عودة هيئات الدولة وعسكرة عدن وخطورة التداعيات المحتملة !
أبريل 15, 2022
/ صالح شائف
نود هنا التعبير عن رأينا ومخاوفنا وتحذيراتنا المدفوعة بالقلق والحرص المسؤول على تفادي وتجنب أي مشكلات أمنية أو تداعيات خطيرة محتملة قد تحدث بنتيجة عودة مجلس القيادة الرئاسي لممارسة صلاحياته من العاصمة عدن؛ ومعه أيضاً ستعود الحكومة وكذلك مجلس النواب؛ وكما هو معروف فإن لكل هؤلاء حراساتهم الخاصة بهم التي تتجاوز في عددها متطلبات الحماية الشخصية إلى ما يشبه عرض العضلات؛ ليعرف معه الناس بأن هذه الشخصية أو تلك عندما تتحرك بهذه المواكب المدججة بالسلاح والأطقم إنما هي شخصيات هامة ولا بد من فرض هيبتها بتلك المواكب؛ وهي عند بعضهم ضرورة تسبق حتى حمايتهم وأهم منها بكثير؛ وهي حالة لا توجد في أي دولة أخرى في العالم؛ ولم تشهد عدن مثلها إطلاقاً في كل تاريخها وهو الأمر الذي ينطبق كذلك على كل مناطق ومدن الجنوب ولم نشهد ذلك إلا بعد حرب عام ١٩٩٤م العدوانية الظالمة .
ونحن هنا لا نرمي إلى إثارة الشكوك أو المخاوف من إمكانية وقدرة ضبط الحالة الأمنية في العاصمة عدن ولا إلى التقليل أبدًا من دور الأجهزة الأمنية القائمة فيها اليوم وهي التي بذلت وتبذل كل جهد ممكن؛ ولكننا ننبه فقط لما سيترتب على وجود كل هذه القيادات التي يقال بأنها ستعود وتعمل من داخل عدن وما سيرافقها من حشود المواكب المسلحة بهدف حمايتها وهي متعددة بتعدد إنتماء ومناطق ومواقع ومسؤولية تلك القيادات؛ وهو الأمر الذي سيترتب عليه وضع من الإرباك للأجهزة الأمنية في العاصمة ويجلب معه حالة من الإزدواجية وغياب الضوابط التي ينبغي أن تكون قائمة منعاً للإحتكاك والتصادم ربما عند حالات معينة لا سمح الله .
إننا نعتقد بعدم إمكانية حصول ذلك بل ومنعه من الحدوث إذا ما تمت عملية تحديد الجهة المسؤولة عن هذا الأمر وتنظيم حركة القيادات والأعداد المسموح بها من المرافقين لتلك القيادات ومنع الأطقم العسكرية وتحديد عدد السيارات المسموح بها لكل شخصية حتى لا تتحول عدن إلى معسكر كبير يزداد معه إختناق أهلها ويضاعف من خوفهم وقلقهم؛ وهم قبل هذا وذاك يحتاجون لتوفير الخدمات الضرورية لحياتهم وتلبية متطلباتهم المعيشية وتأمين الحصول عليها دون عناء؛ وبغير ذلك لا معنى لعودة ووجود كل هذه القيادات؛ بل وستزداد حياتهم بؤساً وتوتراً وقلقا مرافقا لهم وكابوسا على صدورهم؛ الأمر الذي ينبغي أن يكون أولوية مطلقة لمجلس القيادة الرئاسي وللحكومة .
ولعل الجميع يدرك بأن إستقرار عدن كان مستهدفاً خلال السنوات الماضية؛ بل وهدفاً رئيسياً للإرهاب وداعميه ولكل أولئك الذين يرون في إستقرار عدن وتمتعها بالأمن والخدمات والسكينة العامة؛ إنما يمثل ذلك بالنسبة لهم نجاحاً للمجلس الإنتقالي الجنوبي ويعجل من إستعادة الجنوب لدولته؛ فكيف سيكون عليه الحال في الوضع الجديد وقد أجتمع الفرقاء ( الأعداء ) وفي مكان واحد وهو هنا عدن عاصمة الجنوب و العاصمة ( المؤقتة ) لأولئك الذين ينتظرون العودة إلى صنعاء عند تحريرها ؟!.
إن حفظ الأمن والإستقرار في عدن وتمكين أجهزتها الأمنية القائمة من أداء واجباتها يتطلب مدها بكل ما يستلزمها من إمكانيات وتقنيات حديثة دون تأخير لتكون عند مستوى المسؤولية؛ فالمهمة صعبة والتحديات كبيرة وقوى الإرهاب لن تتوقف عن إستهداف عدن ورموز أمنها وحماتها وقادتها من السياسيين والعسكريين وقد يزداد ضراوة خلال الفترة القادمة بالنظر لما حصل من تحول على صعيد توحيد جبهة القوى المعادية للإنقلاب الحوثي ولمشروعه الإيراني في اليمن والمنطقة؛ وهو ما يستدعي بالضرورة وضع خطة شاملة لمعالجة الظواهر المخلة والمقلقة لسكان العاصمة عدن وأمنها؛ ولعل من بينها وأهمها تنظيم عملية النزوح وإتخاذ التدابير اللازمة والممكنة ودون تأخير.