البريد وكذبة المجهود الحربي
فبراير 23, 2018
عدد المشاهدات 444
عدد التعليقات 0
محمد علي محسن
نفقات مكاتب هيئة البريد في المحافظات الجنوبية ، بلغت خلال العام المنصرم ٢٠١٧م ، تجاوزت المليار وأربعمائة مليون ريال ، بينما اجمالي مواردها المالية بلغت نحو ستمائة مليون ريال ، ما يعني عجز مهول تعدى نسبة مئة بالمئة ” ثمانمائة مليون ريال خلال السنة “.
العجيب ان يأتيك واحد جاهل او فاسد فيقول
لك ان تحويل مرتبات الموظفين او المتقاعدين الى مصرف الكريمي ، سيقطع الشريان الذي يغذي المجهود الحربي للميليشيات الانقلابية ..
وبناء وهذا المنطق السخيف ، تصير مكاتب البريد مجرد صنابير لضخ المال الى الانقلابيين .. طيب ، حدثونا كيف ستضخ مكاتب البريد أموالا الى الانقلابيين في صنعاء ؟ .
فما هو معلوم ومثبت بالأرقام ان مكاتب البريد في محافظات الجنوب مجتمعه عاجزة عن تغطية نفقاتها ومرتباتها ، فيكفي الإشارة هنا الى محافظة عدن التي تعد عاصمة البلاد وبها ٢٣ مكتبا للبريد ، بلغت نسبة العجز السنوي فيها نحو ٢٩٤ مليون ريال تقريبا .
والحال ينطبق على بقية المحافظات لحج وأبين والضالع وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى ، فهذه جميعها لم تستطع مواجهة نفقاتها ومرتباتها ، ما حدى بها لتغطية عجزها من المال المدخر لديها ، والذي هو مال جهات ومستفيدين من خدمات البريد ..
علما انه تم إقرار موازنة العام الحالي ٢٠١٨م من قبل الحكومة ودونما اعتماد أي موازنة مالية لمكاتب هيئة البريد في المحافظات المحررة، أسوة ببقية قطاعات الدولة ، ما يعني رهنها للمركز في صنعاء أو تركها لمصيرها المجهول .
وأكثر من ذلك ، اذ وصل الامر ، بالجهات الحكومية الرسمية ، لعدم اعتماد عمولة تتناسب مع خدمات مصرفية يقدمها البريد لعملائه من الموظفين والمتقاعدين .
فبدلا من اعتماد نسبة واحد بالمئة لمكاتب هيئة البريد ، ذهبت هذه النسبة لمصرف الكريمي ، ودونما اي شعور او احساس ، او ضمير يؤرق مسؤولي السلطة الشرعية ، جراء تفريطهم وتدميرهم لأهم قطاعات الدولة حيوية واقتصادية وخدمية ..