ثورة لا ديمة وقلبنا بابها !!
فبراير 12, 2017
عدد المشاهدات 393
عدد التعليقات 0
محمد علي محسن
الله يرحم الشاعر عبد الله البردوني ، فحين سُئل عن حركة فبراير 48م أجاب : ديمة وقلبنا بابها ” طبعا قصد البردوني أن ما سمي بالثورية الدستورية المطيحة بالإمام يحيى الأب المؤسس للمملكة المتوكلية اليمنية ، لم تكن إلَّا حركة استبدلت إمام من آل المتوكل على الله بإمام من آل الوزير ، ما يعني أن الاثنان من طينة سلالية استعلائية واحدة وان اختلفت المسميات .
سبعون عاما تقريبا على حركة الدستوريين الأحرار . مسافة زمنية شاسعة كانت كافية لشعوب التبت والهنود الحمر والاسكيمو وحتى قبائل الهونغا والتانغا في أدغال القارة السوداء كي تلتحق بركب الحضارة الإنسانية وكي تتحرر من معتقداتها وتقاليدها البالية المتخلفة .
ومع هذه الفترة الزمنية لا يبدو أن هذا البلد وأهله قدرا على تحقيق الدولة الدستورية المتسمة بالعدل والإنصاف والشفافية والحرية والمساواة ، فهذه القيم والمبادئ لطالما استنزفت في خضم نضالي وكفاحي شاق ومضني وطويل .
نحتفي اليوم بمضي ستة أعوام على ثورة الشباب 11 فبراير 2011م ، وفي زحمة الأحداث غفلنا حقيقة أن الاحتفاء بالذكرى يقاس أولا وأخيرا بماهية الانتصار المحرز في ناحية أهداف ومبادئ تلك الثورة العظيمة المتخلقة من تضحيات ونضالات اليمنيين على مدى عقود من الزمن .
نعم ، لا استسيغ أحاديث الساسة الانتهازيين عن الدولة الاتحادية المستقبلية فيما أدواتهم ووسائلهم وفعلهم موغلا في ممارسات فاسدة أعدها سببا في إشعال جذوة حماسة الثائرين على الرئيس المخلوع ونظامه العائلي الفاسد .
حالنا الآن مع رموز فاسدة التحقت بركب الثورة ولحسابات ذاتية ضيقة ، لا يبدو انه بأفضل من الصورة المأساوية التي آلت إليه ثورات سابقة ، فحين اسمع ان اغلب السفارات اليمنية مازال ولائها للانقلابيين في صنعاء فبكل تأكيد اشعر بالقرف ولدرجة أنني أود البصق في وجه كل دجال وزنديق وفاسد .
والمسألة لا تقتصر فقط على سفارات وقنصليات وملحقيات مغردة خارج سرب السلطات الشرعية وإنما يمتد لعمليات فساد في قطاعات نفطية وخدمية وإغاثية وعسكرية ، فضلا عن نهب وسرقة لكثير من الإيرادات والمساعدات والهبات وحتى المرتبات الزهيدة وكذا النفقات التي لم تسلم من العبث الحاصل من قبل قوى فاسدة نشأت وترعرعت في كنف نظام عائلي فاسد .
رسالة أخيرة أوجهها لكل أولئك الذين ركبوا موجة الثورة بأبدانهم بينما أفعالهم وتفكيرهم مازال مسكونا متشبثا بعهد حسبناه من الماضي . إلى هؤلاء أقول: إذا كنتم بالفعل دعاة دولة اتحادية عادلة لكل اليمنيين وأنكم بالفعل تمثلون سلطات شرعية وثورية هدفها نبيل وعظيم ؛ فمبال فعلكم لا يرتقي لمصاف ذاك الهدف الحلم ؟.
وكيف أن أدواتكم ووسائلكم لا تشيء بثمة تبدل حقيقي وجوهري يمكنه طمأنة الملايين التواقين رؤية وطنهم بهيئته الجديدة المجسدة لتضحياتهم ودمائهم الزكية المهدرة على قارعة الدولة المنشودة ؟ وهل من الحكمة والعقل أن يكون بلوغ الأهداف والمبادئ العظيمة التي مازالت الحرب تخاض باسمها وبذات الشخوص والممارسات الفاسدة القديمة التي كانت سببا في ثورة الشباب ؟.