صابر حجازي يحاور الكاتب والناقد المغربي محمد يوب
أكتوبر 04, 2018
عدد المشاهدات 1107
عدد التعليقات 0
صابر حجازي يحاور الكاتب والناقد المغربي محمد يوب
—————————————-
في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة ويتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا
ويأتي هذا اللقاء رقم ( 78 ) ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار
س 1:- ماذا تقول للقارئ عن تجربتك الادبيه والإنسانية الحافلة بكل هذا الزخم الابداعي ؟
لا قيمة للإنسان في هذه الحياة إن لم يترك فيها بصمة تقتدي بها الأجيال القادمة؛ تنير لهم الطريق وتدلل لهم الصعاب؛ وتجربتي المتواضعة لا ترقى إلى تجارب العظماء الذين وضعوا نظريات واجترحوا مصطلحات؛ ولكن يمكنني أن أقول بأنني استطعت المشاركة في المشهد الثقافي العربي بنماذج قصصية تعكس الواقع العربي الراهن بأسلوب أدبي قد يروق بعض القراء وينمي ذائقتهم؛ كما أنني في مجال الدراسات النقدية تمكنت من التعريف بكتابات راقية لأدباء مغمورين؛ وذلك بدراستها دراسة نقدية وفق مناهج وآليات اشتغال مرنة تتلاءم والمتن المدروس دون الإساءة لصاحب المتن.
س2:- حدثنا عن نشأتك وطفولتك الباكرة ؟
محمد هو الإبن البكر لمصطفى أحمد يوب ؛ من مواليد 1958 بمدينة الدار البيضاء؛ كنت شقيا عنيدا؛ كارها للمدرسة؛ لم أفكر أبدا في يوم من الأيام أن أكون من التلاميذ النجباء المجدين؛ مما عجل من مغادرتي مقاعد المدرسة في السنة الخامسة ابتدائي؛ لألتحق بالدكان الذي كان يشتغل به والدي لإصلاح الساعات؛ هذه المهنة التي ساهمت في تكوين تفكيري النقدي لما لهذه المهنة من أهمية قصوى في دقة الساعة وضبطت عقاربها؛ وبين تكتكات الساعات ومنبهاتها بدأت عقارب الساعة تعود إلى الخلف لمحاسبة النفس ندما على مغادرتي مقاعد المدرسة؛ وحينها فكرت في الرجوع إلى متابعة دراستي بطريقة حرة؛ حيث انتسبت لإحدى المؤسسات التعليمية الخاصة وهي معهد الرشاد العلمي التي لها الفضل في معاودة مسيرتي التعليمية من جديد لأحصل على شهادات عليا.
س3 :- ارهصات الكتابة الاولية – هل تذكر منها شئ ، وكيف كانت رحلة اصداركم الاول ؟
الكتابة عموما هي إبداع لا يهبه الله تعالى لعامة الناس وإنما هي إلهام محظوظ من يؤتاها؛ وتأتي دفعة واحدة كزخات المطر؛ تنمو وتصقل بواسطة القراءة المستمرة في شتى أنواع المعارف؛ وعندما يتوقف الكاتب عن القراءة يحرم من متعة الكتابة.
وأول مقال لي كان بجريدة العلم المغربية سنة 1982 تحت عنوان ( المناهج النقدية في الأدب العربي) الذي لقي استحسانا من طرف رئيس التحرير؛ ومن حينها بدأت رحلتي مع الكتابة التي توجت بإصداري الأول سنة 2010 تحت عنوان ( في معرفة القصة المغربية المعاصرة)
س4:- أنتاجك الادبي : نبذة عنة ؟
إصداراتي تنوعت بين القصة القصيرة جدا والرواية والنقد الأدبي وهي مرتبة حسب تاريخ الصدور:
1- في معرفة القصة المغربية المعاصرة
2- مضمرات القصة القصيرة جدا
حين تستريح الخيول ( قصص قصيرة جدا)
3- صناعة المعنى ؛ قراءات في الرواية العربية المعاصرة
4- الجبل الأبيض (رواية)
5- أجنحة ديدالوس ؛ قراءة في السرد العربي المعاصر
6- القصة القصيرة جدا؛ الخروج عن الإطار
7- مقبرة الأشباح (قصص قصيرة جدا)
8- البعد الفلسفي في النقد الأدبي عند العرب
9- وهم الأصول
10- حجاجية الخطاب القصصي القصير (تحت الطبع)
س5:- المشهد الثقافي الادبي الحالي في المغرب – كيف هو ؟
الثقافة عموما هي انعكاس للواقع؛ إذا كان الواقع متقدما فإن الثقافة تكون مزدهرة ومتطورة؛ وإذا كان الواقع متخلفا فإن الثقافة تكون جامدة وراكدة؛ والمشهد الثقافي المغربي تتجادبه الحركات الفكرية والأدبية يسارا ويمينا وتقدما وتأخرا؛ متأثرا بالحركات الفكرية العالمية والأوربية بالخصوص بحكم التفاعل الثقافي المعولم الذي تفرضه الثورة التكنولوجية وعالم الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي؛ وما يميز المشهد الثقافي المغربي هو انشغالاته بالفكر والفلسفة اللذان أصبح لهما أثر كبير على النقد الأدبي لأن هذا الأخير لا يستقيم بدون فلسفة؛ حيث إن أغلب المصطلحات والنظريات النقدية لها أصولها في الفلسفة وليس في مجالات معرفية أخرى.
س6 :- يلمس القارئ لأعمالك جزالة وفصاحة وتمكن من اللغة العربية – فما الخلفية الثقافية التي منحتك هذا التميز؟
سؤال قيم أشكرك عليه لأنه بالفعل عندما تقرأ كتاباتي تشعر وكأنك أمام مربي يبسط الفعل النقدي والممارسة النقدية للطلبة وهذا راجع إلى اشتغالي في مجال التربية والتعليم التي ترسخ قيم التدرج والترقي في ترسيخ المعلومة وفق بيداغوجيات تربية تراعي ثقافة المتلقي وقدراته العقلية.
س7 :- كيف تحدث من واقع تجربتكم حالة المخاض الادبي للقصة او الرواية – وكيفية ميلادها علي الورق ؟
الكاتب عموما هو ابن بيأته يتجول في الأسواق والطرقات؛ وهو في حالة التجوال يلتقط تفاصيل الواقع وفسيفساء الواقع؛ فينقلها من واقع الواقع إلى الواقع المتخيل؛ ومن هذا الأخير يأتي مخاض الكتابة التي يوزع سوادها على بياض الورقة.
س 8 :- هل تجد أن فن الروية او القصة – بوصفه حافزا – يمتلك القدرة علي الحض والتحريك؟
كل كاتب يحمل في داخله قضية ومن أجلها يعيش وفي سبيلها يناضل؛ وكم كاتب قتلته كتاباته؛ وأنا مع رأي نزار قباني الذي يقول:( إن قلتها أموت وإن لم أقلها أموت؛ أقولها وأموت).
س9:- أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص – فهل استطاعت الشبكة
العنكبوتية تقديم التواصل بين الاديب والمتلقي ؟
حقيقة إن علاقتي بالشبكة العنكبوتية تعود إلى سنة 2006 وبفضلها استطعت التعرف على كثير من الأقلام الأدبية والفكرية حيث تشرفت بالكتابة عنها/لها كما كان للنترنيت الفضل الكبير في إطلاع عموم القراء على كتبي التي تحمل بالمجان؛ نظرا للأزمة التي تعرفها دور النشر العربية في توزيع الكتاب العربي.
والاتي رابط صفحتي
https://www.facebook.com/alostadyoub
و
https://www.wattpad.com/203980509-%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D9%88%D9%84-%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D9%88%D9%84
س10 :- هل تستقي موضيع كتاباتك من رصد الاخرين – أم أنك لجأت بالأحرى إلى تجاربك الخاصة كي تنسج عالم قصصك؟
الكتابة لا تأتي من الفراغ وإنما هي وليدة قراءات متعددة لتجارب أدباء آخرين؛ وتجربي في عالم القصة والرواية والنقد وليدة استفادتي من تجارب الآخرين لكن ببصمتي التي تحمل هويتي وتجربتي.
س11 :- هل فن الدراسات النقدية ، والناقد الادبي ذو الرؤية، في تناول الابداع الادبي بشتي مجالاتة، عامل مؤثر علي الحركة الادبية بالوطن العربي ؟
النقد هو الدرع الواقي للأدب بدونه لا يستقيم الأدب؛ والناقد له مشروع ورؤية من خلالها يستطيع دراسة الأعمال الأدبية؛ فالناقد يقوم بعملية إبداع ثانية عندما يدرس عملا أدبية حيث عندما نقرأ دراسة نقدية نشعر بمتعة الدراسة وكأننا نقرأ عملا إبداعيا؛ والناقد يعتمد في دراساته على آليات ومناهج نقدية تستدعيها النصوص الأدبية؛ إن النقد كما يقول رولان بارث إبداع على إبداع.
س 12:- مشروعك المستقبلي – كيف تحلم بة – وما هو الحلم الادبي الذى تصبو الي تحقيقة ؟
حلمي في مجال النقد الأدبي هو الوصول إلى نظرية نقدية تتلاءم والبيئة العربية وهو المشروع الذي اشتغل عليه كل من عبد العزيز حمودة ومصطفى ناصف.
س 13: – خيارك السردي مثير للاهتمام: على الرغم من أن كل قصة تعبر عن وجهة نظر مختلفه حيث انك تستخدم ضمير المتكلم حينا وضمير هو حينا اخر . هل هذا قد ينتج وقعاً مختلفاً؟
في مجال السرديات أركز كثيرا على القصة القصيرة جدا باعتبارها المجال السردي القريب من نبضات قلبي؛ وهي التي أراهن عليها وقد كتبت فيها كتابين هامين هما: (مضمرات القصة القصيرة جدا) و (القصة القصيرة جدا: الخروج عن الإطار) ووهي الشكل التعبيري الذي تفرضه الظروف السوسيوثقافية وحاجة الناس إلى معرفة النهايات في أقل الكلمات.
س14 :- حين تكتب أي جمهور قراء تتخيله لكتابك؟
الإبداع عموما يصدر من قلب المبدع ويتجه مباشرة إلى قلب القارئ؛ وكل قارئ يفهم ويتذوق النصوص الأدبية وفق ما يتوفر عليه من حمولة فكرية وثقافية؛ كما أن الكتابات الإبداعية تساهم في تحريك المشترك الثقافي عند القراء ولذلك فعندما يقرأ نصا أدبيا فإن كثيرا من الأفكار ومن الصور تتداعى تلقائيا لأنها تتقاطع مع هموم الكاتب التي يتقاسمها مع قرائه.
س15 :- بعد ان تنشر نصوصك للقارئ – هل يكون لديك وجهة نظر مختلفة تجاهها؟
عندما أكتب عملا إبداعيا ويصل إلى يد القارئ يصبح ملك القراء يعيدون كتابته وفق الوجهة التي يقرؤون بها هذا العمل أو ذاك؛ وكلما تعدد القراءات كلما تعددت أوجه النظر حوله
س 16:- ماذا كتبت أخيرا ؟
كتبت سيرة غيرية عن صديق أعزه كثيرا هو الدكتور أبو بكر العزاوي رائد الحجاج في الوطن العربي.
س17:- في نهاية هذا الحوار الذى افتخر جدا باجرائه مع سيادتكم، ماهي كلمتكم الاخيرة في ختامه – ولمن تواجهها ؟
اولا اشكركم الاستاذ الاديب المصري صابر حجازي على هذا اللقاء ….ثم
أوجه كلمتي للقارئ العربي الذي أصبح غريبا عن واقعه وعن همومه وعن مشاكله وذلك بالسفر بعيدا في عوالم غريبة عن مشاغل الإنسان العربي وكأننا بتنا نقرأ أعمال أدبية مترجمة؛ كما أنني أوجه كلمتي للنقاد العرب بضرورة التحلي بالذائقة الأدبية التي توجه الأدباء إلى الطريق الصحيح والابتعاد عن النقد الحاقد الذي يدمر البراعم الأدبية.
واختم بهذا النص
أنيابٌ مرعبة
……………
بين دُروبِ المَرارة وشوارعِ المكْرِ
ثمَّة رجلٌ يخْتبئُ من الشمس الحارِقة
على وجْهِهِ ثلاثة أقْنعةٍ
وحذاءُ مُهرِّجٍ
* * * * *
وفي البيْتِ ثمَّة امرأةٌ
تحومُ حوْلها أحلامٌ شاردةٌ
يُطارِدُها قناصٌ أحْوَل
يَتعَثرُ في الطريق
* * * * *
وفي الشارع طفلٌ يتيمٌ
بَرَزَتْ ضُلوعُهُ
يشْتهي قِطعَةَ خُبْزٍ يابِسٍ
وأختُه طريحة الفِراشِ
تتمنَّى جُرْعةَ دواءٍ
* * * * *
وفي قِمامَةِ الأزْبالِ
هناكَ لحْمُ ضأنٍ مشْوِي
عافتْهُ كِلابُ الحيِّ
تعَوَّدتْ وجْبتَها المُسْتوردةَ
* * * * *
وفي الأكْشاكِ جَريدةٌ صفْراء
بائِرةٌ؛ أمْسَتْ من المَرْجوعاتِ
فاحَتْ منْها رائحةُ العُهْرِ
ضاقتْ بها صُدور القُراءِ
————
الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي
http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi
– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة
– اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية
– نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي
– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية
– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية
–عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة