كتاب عدن

حين يتكلم د. ياسين بعد حين

سبتمبر 09, 2017
عدد المشاهدات 1301
عدد التعليقات 0
صلاح السقلدي
 
أستبعد أن يكون للدكتور ياسين سعيد نعمان علاقة بمحاولة بيع ممتلكات السفارة اليمنية بلندن، وهي المحاولة التي تم احباطها من قبل سلطات صنعاء بالتواصل مع الجانب البريطاني -بحسب موقع عدن الغد-بعد ان شرعت شخصيات بسلطة الرئيس هادي منهم نجله جلال ووزير خارجيته، عبدالملك المخلافي بحسب وثائق مراسلات بين مسئولين بريطانيين ويمنيين بصنعاءـنشر موقع عدن الغد تقريرا مدعم بهذه الوثائق عن هذه المحاولة الفاسدة.
 
في الوقت الذي نربأ بالدكتور ياسين من هكذا فساد فأننا في ذات الوقت لا نعفيه عن صمته حيال هذه المحاولة ، وعن صمته حيال باقي فساد السلطة التي هو جزء منها، خصوصاً حين يبلغ فسادها عنان السماء ويشمل البر والبحر والجو ، ويكثر ضحاياها، وباعت ومازالت تبيع ما فوق الثراء وتحته لشياطين الداخل وعفاريت الخارج، هذا فضلا عن سلبيات وفوضوية واساليب هذه السلطة المخزية بالداخل والخارج، سيما وهو اي د. نعمان رجل نظيف اليد نقي القلب صافي السريرة، ولكن نخشى أن يجرفه تيار الفساد العتي ويعصف بتاريخيه المشرّف أن ظل يراوح مكانه بالصمت وتحاشي المواجهة مع اساطيبن وهوامير الفساد.
( ما تسلم الجرباء بقرب سليمةx إليها ولكن السليمة تجربُ).
 
أخشى أن يطلق الدكتور ياسين انتقاداته تجاه فساد وفوضوية سلطة الشرعية بعد ان يفوت الأوان وبعد سنوات من ذهابها عن المسرح السياسي كما فعل مع سلطة الرئيس السابق علي عبدالله صالح. فقد عمد الدكتود نعمان ومعه فئة واسعة للأسف من السياسيين والحزبيين الى اسلوب المهادنة حيال تلك السلطة بكل ما كانت تحويه من فساد وقمع ولصوصية، كما عمد ومعه تلك الفئة الى تفادي النقد العلني الصريح لفساد واستبداد سلطة صالح من منطق سلبي اسمه “ضرورة التعقل” نراه يتكرر اليوم نسخة طبق الاصل، وظل أي د. ياسين يكبت ويراكم كل كرهه وحنقه تجاه فساد سلطة صالح وقبحها . وبعد سنوات من عزل هذا الأخير وبعد أن اصبحت سلطته جزء من الماضي وأضحى جبروتها وبطشها في ذمة التاريخ وطواها النسيان أو أوشك أن يفعل أخرج د. ياسين كل ما خزنه وكبته بالسنين الخوالي من قهر وغيض ليقذف به كتلة واحدةبأثر رجعي في وقت لم يعد لهذا النقد وهذاالموقف اي جدوى وفائدة تذكر.
 
قالت العرب: “شر الرأي الدُبري”. لاشك أن فساد وهمجية وسلبية سلطة اليوم تثير حفيظة وحنق د.نعمان، حتى الصميم كما كانت تفعل معه السلطة سلطة السابقة، ولكن على ما يبدو أن د. ياسين يمارس ذات الاسلوب المسالم والمداهن حيالها اليوم ، فبدلاً من قول كلمة الفصل في حينها ويساهم في كبح فساد الفاسد ويفرمل استبداد المستبد بالوقت المناسب يكبت ذلك في قرارة نفسه الرحبة الى وقت يكون فيه الإعلان عن مثل هذه المواقف مجرد تحصيل حاصل ورأي اتى مدبرٌ بالوقت قد تصرمت فائدت ، وسيقذف ذات يوم بكل هذا الكبت والحنق وسيلقي بكل ما أثقل كاهله من استفزازات وتجاوزات بكل المجالات ومنها بالتأكيد ما تتعرض له القضية الجنوبية من مؤامرات من كل الجهات وبالذات من السلطة التي د.ياسين إحد رجالاتها اليوم”سفير بالمملكة المتحدة” خصوصا وهو يعلم المشروع البائس الذي تخطط له هذه السلطة لتمريره “مشروع دولة الستة الاقاليم المزعومة” وهو المشروع الذي تم صياغته على طريقة المؤامرة في اروقة فندق موفنبيك صنعاء بمخرجات حوار قال عنه الدكتور ياسين غداة اختتام جلساته أنه قد شطب القضية شطباً كاملاً وهو تصريح أشبه “ببيضة ديك “حينها . نقول أن الدكتور نعمان سينفث ما يجيش بصدره من ألم وحسرة ومآخذ على سلطة اليوم ولكن بعد أن يكون الوقت قد فات وتغيرت أمور وتبدلت أحوال.فهل يخيّب ظننا فيه ويفعلها هذه المرة في حينه؟ ربما.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى