فبراير 10, 2017
عدد المشاهدات 473
عدد التعليقات 0
** صالح شائف **
عندما ينصب البعض من أنفسهم وكأنهم الأوصياء على الجنوب وشعبه الصابر المكافح العظيم والتحدث بإسمه عبر شبكات التواصل اللا إجتماعي ومعها بعض المواقع المخصصة كمنصات للنشر والتدمير والتخريب الممنهج للوعي الوطني وتزييف الحقائق وخلط الأوراق و إرباك الناس بالتسريبات المفبركة والسامة بهدف إلحاق أكبر الضرر بالنسيج الوطني والإجتماعي للجنوب وهم الأبعد عن معاناته وتضحيات أبطاله وعن ساحات الفعل وميادين البناء وتحدياته الماثله والمواجهات التي مازالت مستمرة حتى الآن مع أعدائه وعلى أكثر من جبهة وبأشكال مختلفة وفي المقدمة أولئك الذين يتصدرون اليوم المشهد في مناطق ومحافظات الجنوب المحررة أو في تلك التي مازالت تقاوم وببسالة نادرة في بعض مناطقها — بيحان و الصبيحة ولودر — ؛ بل ويجعلون من ( ذواتهم ) معياراً ( للوطنية ) وهم الأبعد عن تجسيدها بعد السموات عن الأرض ؛ وهم وحدهم فقط كما يتشدقون ويزعمون كذباً وكأنهم من يمتلك ( حق ) تقييم الوطنيين الجنوبيين وإصدار الأحكام بوطنية هذا أو خيانة ذاك ؛ بل ووضعوا من أنفسهم ( حكماً ) على نجاح هذا القيادي أو فشل ذلك المسؤول وبطريقة غبية ومفضوحة ولأغراض دنيئة ولا تمت للحقيقة بصلة ولكن ( مهمتهم ) المكلفون بها تتطلب منهم ذلك !!
بل أنهم فوق هذا وذاك وإمعانا في خلط الأوراق لا يخجلون من أن ينسبون ( للجهات الواقفة على الضفة الأخرى ) التي يعبرون عنها أو يدورون في فلكها بعض ( البطولات ) وهي المنعدمة الحدوث أو يبررون لها أفعالها المشينة في الجنوب وهي كثيرة فعلا ؛ أو الإدعاء بأن لهم أدواراً ( مميزة ) في ساحة الفعل الوطني الجنوبي وبأنهم أكثر من غيرهم ( حرصاً وقلقاً وخوفاً ) على حياة الناس ومستقبلهم وإستقرارهم … يا سبحان الله !!!
وهم الذين لا وجود لهم أصلا إلا عبر (( البقبقة )) — ٱرضاً وفضاءً — وضخ الموضوعات والمنشورات المرسلة والتي تهدف إلى تخويف الكل من الكل وزعزعة ثقة الكل بالكل ليشكك الجميع بصدقية الجميع وبث روح اليأس والإحباط والندم على التضحيات الغالية وكأنها قد ذهبت مع الريح وكل ذلك تمهيداً للخطوة التالية وهي الأخطر ( الفتنة ) — وسنتحدث عنها في السطور التالية — وعبر ثرثرة (( البيانات المجهولة المصدر والجهات في أكثر الحالات !! )) وهي تعبير عن بؤسهم وعن بؤس ( سلعتهم السياسية ) الرخيصة على محدوديتها ورداءتها وبشاعة فعلها وعن (مواقفهم ) المدفوعة الأجر مقدماً أو بإنتظار ( المكافئات السخية المؤجلة ) مادياً ومعنوياً كما يعشمهم بذلك ( الممولون أو الموجهون ) بعد تنفيذهم للمهمة والتي تهدف أساساً إلى الإنتقاص من تضحيات وصمود الشعب في الجنوب أثناء مواجهته الباسلة وهزيمة الغزاة الجدد وإفشال مشروعهم ودحرهم من أرضه وتحقيقه للنصر التاريخي العظيم عليهم في معركة وطنية حقيقية وتحت راية الجنوب الواحد الموحد وتشوية نضال الوطنيين الأوفياء وكل أبطال المقاومة الجنوبية على تعدد أشكالها ووسائلها — العسكرية والسياسية والثقافية والإعلامية والإجتماعية — ومعها جهود كل الشرفاء من أبناء الحركة الوطنية الجنوبية بكل مكوناتها وفصائلها ونخبها الفكرية والإجتماعية المخلصة حقا وبشهاة الأفعال والوقائع على الأرض وفي الميادين والساحات وبتعميد من الحياة التي تستعصي على النيل منها مهما أبتكروا من وسائل الخداع والتضليل وهي الممتدة بفعلها وتضحياتها على كامل جغرافية الجنوب ومن كل ألوان الطيف السياسي والإجتماعي على تعدده وتنوعه الخلاق وتمايزاته النسبية الطبيعية والتي تشكل بجموعها لوحة وطنية زاهية وملونة ببصمات التاريخ ورسم الجغرافيا وبمهابة البحر وزرقتة الساحرة وبأنغام أمواجه العاشقة لشواطئة الممتدة من حوف شرقاً وحتى ميون وباب المندب غرباً ؛ وهي تمثل في كل تجلياتها وأبعاد عمقها الممتد عبر الزمن أرضية صلبة وبيئة خصبة ومثالية للإنطلاق نحو المستقبل ؛ وهي قبل هذا وذاك أهم علامة من علامات القوة والثراء للفعل الوطني الجنوبي وفي صناعة الحاضر وصياغة التاريخ المشترك وبناء دعائم المستقبل الواحد المعبر عن كل ذلك على الرغم من كل ما ماقد يشوبه راهنا من قصور هنا ووهن محدود ومؤقت هناك ٱو تشوهات علقت بالجسد الجنوبي بنتيجة أحداث وتطورات سابقة لا يمكن لمستخدميها أن ينجحوا في تجييرها في صالح أجندات غير وطنية وغير جنوبية لأن المتغطي ( بالكذب عريان ) كما يقول المثل الشعبي .
بل إن الأخطر من كل ذلك وندعو هنا الجميع للتوقف الجاد والمسؤول أمامه وهو بأن هؤلاء الأدعياء قد جعلوا من هذا التعدد والتنوع الرائع والتمايز الطبيعي الذي لا يخلو من وجوده في حياة أي مجتمع من المجتمعات المعاصرة ذات التركيبة السكانية والمجتمعية المتجانسة كما هو حال المجتمع في الجنوب مدخلا لهم في إثارة الفتنة والتحريض عليها وهي الورقة الأكثر خطورة ونكرر — الأكثر خطورة على الإطلاق — والمتبقية في جعبتهم والقاتلة لوحدة وتماسك الصف الوطني الجنوبي إذا ماكتب لها النجاح وكما يأملون وهو مالا ينبغي أن يحدث ولن يسمح بحدوثه وكما نعتقد أي وطني مخلص حقا وفعلا لشعبه ووطنه ؛ ومن ٱجل ذلك ينبغي ٱن تحشد كل الطاقات الوطنية وبعيدا عن حسابات الحقل والبيدر أو تعظيم مصالح الأفراد والجماعات أو المناطق وتحت أي مبررات كانت وعلى حساب الجنوب وقضيته التاريخية والمتمثلة بإستعادة دولته وسيادته المطلقة على كامل أرضه ومستقبل أجيالة القادمة ؛ فقد جعل هؤلاء من إشعال حرائق الفتنة منطلقاً ووسيلة لتحقيق أهدافهم القذرة عبر الترويج للمناطقية والعزف على أوتار العصببات بكل أشكالها و إستحضارها إلى ساحة الفعل في المشهد وتحت عناوين وذرائع مختلفة مهما قل شأنها والنبش في ( قبور ) الماضي لتغذيتها لعلهم يوصلون لمبتغاهم تنفيذا وخدمة لما تمليه عليهم عصابات صنعاء التي يتحركون وفقا لأجندتها الشيطانية أو يلتقون معها عند نفس الهدف بعد أن فشلت أساليبهم ووسائلهم التدميرية الأخرى على تعددها !!
اللهم أني قد بلغت اللهم فأشهد.