حضرموت تحت النار.. من المسئول؟
نوفمبر 21, 2015
عدد المشاهدات 776
عدد التعليقات 0
.
صلاح السقلدي
.
بمجرد ان يقول أحدنا مستنكراً أن خمسين جنديا قد قتلهم تنظيم داعش المتشدد في حضرموت بدمٍ بارد يوم الجمعة 20نوفمبر الجاري بعملية انتحارية نفذها انتحارياً يُكنّى بــ(بتار العدني), حسب بيان لذلك التنظيم نشره عبر شبكة النت باسم (إمارة حضرموت) , أعادت نشره عدد من المواقع الالكترونية مساء ذات اليوم, سيردد البعض ومنهم المصدر الرسمي بالحكومة النازحة بالخارج على مسامعنا نفس النغمة ونفس الاسطوانة التي نسمعها بعد كل عملية من هذا النوع, بأن هذه هي (داعش عفاش), ومن ثم سيصمت هذا المصدر الى العملية الانتحارية القادمة ليعيد تذكيرنا مرة أخرى بنفس العبارات وبنفس المفردات, وهكذا دواليك.!
.
حسناً يا قوم لقد عرفنا أن هذه الجماعات المتشددة تتبع عفاش, ونعلم أيضا كيف تم إنشاؤها منذ غداة يوم 22مايو 1990م , ومن هي الجهات التي رعتها ومولتها واستقدمت عناصرها من خلف الحدود ,والغرض من ذلك, وضد من تم انشائها, مع علمنا أيضا كيف تفرعت هذه الجماعات من المنبت الرئيس( تنظيم القاعدة) حتى داعش اليمن مرورا بما سمي بأنصار الشريعة وغيرها من المسميات, ومن هم اللاعبون القدماء والجدد ومن هي القوى التي مولت هذه الجماعات واستخدمتها بالأمس , ومن هي القوى التي تمولها اليوم ماليا وفكريا وإعلاميا وتدعمها سياسيا وتوفر لها الغطاء والحماية اللازمة .
.
فلم نعد نأبه كثيرا من كثر هذا التكرار لهوية وانتماء هذه الجماعة وتتبع من طالما وأفعالها يتكرر المرة تلو الأخرى بذات الطرق وتستهدف ذات الجهة دون تغير في التعاطي معها من قبل القوى المعنية. نقول اننا نعلك كل هذا, و لكن الذي لم نفهمه هو لماذا لا يتم التحرك ضدها من قبل الجيش الوطني التابع لحكومتكم النازحة والذي يضم 100ألف مقاتل وفقا لتصريح اللواء المقدشي؟. لماذا لم تنفذ ضد هذه الجماعات أية عملية عسكرية برية مع معرفة الجميع بمواقع هذه الجماعة بل وبمعرفة أسماء وقيادات هذه الجماعة؟.
.
مع العلم ان محافظة حضرموت تزخر بقرابة 24لواء عسكري تتبع اللواء (الحليلي) وغيره من القيادات التي أعلنت مرارا موالاتها للحكومة الشرعية. كما لم تُـنفذ ضد هذه الجماعة اية غارة جوية من ضمن الآلاف الغارات التي ينفذها طيران دول التحالف منذ أكثر من ثمانية أشهر.مثلما لم تستهدف باي صاروخ من البحرية المتخمة للمكلا والشحر وغيرها .؟
.
ومن نافلة التذكير نقول ان الحديث هنا هو عن محافظة حضرموت ,(من هي حضرموت؟) ! وليس عن أية محافظة أخرى هامشية وكلنا نعلم ماذا تعني حضرموت لنا جميعا, وبالتالي فتركها فريسة لهذه الجماعات من منطلق المماحكات السياسية والأمنية وجعل وجود هذه الجماعات المتطرفة بهذه المحافظة الهامة كورقة ضغط ضد الخصوم تعد لُـعبة خطرة محفوفة بالكوارث بالمستقبل القريب ولن نقول بالمستقبل البعيد ولا حتى المتوسط, هي مغامرة فظيعة بكل المقاييس, لُعبة خطرة ستحرق الجميع بشواظ نيرانها المدمرة, الجميع دون استثناء.!
.
وبرغم ضبابية هذا التعاطي وتشابك حابل ونابل السياسة والدين والاقتصاد والجغرافي مع مسألة بهذا الحساسية وبهذه الأهمية سيظل يحدونا الأمل بعد الله بدول التحالف العربي بان تمارس قدراتها العسكرية ضد هذه الجماعات التي لا شك أنها التحدي الأكبر أمام الجميع اليوم بقادم الأيام , وهي تعد جزءاً لا يتجزأ من منظومة الجماعات المتشددة المنتشرة بالمنطقة وبالعالم ,والتي أضحت عملياتها تضرب بقوة وبلا هوادة كل الأصقاع من شرق العالم الى مغربه بمن فيها دول الخليج العربي والجنوب كون التعاطي الجاد مع ظاهرة خطرة كهذه سيصب بمصلحة دول الخليج والجنوب كضرورة ومصلحة مشتركة تفرضها عمق العلاقة الجيوسياسية بهذه المنطقة الحيوية من العالم.