رسالة صريحة وصادقة إلى الإخوة في الشمال
يوليو 24, 2018
*صلاح السقلدي
لا تدَعوا أرضكم تتحول الى مرتعا للجماعات المتطرفة أو تستبيحه شرعية اللصوص والحرمية وجيوش الطامعين,وقبح أحزاب الفساد والنهب والارتزاق, كما حوّلـتْ الجنوب…فبمقدوركم أن توائموا بين رفض ظلم الداخل سواء من الحوثيين او المؤتمريين أو الاصلاحيين أو أية قوة سياسية أو قبلية أوجهوية أو فكرية وبين رفضكم لأي وجود للجماعات المتطرفة والقوات الخليجية ” السعودية والإمارتية” والقطعان البشرية المستذئبة التابعة لها التي نعاني منها اليوم بالجنوب أشد العناء والغبن, فهي وداعموها الخليجيون لا تريد الخير والصلاح لكم في الشمال ولا لنا في الجنوب, ففلسفة كهذه تنشر الحرائق بأرجاء الوطن العربي بما فيها اليمن لا يمكن أن يؤمَن جانبها ولا غائلتها على الأطلاق ناهيك عن التعويل عليها بأن ترفع مظلمة عن مظلوم أو تستعيد حق مسلوب لصاحبه. فستندمون أشد الندم وتعضون أصابعكم حين لا يكون للندم فائدة ولا طائل إن أنتم بعتم ارضكم ومستقبلكم نظير فتات ووعود هي بالحقيقة وعيدٌ وتوعد، كما نفعل اليوم نحن بالجنوب, هذا الجنوب الذي أضحى لا يأمن فيه حتى المصلي على نفسه وهو في بيت الله, فضلا عن المواطن وهو في طريقه بل وفي سربه أيضاً، وبات الموت يُوزع عليه بالمجان بكل حي وشارع, كما بات يعيش على فتات المعونات وسِلال الحسنات التي يمِنُ بها من كانوا سببا في بلاءه عبر قوى محلية جنوبية وشمالية قابعة هنا في عدن وفي الرياض كانت هي الأخرى سببا في المأساة الجنوبية منذ أكثر من عقد وربع من الزمن,وتريد منه اليوم أن يفكر بعقلها وينطق بلسانها ويقاتل بدلا عنها من تريد قتاله.!
لا تستبدلوا ظلم الحوثي وغير الحوثي بظلم وفساد وفوضوية هذه القطعان البشرية التي تعبث بالجنوب وتسومه سوء العذاب، فأن ظلم وفساد وعجرفة هذه القوى أشد قبحا،وظلمها وفسادها وقهرها أشد وطأة من غيرها… قاوموا ظلم الداخل بكل كبرياء ولكن لتستبدلوه بالعدل والمساواة وليس لا تستبدلوه بعصابات فاسدة ولفليف من الحرمية وقطاع الطرق المترزقين القادمين على ظهر عربات الخارج, وتجار المقابر وناهبي العملات الصعبة ومصاص دماء الناس وقوتها وأرواحها وأمنها، ودراكولا الخدمات والوقود والمرتابات والمعونات . فنحن بقبضة عصابات مكشرة عن أنيابها بشكل لم تشهد لها عدن ولا الجنوب مثيلاً في قبحها وهمجيتها ولصوصيتها, لا تتركوا أرضكم فريسة لشذاذ الآفاق من قوم أبو رغال وأحمد الجلبي، فستأكل الأخضر واليابس بعد أن تبطش بكم كبشر وشجر وحجر, فأنتم في نظرهم اليوم ليس أكثر من مجوس روافض، أو في أحسن حال انقلابيين ومتمردين على شرعيتهم الميمونة وجب تأديبهم، تماما كما كان الجنوب في نظرهم عام 94م كفار ملاحدة أو انفصاليين، أوشرذمة متمردة في أحسن حال وجب تربيتها, ليس فقط شمال الشمال الزيدي بل كل الشمال بما فيه الشافعي، فهذا الأخير في نظر هذه الجماعات المتطرفة المتسلحة بالمال السعودي مذهب ضال يجب قلعه من الجذور,تماما كما فعلوا ويفعلوا به في الجنوب ويفعلوه تجاه الطرق الصوفية و الاسماعيلية وغيرها من المذاهب والمدارس والافكار المختلفة معها منذ عام 94م.فسلامة الشمال بقدر ما هو مصلحة للشمال فهو يمثل للجنوب حائط صد من أي انهيار بالأوضاع، تماما كما يعني انهياره للجنوب كارثة حقيقة, سيما وهذا الجنوب يتلمس استعادة حقه السياسي والوطني بعد أن أدارت كل قوى الشمال- الا النزر اليسير منها- وجهها للوحدة العادلة واستعاضت عنها بوحدة العربدة والاستعلاء والاحتلال.