ادب وثقافة

الفراشةُ البيضاء قصيدة مشتركة* بقلم / شاعرة الجمال و الشاعر/ كريم عبدالله

مايو 01, 2018
عدد المشاهدات 916
عدد التعليقات 0
الفراشةُ البيضاء
قصيدة مشتركة*
بقلم / شاعرة الجمال
/ كريم عبدالله
آنَ أوانُ الربيع مفعمٌ قلبهُ الطريّ بـ الاشتياقِ يسترقُ السمعَ لـ صخبِ القدّاح الغافي فوقَ شفاهِ الندى تهتزُّ أحلامُ أغصانهِ الخضراء يفتّشُ عنْ رفيفِ الفرح الخلاّب يُبصرُ لحنَ عطر ضحكتكِ . قربَ النبع فراشةٌ واحدة تكفي لـ يهمس دفق النور رهافةً في احضانِ عشبكَ اليانع يوقظُ عزلةَ حلم حزناً إنطوى تحتَ مزاميرِ السنين تملأُ العنادلَ لحناً يوشوشُ الورد بـ صخبِ الغبش تأذنُ بـ انبعاثِ أسارير النبض . لا تهيمي وحيدةً تتقاذفكِ الريح عاصفةً تمزّقُ السكينة فوقَ جناحيكِ لئلا تفزّزُ قبلةً عذراء تنامُ تستكينُ تسترقُ ألوانَ القرنفل الخجول تصطفُّ تكشفُ نبعَ أنفاسها رقيقٌ يداعبُ جفنيكِ سـ تتبعكِ راجيةً رؤيةَ الشمس في عينيكِ تصدحُ . أنفاسكَ تطارحُ زنابقَ النفس تلمُّ نشوةَ العطرِ إذا ما نفثتْ عذبَ الرحيق في فضاءاتِ الوَلَه تزجُّ أنوية الشوقِ في عتمةِ مياسمِ الجنون تستشعرُ مويجات نوافيركَ المتمرّدة تروّضُ تؤنسُ ابتهالاتِ الوحدةِ بـ أطيافِ كرزها يطرّزُ الرضاب . النظراتُ الهرمة سـ تنزعُ أحزانها الكثّة ( تِتْنَوّعّلـﭻ )* مذهولة عزلتها اليابسة ظلمة الشيخوخةِ أهدرت كمْ مِنْ مجيءِ صباحٍ نورهُ الزعفرانيَّ طريّ تستعدُ شهوتهُ تلمسُ جموحكِ الفظيعَ يُشاطرُ فرحَ النسمات الصارخة تنتفضُ وأنتِ عالياً فيها ترقدين وامضةً تبتسمين . مِنْ جديدٍ بيضاءَ مكلّلة بـ أرتالِ الغار تجلو إسودادَ ليلكَ الطوووووويل تقبضُ وجعاً شيّبهُ الأسى ( شواش )* طيبها تنشّقتها نواعيركَ كلّما صفّقتْ جفونها هيّجتْ الحصى في هجعةِ جداولكَ تضمّخُ مدنكَ لحن ( حاسبينكْ )* مُشرَّعاً في ظلالِ الوطن حاشداً بهاءَ الوفاء ( المايْ ما بدّل أوصافه )* تحتفلانِ سلوةَ الفصوووووول . ( منلغبشة )* تفتحُ أزاهيرهُ أبوابَ أوطانها قبلَ اندلاعِ الحرب تستدرجُ هوسَ طفولتكِ الشهيّة أدمنتِ الغناءَ فـ أدخليها يتغشّاكِ السلام شاخصة ملامحكِ السخيّة تتبضّعُ عنفوانَ الحنين العنيف طليقة يسوقكِ هذا المدى الفسيح عواصمهُ الولهى تنتظرُ هطولكِ كـ الندى يروّي تجهمَ السنين تتضورُ فـ تشربُ الرحيق . أينَكَ وقدْ تبرّجت تتقطرُ شغفاً مستبشرة يتلاقفها شذى همسكَ يمشّطُ جُنيحاتها بريقُ اللهفةِ أرعشها الأنتظار ِ حتماً سـ تحملُ بلّورها في أتونِ النهاراتِ المشرقة شاهقة في سلالِ المُهجةِ ثماركَ المدهشة ترصدُ شرفات الضوء يستدرجها وهجكَ المزمن يباركُ ربيعنا أطواق الخزامى أنيسة معلّقة في أفقٍ يبلّلهُ إنهمار النسيم تسربلُها تهاليل فرح الفجر ناعسة يروّيها الدلال تترعرعُ في هطوووووول طهارةِ أحلامنا القادمة .

القصيدة المشتركة* : هي لحظة تجلّي وتماهي وانسلاخ عن الواقع المعاش واتخاذ ادوارا اخرى في عالم تسمو به الارواح بعيدا وتحلّق عاليا فيما وراء الحلم , تتوحّدُ فيها النفوس النقيّة وتلبس ثياب الطهارة والجمال الأنيقة ,تتسابق المفردات ها هنا لـ تعلن انعتاقها من اعماق الروح مكلّلة بكمّ هائل من المشاعر الصادقة والنبيلة الطافحة من القلوب المرهفة , تتعشّق مع بعضها بـ أبّهة وأناقة , السطور تنساب رقراقة كـ الينبوع تتسابق مع بعضها البعض عذبة ممتعة , الافكار تتوحّد والرؤى واضحة تُكتبُ بـ عناية شديدة في الذاكرة ومِنْ ثمَّ تُرسمُ على الاوراق زاهيّة تتوهّج مدهشة , حتما ستكون اللغة حيّة نابضة بـ الحياة تنشر المحبة والخير والجمال في هذا الافق الفسيح لـ تغطّي كلّ هذا الخراب في واقعنا القبيح . لابدّ للـ ارواح أن تتعاضد وتتآصر وتمتزج لـ تكون روحا واحدة تسبحُ في ملكوت الشعر , ولابدّ للـ قلوب ان تنبض بوقت واحد وايقاع متساوي ودقيق تنبعث منها أجمل الموسيقى وأعذبها , لابدّ للـ أنامل ان ترسم بـ وقت واحد أجمل الصور الشعرية , ولابدّ للـ عيون المسهّدة أن تأخذ قسطا من الراحة وتغلق اجفانها مسترخية تحلم بـ حلم واحد . وبعد ولادة القصيدة لابدّ ان ينتهي هذا الحلم الجميل وتعود الارواح الى اجسادها بعدما عاشت في جسد واحد على شرط بدون خسائر او اضرار .
تِتْنَوّعّلـﭻ* : كلمة عاميّة تعني ( أنظر اليك ) . 
شواش* : التشويش التخليط وقد تشوّش عليه الامر .
حاسبينكْ* : عنوان اغنية عراقية من تأليف الشاعر الغنائي ( زامل سعيد فتاح ) / تعني باننا نحسَبكَ او نتوقّعكَ .
المايْ ما بدّل أوصافه* : مقطع من اغنية ( حاسبينك ) / تعني بانك لن تتغيّر مثل الماء الذي لا يغيّر أوصافه .
منلغبشة* : الغَبَشُ بفتحتين البقية من الليل وقيل ظُلمة آخر الليل / مبكراً قبل طلوع الفجر .

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى