كتاب عدن

قيام دولتين (في اليمن ) ضمان للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي

نوفمبر 10, 2018

قيام دولتين (في اليمن ) ضمان للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي

عبدالرحمن سالم الخضر

لا يوجد شخص او جماعة او قادة عسكريين كانوا او مدنيين لا يوجد في العالم بأسره من يؤيد او يساند أي حرب ما لم تكن حرب فرضها أمر واقع لظلم نظام او شخص او جماعات هنا او هناك من هذا العالم
وهذا ما يعمل به ويؤمن به كل إنسان وطني وشريف يحب لوطنه واهله ما يحبه لنفسه ! ولكن ألأمر أختلف هنا  أختلف عندنا في اليمن !
ومع إن الحرب الدائرة في اليمن صحيح فرضها أمر واقع تمثل في إنقلاب جماعة كهنوتية عميلة لتستولي على زمام الامور في وطن فيه ما يكفيه من الظلم والطغيان
وشاءات الأقدار ان تحكمه عصابات منذ ان استولت مجموعة لصوص على مقاليد الحكم والنظام في شمال اليمن وخاصة بعد ان اغتالت تلك القوى العميلة أحد ابرز وانضف من حكم اليمن الرئيس الشهيد / ابراهيم الحمدي  لتنال نفس هذه القوى أيضا من الرئيس اليمني الجنوبي / سالم ربيع علي
حتى تمكن سيادة الرئيس ” علي ناصر محمد ” في بداية العام 1980م من إبعاد أحد رموز المؤامرة الى خارج الجنوب لتشهد دولة الجنوب افضل فترة حكم تم خلالها تعديل كثير من الانظمة والقوانين الخاطئة
اهمهما تحسين علاقة دولة الجنوب بالمحيط العربي والاقليمي لتسير الامور والوضع السياسي في الاتجاه السليم والصحيح إلى ان تمكنت تلك القوى من التسبب في احداث ال 13يناير 1986م
التي كان بسببها ان تستولي على مقاليد الحكم في الجنوب رموز سياسية هشة مُسيطر عليها من قبل النصف الآخر لنظام صالح في صنعاء ! حتى تم وبسهولة تسليم دولة ووطن وعلم وعملة وهوية
للنظام الهمجي الفردي القبلي المتخلف في صنعاء ! الذي سرعان ما انقلب على مواثيق تلك الوحدة ليشن حرب وبفتاوى تكفيرية ضد الجنوب وشعبها ليتم احتلالها في حرب صيف عام 1994م
 حينها تقاسمت قوى النفوذ في الشمال السيطرة ونهب وتقاسم ثروات الجنوب ! ظلت تلك القوى تمارس ابشع صنوف الظلم والتسلط في الجنوب
حتى توسعت وكبرت الاولاد واختلفت ليس من أجل مشاريع تنموية او اختلاف من اجل بناء وطن او في العدول عما مارست وحصل لأبناء الجنوب من الظلم والتهميش وغيره ! ولكن اختلفت على تقاسم ونهب الثروات !
وبينما كانت في الجنوب ثورة سلمية من قبل معظم أبناء الجنوب تطالب باستعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن
حُشرت صنعاء في ما يسمى ثورة الربيع العربي  وانطلقت ثورة الشباب التي تم تحييدها وحشرها في شارع معين وركب موجتها جزء من عصابة نظام صالح لاختلافهم على المصالح
حيث تم وأد الثورة لتتفق تلك القوى على رئيس توافقي مقدور عليه من وجهة نظرهم
كان عبدربه منصور هادي الجنوبي  ليتم بعد ذلك التوقيع على اتفاقيات سرعان ما نقضتها تلك القوى التي كانت تنظر ببساطه للتخلص من الرئيس هادي !
واثقة من حل خلافاتها ومتفقة وموحدة تجاه الجنوب وضرورة ابقائه تحت احتلالهم ! لكن نجا الرئيس هادي منهم باعجوبة وكرروا عدوانهم على الجنوب ! ليهرب هادي ونعلم جميعا وفجأة بقيام ( عاصفة الحزم )
التي لم يكن يتوقعها صالح نفسه وبقيامها اخلطت الاوراق واختلت موازين القوى بين صالح والحوثيين وبين الجنوبيين والشماليين ! حيث استمر الحوثيين وتحالف معهم صالح ضد شرعية هادي
ليتم بعد ذلك صدور القرارات الدولية لدعم وتأييد عاصفة الحزم بقيادة السعودية
التي هربت اليها معظم القيادات الشمالية التي أدعت وتدعي مساندتها لدول التحالف والرئيس هادي
بينما في حقيقة الامر هي تعمل كل ما بوسعها لعدم نجاح الحسم العسكري !
حيث قامت تلك القوى والاحزاب بتبادل الادوار ليسمع العالم من بعضها من تقول وتعتبر ان عاصفة الحزم حرب عدوانية   ! ويسمع العالم الجزء الآخر منهم يقول ان الحوثيين انقلبوا على السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي وانهم مؤيدون لهذه الحرب التي تهدف الى انها الانقلاب وعودة الشرعية
والتصدي للمد الايراني في اليمن !
 لكن للأسف يتبين يوم بعد يوم ان تلك القوى لا هي مع شرعية هادي ولا عاصفة حزم ! بقدر ما هي قوى واحزاب وعصابات وتجار حروب ! يهمهم كيف تطول الحرب ! حتى أصبحت لدى الكثير
 من الوطنيين الشرفاء والسواد الاعظم من الشعب اصبحت لديهم قناعة بإن الحرب طالما فيها شركاء يقتاتون عليها ويعملون على اطالتها
لديهم قناعة بوجوب ايقافها ! وكثير منهم غير متناسين او مدركين ان ايقافها دون حسم انما يعتبر خسارة جسيمة لدول المنطقة وخطر على المدى البعيد سيظل يهدد الامن والاستقرار الاقليمي !  ليبقى السؤل موجه لدول التحالف العربي
اما  آن الاوان لتغيير الاسترتيجية الحربية والسياسية في اليمن ! هل ستدرك دول التحالف ضرورة وحتمية الاعتراف بالقضية الجنوبية !
وهل ستأخذ بعين الاعتبار فرضية عدم الحسم العسكري الكامل حتى وان سقطت الحديدة مع الشرعية والتحالف !  هل سيدرك الجميع انه في حال قيام دولة الجنوب سيكون ذلك داعما للامن والاستقرار الدولي والاقليمي
وسيضمن عدم العبث والتدخل الايراني وغيره في مساحة جغرافية وعمق استراتيجي واسع وكبير في حال ان استعادة السيطرة عليها تلك القوى التي تتوحد نحو هذا الهدف
سيضمن ذلك وبلا شك استمرار تهديد الامن لدول المنطقة حتى من كانت منها بعيدة عن مدى مرمى الصواريخ الباليستية وغيرها!
أخيرا كلمة قصيرة لاخواننا ابناء الشعب الشمالي ألا تعلمون اننا وأياكم ضحية لتلك الاحزاب والقوى المرتهنة ! ألا تعلمون ان
تلك القوى زرعة ثقافة الكراهية والحقد بيننا كاخوة أشقاء ! وان استعادة الدولة في الشمال وفي الجنوب بمفاهيم ومنظومة حكم ستستفيد من عبر الماضي البغيض ومآسيه فيه خير للشعبين الشقيقين
يضمن وعلى المدى البعيد التعايش الاخوي السلمي المحافظ على كل روابط الاخوة والمصالح المشتركة بين شعبين شقيقين كلنا نتذكر كيف كانت بينهم الالفة والمحبة
قبل وحدة ال 22من مايو المشؤوم !
اتمنى اننا جميعا قد استفدنا من العبر والتاريخ الاسود الذي صنعته كباش السياسة
وعصابات متخلفة نهبت وسرقت الشمال والجنوب ! رافعة شعارات جوفاء لا علاقة لها بالثورة والديمقراطية والوحدة
لا من بعيد ولا من قريب !

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى