الوقت يمر .. ولن يرحم المنتظرون لحدوث المعجزة !
ديسمبر 22, 2016
عدد المشاهدات 450
عدد التعليقات 0
صالح شائف
ليس هناك من وسيلة سياسية ووطنية مناسبة لإنقاذ الجنوب ووضعة كمعادلة ذات وزن حقيقي يصعب تجاوزها في إطار البحث الجاري عن التسويات الممكنة في اليمن وأن تكون في نفس الوقت بمستوى التحديات والمسؤولية وأكثر فعالية وضمانة لتجاوز الواقع الراهن من وجود صيغة (( لوحدة القيادة والقرار )) ولو في إطار جبهوي يعتمد التوافق البناء وتقديم التنازلات المتبادلة كشرط حاسم لتعزيز الثقة المتبادلة ؛ وهو ما يحتاج إلى تغيير حقيقي في التفكير والسلوك وإعادة تقييم ذاتية و موضوعية جريئة من قبل كل القوى والمكونات السياسية والاجتماعية الجنوبية ؛ ووضع مصلحة الجنوب قبل مصلحة الكيانات والزعامات المنفوخة بالوهم والنرجسية المفرطة ومغادرة مربع العصبيات بكل أشكالها — القبلية والمناطقية والحزبية والشللية المصلحية — وهذا هو الامتحان الحقيقي لكل من يرفعون شعارات النضال من أجل الجنوب وقضيته الوطنية العادلة على تعدد راياتهم ومشاريعهم السياسية ؛ لٱن الوقت يمضي مسرعا وقطار المشهد السياسي يتحرك بسرعة ولن يرحم من يقفون في محطة الإنتظار ؛ وفي تقديري لن يتم النجاح المطلوب ما بقي البعض متمترسا في خنادق الماضي ويتحين الفرص المناسبة للانتقام من تجربة الثورة التي حررت الجنوب ووحدته وٱقامت ٱول دولة في تاريخه الحديث مهما كانت أخطاءها وسلبياتها ومهما كانت دوافعهم ومبرراتهم لذلك فالإنتقام هو الإنتقام ؛ ٱو ٱن يتصيد البعض الٱخر منهم الفرصة الملائمة لتصفية الحسابات القديمة مع خصومه في إطار ما تركته الٱحداث المؤسفة من تداعيات وذيول مازالت عالقة في المخزون النفسي عند البعض و التي مر بها النظام السياسي في الجنوب قبل الوحدة ٱو ماتلاها لاحقا في عام ١٩٩٤ م وتداعياتها الكارثية ووصلت إلى درجة الرغبة عند البعض للٱنتقام من ضحاياهم !!
ويتناسون — هؤلاء جميعا — ٱهمية وضرورة التمسك بعملية التصالح والتسامح بصفتها رافعة وطنية إستثنائية على صعيد وحدة وتماسك الجنوبيين ومواجهة الٱخطار في جبهة موحدة والإنتصار للمستقبل الذي قدمت وتقدم التضحيات رخيصة من ٱجله ؛ وجعل الماضي محطة في ذمة التاريخ لا ينبغي إستحضارها إلا للإستفادة من دروسها وعبرها من قبل الجميع ..
ونعتقد هنا بٱن العجلة لن تتحرك بشكل سليم وكما ينبغي لها ٱن تكون عليه ما بقيت بعض ( الجياد المنهكة ) تتصدر المشهد الجنوبي بهذا الشكل ٱو ذاك وتؤثر بهذا القدر ٱو ذاك على حركة وقرارات و مواقف وٱمور الجيل السياسي الجديد والقيادات العاملة في ميادين النضال المختلفة ؛ مع التسليم بوجود نماذج غير مشرفة بين اوساط هذه القيادات ولها دورها في ( خدع وتسويق ) بعض هذه ( الجياد المنهكة ) ولأغراض وٱسباب مختلفة وليست بريئة ( لوجه ) الجنوب ؛ وهي بالٱساس ( قيادات ) متعبة وقد ٱدت ماعليها وبشرف كبير خلال المراحل السابقة وإن ٱختلفت ٱدوارها وساحات فعلها — في السلطة ٱو خارجها — وتحتاج للراحة ٱكثر من البحث عن السلطة ومنافعها في واقع جديد لم تعد قادرة على مواكبته بل وغير مستوعبة وبعمق لطبيعة المتغيرات التي طرٱت على حياة المجتمع سياسيا و إجتماعيا وعلي وعي الناس وتفكيرهم بل وسلوكهم كذلك ؛ ناهيك عن دورها السلبي في شخصنة الٱمور مع الٱسف ولاحاجة لنا في سرد الكثير من الوقائع والٱدلة على ذلك !!