ادب وثقافة

انتخابات الشيخ.

ديسمبر 26, 2018
عدد المشاهدات 802
عدد التعليقات 0
قصة قصيرة للاستاذ منصور عبيد حسين الانتخابات على الابواب لهذا أناخائف جدا ..خائف الى درجة لايتصورها احد.. أنا لم أخالف القانون ولست مرشحا، أنا لدي بطاقة انتخابية فشيخ قريتنا لايرحم أحدآ.. الكل لديه بطاقة انتخابية ..في انتخابات 2003 م كنت أعمل مع والدي في الارض ..نعم أتذكر تلك الانتخابات جيدآلأنني في ذلك العام كنت أريد أن اكمل دراستي في الصف السابع ولكن والدي رفض ..فالدراسة عندنا بعد الصف السادس عيب ،فالطفل قد صار رجلآ ويجب أن يعمل… أن يذهب الى المدينة باحثآ عن عمل وإلا فهو ليس رجلا.. في ذلك العام حدث حدثا لايمكن أن أنساه بسهولة .. فقد زار قريتنا رجلا أنيق المظهر يرتدي بدلة سوداء ونظارات سوداء حتى سيارته سوداء اللون اتجه الى بيت الشيخ !وفي اليوم الثاني طرق الشيخ كل بيوت القرية طالبا عشرة الاف ريال.. لم يعترض أحد الكل دفع… ! قلت لوالدي : لماذا العشرة الالف هذه ? رد والدي : الرجل الذي زار قريتنا امس هو مرشح الحكومة للانتخابات وقد قدم مشروعا لقريتنا وهو عبارة عن طريق يربطنا بالمدينة وعلينا المساهمة فيه… ..! نظر والدي إلى أمي وهو يقول : غدا سابيع البقرة …!! صرخت أمي في وجه أبي وأسرعت إلى صندوق ملابسها وأخرجت ذهبها وقدمته لوالدي فالبقرة نعم المال ونعم المكسب… ! نفذ المشروع بسرعة فمشاريع الانتخابات لاتقبل المماطلة … الآن أنا أعمل في المدينة أقتر على نفسي ،أنام في لوكنده رثه الفراش مزدحمة بالعمال ..كلما جمعت مبلغا جاء صوت والدي عبر الهاتف أمك مريضة ،البيت بدون مصروف…! المصيبة انني لا أعرف كم المبلغ المطلوب في هذه الانتخابات التي ستجري بعد اشهر وما نوع المشروع الذي سيقدم لقريتنا . أنا خائف على بقرة أمي ..ستموت أمي إذا باع والدي البقرة ..كما أن شيخنا لايرحم من لاينتخب أو يشارك في تنفيذ مشاريع الانتخابات ، فهو يعتبر الانتخابات انتخاباته… ! مايو 2006 م

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى