ادب وثقافة

صابرحجازي يحاور الشاعر اليمني ياسين محمد البكالي

مارس 07, 2022
عدد المشاهدات 223
عدد التعليقات 0
To: You

صابرحجازي يحاور الشاعر اليمني ياسين محمد البكالي
 

   في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها  بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا  
ويأتي هذا اللقاء رقم ( 200)  ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار

س1 / كيف تقدم نفسكِ للقارئ؟. 
أقدم نفسي للقارئ شاعراً يتسكع في طرقات الوجع محاولا اختلاس رؤية ما يشكل بها خميرة شعره المليء بالانكسارات الزمكانيه ولست في منهل الشوارد إلا صورة تعبيرية لاقتناص لحظة الشعر الجميلة 

س2/ إنتاجك الأدبي : نبذة عنه ؟
لدي ثمان مجموعات شعرية مطبوعه أولها (همسات البزوغ)  ثم ( أحزان موسمية على الضفه الغربية من الروح)  ثم ( مناسك غربة لم تكتمل بعد)  ثم( رمق آيل للحياه)  ثم ( أحد ما يشتكي الان منك)  ثم ( قبل ان يطفئ الماء قنديله)  ثم ( مخافة أن)  ثم( ليس في باله أن يعود)  طبعت هذه الاعمال في أندية عربية ومؤسسات نشر متعدده وشاركت في الكثير من معارض الكتاب العربية
ولديّ تحت الطبع ثلاث مجموعات شعرية ورواية
وشاركت في الكثير من الصحف والمجلات العربية ونلت الكثير من الجوائز الادبية اهمها جائزة السنوسي وجائزة رئيس الجمهورية وجائزه شاعر جامعه صنعاء وجائزة اقلام عربية والكثير من الجوائز والميداليات ونلت الكثير من الدروع والتكريم من عده جهات يمنيه وعربية
ولي ألبوم شعري صوتي وتم اختياري ضمن أهم 100شاعر عربي لعام 2020 

س3/ كيف كانت بداياتك الثقافية ؟
بدأت من مرحلة الثانوية مشاركا في الأنشطه الثقافيه ثم كان للجامعه ودراستها أثر كبير حيث شاركات في الصباحيات الثقافيه وبدأت أكتب في بعض الصحف وقد كنت منذ بداياتي الأولى قارئا نهما تنقلت في الكثير من الكتب والمؤلفات الادبية والشعرية وتخرجت من قسم الفلسفه بجامعه صنعا وعندي فكرة محورية لخلق ابداع يمزج بين روح الشعر وعمق الفلسفة برؤية ابداعيه تتجاوز قول أبي حيان التوحيدي( كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة

س4/ من هم الأدباء والكتاب الذين تاثرت بهم ؟
تأثرت بالكثير منذ امرئ القيس إلى ياسين البكالي  معرّجا على جاجامش ورواية الالياذه والاوذيسا وكان للمتنبي سطوته ولأبي تمام تجديده اللافت وحين وصلت لدرويش والبردوني كان لا بد من وقفه بنيوية لصياغة القول وفق معطى العصر الفني والتقني
وما مظفر النواب الا حارس النهرين الذين لا بد من الاطلاع على دفقهما
ولقد قرأت للكثير من ادباء العربية والعالمية كفيكتور هيجو ورامبو والخيام ودستوفيسكي وطاغور ووو

س 5 ما القصيدة التي قمتِ بكتابتها وتركت أثراً كبيراً في القراء
(( على أبوابِ شهقةٍ لَثْغَاء ))

في أيّ خدّيكِ يلقى المُسْتجيرُ فمَهْ ؟ 
 لِتخرُجَ الآنَ مِن أنفاسِهِ كلِمَةْ  

وأنتِ ، من أنتِ ؟ بُشْرى رَتَّـلَتْ دِعَتِي
 وفارقَ القلبُ لمّا ضَمّها ألَمَهْ

فَمُنذُ عينيكِ والنجوى تَهُزُّ فتىً 
 في داخِلي ، طالما أجْرَى هواكِ دَمَهْ

تطايَرتْ في مرايا لهْفتي لُغتِي
 حينَ احْتضَنْتُكِ آياتٍ مِنَ العَظَمَةْ

وأرْدَفتـْني وراءَ البوحِ عاطِفةٌ
 إليكِ كم سَافرتْ بالروحِ مُبتسِمَةْ

القلبُ تنسَحِبُ الآهاتُ مِن يدِهِ
 إذا رأتْكِ لِمصْراعيهِ مُستَلِمةْ

أعيشُ صَبًّاً على صدرِ الحنينِ بنى
 من دمعتينِ ونصفِ قصيدةٍ هَرَمَهْ 

الصمتُ والشَهقةُ اللّثغاءُ في رئتي
 كهْلٌ يُطاردُ في أعماقِه نَدَمَهْ

لا عاصِمَ اليومَ إلا الحُبُّ فاتّجِهي 
 إليهِ يا بنتَ ” كَرْبٍ”، قبّْلِيْ قَدَمَهْ

وإنّما القيمُ الانسانُ ، نعرفُه
 بها ، وننْكِرُهُ إن لم نجدْ قِيَمَهْ

طفلٌ بكى في دمي والخوفُ يُوْقِفُهُ
 بينَ اتّجاهَينِ يبْتَزّانِهِ هِمَمَهْ

ثَديُ السَكِينةِ لم ينسَ ارْتِعاشَ يَدِي
 حينَ اتّكَأتُ عليهِ بعدَ أن فَطَمَهْ

طِفلٌ كَنَايِ الشَّجَى يشدو بِمُفردِهِ
 والكلُّ يرعَى على أطرافِهِ صمَمَهْ

بينَ الصعاليك والملهاةِ كنتُ أرى
 ظِلّي وقد كَسَرَتْ مأساتُهُ قَلَمَهْ

وكسرةُ الوَصْلِ تُغْري ، قالتِ امْرأةٌ
 أظُنّها بيْ غدتْ والفَقدِ مُتّهَمَةْ

كأنما نظرتِيْ للناسِ نظرةُ مَن
 أضاعَ- بينَ وجوهٍ لا ترى- حُلُمَهْ 

مَرَّوا حُفاةً بوادي الليلِ مَن جعلوا
 مثلي يخافُ على الصحوِ الذي غَنِمَهْ

س6:- أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك  – فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل  بين الاديب والمتلقي ؟
الشبكة العنكبوتيه قدمت لنا كمثقفين وشعراء الكثير من الانتشار والمشاركه خاصة ونحن في اليمن نعيش عزلة ثقافيه فرضتها الازمات المتلاحقة التي غيبت دور المؤسسات الحكوميه تماما
وها أنا الان أجد اسمي في الكثير من المدونات والفعاليات الادبية على مواقع السوشال ميديا بل وحققت الكثير من النجاحات عبر هذه الشبكه العنكبوتيه

س7/ المشهد الثقافي الأدبي الحالي في اليمن  – كيف هو ؟
المشهد الثقافي اليمني يعاني حالة تهميش فرضتها الشروط التاريخيه الحاليه ولكن المبدعين والمواهب الشعرية والقصصية وغيرها من الفنون هناك الكثير منها في اليمن وتتميز بالفراده والتألق رغم الوجع المخيم على المكان والزمان

س 8: ما هي مشاكل الكاتب اليمني  ؟ وما هي العاراقيل التي تواجهه في التواصل مع القارئ  ؟ 
_ كثيرة هي العقبات التي تعترض طريق الكاتب اليمني وأولها التهميش الحكومي وسيطرة الرصاصة على صوت القلم وحالة الفقر الجاثمه على البلاد والتي لم تترك فرصة للكاتب ليقوم بدوره ولك تهيء له حتى العيش الكريم والجو الخلاق للابداع ولولا فسحة الامل التي يعيش عليها الكاتب اليمني لما استطاع ان يقدم نفسه على الاطلاق

س9 / كيف يمكن أن يكون الأدب قادراً على المساهمة
في صناعة رأي عام في ظل الأحداث الجارية في الوطن العربي؟
_ الأدب بأشكاله المتعددة هو بيت القصيد في التغييرات الاجتماعيه ويستطيع القلم ان يخلق بيئة مناسبه للوعي الجمعي اذا ما دعمه الدور السياسي ولعل الاخفاقات المصيرية التي تعبث بالمشهد العربي راجعه الى تحكم السياسي والعسكري بمعطيات الواقع وتغييب دور المثقف الذي يرقى بالوعي الوعي فحسب الذي ينطلق باالانسان الى أبعاد رؤيوية وفكرية واخلاقيه تتجاوز اوضاعه

س10/ يقال أن الشعر موهبة وإبداع وفرصة لتحرير
ما يعتري النفس البشرية من هموم وأحاسيس
ما هو الشعر بالنسبة لك .. ماذا يمثل ؟
– حاليا في سرداب الشعر يطارد معنىً شارد بين الكلمةِ والكلمةِ ، وأُمنية تتسكّعُ في طرقاتِ الوَجَع، وغريب يلتحفُ البسمةَ كلما داهمتْ ذِهنَهُ الخيباتُ المتوالية 
مشروعي الشعري يبدأ من شهقة مظلوم وينتهي ببسمة طفلة تناوش في المرآة وجه أبيها عبر مسافةٍ حافلةٍ بقيم الإنسان،
 إن الشعر هو القدرة الوجدانية التي تتقمصها الحروف لتُحيلها إلى عبرةٍ نحِنُّ إلى سماعها 
الشاعر هو الكائن الأسطوري القادر على سبر أغوار الدهشة رغم ألمه والمحلق في فضاءات الكلمة رغم صمته ، إنه بمعنى بسيط صيرورة الكلمة المندسة بين دقات القلب والابتسامة المتطايرة في طرقات الهوى والجوى ، والندى المستلقي على كومة أملٍ لم يبلغ السكينة بعد .

س11 / مشروعك المستقبلي – كيف تحلم به ؟
وما هو الحلم الأدبي الذى تصبو إلى تحقيقه ؟
– حلمي هو أن أعيش في وطن يخلو من الرصاصة ويتنفس حرية
وأن أرى الشارع العربي يخلو من دموع الأطفال الذاهبين لمدارسهم
وأسعى إلى تحقيق حلم القصيدة العربية المليئة بخلال قيم الحق والخير والجمال

س  12:- ما هي  الرسالة التي ترغب في كتاباتها الى مختلف الأدباء العرب – لصنع حالة من التواصل مع الشعوب العربية؟
– كونوا على صلة تامة بالكلمة وقائلها ولمّوا شتات قوافينا المنهكة من عبث الحتمي ولا تستسلموا إلا لحادي الأمل في ضمائركم الحية

س13/ ماهو رأيك وبصراحة بالشعر والأدب في الوطن العربي ؟
ماهو مستوى نتاجاته من وجهة نظرك ؟
– الشعر والادب العربي كمقومات روحيه تشكل مسار حياة الشعوب ما زال رغم انكساراته الكثيرة يتنفس في أفئدة الابداع وينضج بطريقة عصرية جميلة تلقي بظلالها على وجه وقامات شعرية كبيرة ستنال حقها وشهرتها ولو بعد حين. 

س14 كلمة تود قولها في ختام هذا الحوار؟ 
– بوّاباتُ الندى تتزاحمُ للدخول على الشاعر فيكتفي بالتلويح الذي تتلقّفهُ أيادي الضوء من كل جانب.
لا عليك أيها الشعر
ثمةُ معنىً شارد أحاول الإمساكَ به ريثما تُنهي ابتسامتكَ البعيدة عن صخبِ السياسة وفوضى المصالح
كم هو جميلٌ أن يكتشفَ الإنسانُ صديقاً كأنتَ. 
مندوحةُ الألقِ قابَ شهقتين منكَ وليس في وسع الماء إلا أن يجري حينما ينِثُّ بعطاياه للطبيعة .
الطبيعة الآن تلملمُ حدائقَها وتحاولَ كسرَ قواعد المعقولِ لتردَّ لك القليل من جميلكَ. 
استقمْ يا قلبي الآن فأمامك أجمل قول على هذا الكوكب
واشكرك الاديب المصري د.”صابر حجازي” على إستضافتي وعلى هذا اللقاء 
————
الكاتب والشاعر والقاص المصري د.صابر حجازي
http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi
– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة
– اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية 
– نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي
– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية
– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية
-عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى