الشهيد الحي
ديسمبر 05, 2018
عدد المشاهدات 832
عدد التعليقات 0
سماح بادبيان
أنا لا أمزح وليس هذا ضرب من خيال الأدباء ، ولا هو عنوان شيق لقصة جديدة يحيكها قلمي، ففي جوارنا يعيش شهيد حي، يتنفس الهواء مثلنا ويأوي إلى منزله لينام ويباشر عمله في ورشته ويأكل ويشرب ويلعب كرة القدم في الملعب مع الشباب إذا ما أراد ذلك !
أنا لا أهذي ولم يمس عقلي التخريف بعد ، وليس الأمر غريبا إلا كغرابة بلد ينعم بخيرات البحر والأرض ويتبوأ موقعا جغرافيا هاما مشرفا على أحد أهم المضائق البحرية”باب المندب” ثم يموت أبناءه من الجوع!
القصة وما فيها إن جارنا سجل كغيره من الشباب في أحد المعسكرات ولكنه خلافا لغيره يمتلك فيتامين واو ، ذاك الفيتامين العجيب الذي يشفي الجرحى ، ويبرء المصابين ، ويحيي العظام وهي رميم .. وخصوصا إن كان الفيتامين يحمل النياشين وله منصب قيادي رفيع في المقاومة .. وكان قريب جارنا كذلك.
فأعفي عن القتال ، واكتفى بالتدريب في المعسكر ثم بدا لقريبه أن يريحه من التدريب .. فدون اسمه جريحا دون أن تراق منه قطرة دم أو يمس جلده أي خدش ، ليستلم راتبه مع مساعدة مالية في العلاج وهو قابع في منزله مرتاح الضمير… ثم دارت الشهور واستشهد جارنا وسال المداد الطاهر على السجلات معلنا خبر وفاته، وقد قتلته الجراح الوهمية التي اصيب بها قبلا!! ليصبح في جوارنا شهيد حي!!
ولكنه بقدرة قادر عاد للحياة في تلك السجلات بعد عام من وفاته فيها، فحين ترنح الريال اليمني أمام قبضة الدولار والسعودي قرر الشهيد أن لا خير في الشهادة الآن والعودة للحياة مغرم .. فنفخت الروح في اسمه، ونبش قبره .. وعاد بقوة فيتامين واو العجيبة حيا يرزق في السجلات التي ضمت رفاته من قبل !!!
ولا ندري هل سيؤثر جارنا الحياة الآن .. أم سيقرر بعد فترة أن يعود للحده ، ويضم أكفانه الورقية إليه من جديد ..