كتاب عدن

هل يملك الرئيس رشاد العليمي عصا سحرية لحل الأزمة اليمنية؟

أبريل 29, 2022

د. عادل شجاع

مالذي يستطيع فعله رشاد العليمي وهو يجلس على رأس منظومة سياسية غير موحدة ، رهنت اليمن لمصالح القوى الإقليمية المتصارعة على الملف النووي الإيراني ونقلت اليمن وشعبها من مصاف الدول المستقرة إلى دولة تشحت بضعة دولارات تقيها الموت جوعا ، تصفق وترفع التهليل عند الإعلان عن تقديم وديعة للبنك المركزي وتعتبر ذلك مكرمة ليس بعدها مكرمة.
مازلنا نعيش على الأمل ونغلبه على الواقع المرئي ولذلك سنربط نجاح العليمي بصدق نوايا من حوله ، فإذا صفت النيات وارتصوا خلف الرئيس ووضعوا مصلحة اليمن فوق كل المصالح وأبعدوه عن كل المشكلات الخارجية والمصالح الخاصة ، فإذا صدقت النوايا فإنهم سيتوصلون إلى حلول ترضي ضمائرهم وشعبهم وسينقذون وطنهم.
هذا الأمر يتطلب تحكيم العقل والضمير في استحقاق المجلس الرئاسي وترجمة ذلك في توحيد جميع المليشيات تحت قرار الرئيس بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة من دون التفكير مرتين ، فوضع القرار بيد الرئيس من شأنه أن يسهم في مسار الإنقاذ ، وعلى الجميع أن يغادروا مربع ما اقترفوه في حق الوطن من دم وموت ودمار ونهب.
منذ انهيار الدولة اليمنية واستهداف الشرعية ، لم يجد الشعب اليمني من يحقق طموحاته من أصحاب الخبرة والكفاءة والكف النظيف ومن هو مهتم بإنقاذ اليمن ، لذلك ثمة آمال واسعة بتشكيل المجلس ووصول العليمي إلى رئاسته ، لكن هذه الآمال تصطدم بالضخ الإعلامي والتعمية على الحقائق والاكتفاء بالآمال دون الواقع ، فالمطلوب من الإعلام أن يكشف نقاط الضعف التي مازالت تجتزئ من مركزية القرار.
ما نريد قوله ، إن الرئيس بحاجة إلى اصطفاف الأعضاء حوله ومهمة الإعلام كشف من يخرج عن الإجماع أو من يحاول أن يعمل خارج منظومة الشرعية ، وهنا ستكون حظوظ العليمي كبيرة في ردم الفجوة بين القوى السياسية المتصارعة وسيعجل بالوصول إلى السلام المنشود ، لكن هذه الحظوظ ستموت إذا لم يكن رئيس المجلس قويا في استخدام صلاحياته وإذا لم تتوقف غرائز الإعلام الانفعالية المضللة.
سيحصل العليمي على الدعم الشعبي والدولي وهذا سيحتم عليه اجتياز منحدرات صعبة ، وهو بالتأكيد لا يملك عصا سحرية ، لكن عملية التغيير تحتاج إلى تضافر جهود من حوله للنجاح في إخماد الحريق الذي يلتهم اليمن وهذا يعني أن أعضاء المجلس بحاجة إلى التخلص من النزوات الداخلية والمشاريع الخارجية التي ستعيق عمل المجلس.
ولست بحاجة إلى التاكيد بأنه من غير المنطقي أن يبدد اليمنيون كل تضحياتهم خلال ال٦٠ سنة الماضية من أجل نزوات داخلية ومشاريع خارجية ، وهي دعوة لكل أعضاء المجلس بأن يقفوا أمام ضمائرهم ويجددون الاعتراف باليمن وطنا نهائيا ويترجمون هذا الاعتراف بالولاء المطلق لليمن ولدولته المستقلة وشرعيته الحرة ، بدلا من تضييع الوقت بالبحث عن الحصص والمكاسب ، يجب على أعضاء المجلس أن يلتفوا حول رئيسهم ويفتشون عن حلول تنقذ الوطن والمواطن المهدد بالجوع واستعادة كرامة الوطن الذي تنتهك حقوقه وتسرق ثرواته من أجل حل الملف النووي الإيراني.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى