،تعاود الآمال والأزمات ،وفي المنتهى تنتصر الأزمات على الآمال ..
هذه المرة بالذات اعتقد أن الفرصة مؤاتية لتحقيق آمال الناس وهزيمة الأزمات التي أطلت برأسها ومن خلال انقطاعات لتيار الكهرباء وامدادات المياه وفي أوج أشهر الصيف حرارة .
وعلى الرئاسة والحكومة ألآّ تنسحبان من معركة مصيرية وجودية ، فبقائها في عدن سيمكنها من مواجهة الكثير من الأزمات المستفحلة الناتجة في الأساس عن غياب السلطات العلياء للدولة .
العاصمة المؤقتة “عدن ” تعيش الآن أسوأ حالة إنسانية في تاريخها الحديث ،حالة أعدها نتاج لتعدد الإرادات والجهات والغايات .
واظن أن الوقت حان لتجاوز هذه الازمة السياسية التي كان من نتاجاتها أزمات مختلفة ،اقتصادية وخدمية وأمنية وعسكرية وحياتية ونفسية .
شخصياً ، لا اتوقع انفراجاً سياسياً في البلاد دونما تتوافر له شروطه وأدواته ، فالحديث اليوم عن انتصار سياسي أو عسكري أجده بلا معنى ومجرد اعتسافاً للحقيقة وتزيفاً للواقع .
فما هو مؤكد وثابت ومشاهد هو أن اقطاباً متنافرة بداخل كيان الشرعية والتحالف ،وما لم يتحقق اندماجاً كاملاً لهذه القوى المنضوية شكلاً في كيان واحد وتحت عنوان بارز وواحد ،فإن الحرب ستطول والأزمات ستتفاقم والآمال ستخيب وتتبدد .
قلنا مراراً وتكراراً أن الحرب غايتها الأولى استعادة السلطة الشرعية وعودة مؤسسات الدولة اليمنية وهزيمة ودحر قوى الانقلاب ،وهذه الغاية وبمضي الوقت ،تاهت وضاعت ولمصلحة أهداف وغايات تجلت وبرزت بقوة خلال ثلاثة أعوام ونيف ..
وعودة الشرعية الى عدن ينبغي أن تكون عودة نهائية ، فدون وجود السلطة الشرعية في الجغرافيا المحررة ودون قيادة مسيطرة على المحافظات تلك يبقي الكلام عن حسم عسكري أو سياسي مجرد خطاب عبثي تزويغي مانح الخصوم أرضية ومجتمع صالحين لشيطنة الشرعية ولكل أتباعها ورجالها وأدواتها …