حوار مع الناشط في حقوق الإنسان السفير اللبناني علي برو حول قضايا تعزيز السلام بالوطن العربي.
يونيو 27, 2018
عدد المشاهدات 2790
عدد التعليقات 0
حوار مع الناشطفي حقوق الإنسان السفير اللبناني علي برو حول قضايا تعزيز السلام بالوطن العربي.
حاورته الكاتبة الإعلامية: أ. خولة خمري.
معنا في هذا الحوار شخصية غنية عن التعريف شخصيةذاع صيتها في مجال حقوق الانسان و العمل الخيري الميداني حضرة السفير الدكتور عليبرو الحقوقي والناشط في العمل الخيري وحقوق الإنسان وسفير النوايا الحسنة بالعديدمن المنظمات الدولية من جمهورية لبنان الشقيقة علي برو.
_ أهلا ومرحبا بك بيننا دكتورعلي برو.
_ أهلا ومرحبا بك سيدتي حضرةالباحثة الإعلامية الجزائرية خولة خمري سعيد وجدا بهذا الحوار.
_ بداية دكتور علي كيف يمكن أن يقدم لنا دكتور عليبرو نفسه للقراء والمتتبعين للشأن الثّقافي والعمل الخيري والإنساني بالوطنالعربي؟.
انسانواقعي انظر بعين ثاقبة لما يدور للمجتمع الذي يحيط بي واتعايش معه وكذلك مع بقيةالشعوب والمجتمعات العربية التي اغلبها تعاني من الظلم والاضطهاد، تربوي خاض العملالاجتماعي والسياسي حيث انخرط بعدها في العمل الانساني وفي مجال حقوق الانسان والانسانيةو مدافع عن القضايا الاجتماعية وحماية الإنسان من الانتهاكات التي يتعرّض لها بأيشكلٍ يخالف القوانين الدولية.
_ دكتورعلي هل بالإمكان أن نعرف من حضرتكم أهم الشخصيات التي أسهمت في تكوين شخصيتك وكانلها دور كبير في اتخاذك لطريق العمل الانساني كمسار في حياتك؟.
والديرحمَه الله كان مؤسساً لمدرسة تربوية تُعنى بالفقراء وذوي الدخل المحدود وكانمحبّاً للعمل الإنساني، يعطي ويساعد دون مقابل حتى غدا مثالي الأعلى ومن حبّذني وشجّعنيللانخراط في العمل الإنساني .
_ دكتورعلي هناك عزوف كبير لدى شبابنا عن الانخراط في الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمعالمدني رغم الحاجة الماسة لهذه الطاقات ما الذي يمكن أن يقوله الدكتور علي برو منخلال تجربتة في هذا الميدان لتشجيع الشباب على العمل الإنساني؟.
ج: أشجّع كل شبابنا أن ينخرطوا في العمل الخيري والاجتماعيلما فيه من شعور وطنيّ واقول لهم إنّ العمل الإنساني يولّد في نفوسنا الشعوربالأمان والرقيّ ويحلّق بنا في فضاء الإنسانية لنصرة كل مظلوم او جائع أو مشرّد.
_ عفوادكتور علي برو المتتبع للوضع بالوطن العربي وخاصة بدول الربيع العربي يلاحظ انتشارالطائفية وبشكل كبير بسبب أمور كثيرة يعرفها العام والخاص برأيك كيف يمكن أن نسهمسواء على مستوى منظمات المجتمع المدني أو على مستوى الحكومات لنشر قيم التسامح؟.
ج: إن السلام هو أصل كلّ تقدّمٍ إنساني ولنشر ثقافةالسلام علينا تعزيز قيم السلام ومنها الحوار والحرية والتسامح والاحترام وذلك يؤديإلى تعزيز التنمية المستدامة . عليناالعمل على تعزيز ثقافة السلام حتى يعمّ في كافة الأرجاء ، السلام الذي يأبى سفك الدماءويرفض التدمير والسلام الذي تعزِّزه المحبة ويعزِّز المحبة، وعلى جميع المنظماتوالمجتمعات الإنسانية واجب ثابت تجاه نشر ثقافة السلام وتعزيز القيم الإنسانية ونشرالمحبة والسلام والتعايش السلمي من أجل أن نحصد الأمان والسلام وتذكير الناسبوصايا خالقهم من خلال توصيات جميع الديانات السماوية التي توصي الانسان بأخيهالانسان مها كان دينه وعرقه.
_ برأيكدكتور علي ما الأدوات الكفيلة التي تراها مناسبة وتقترحها على الحكومات أوالمنظمات الناشطة بهذا الميدان لنشر قيم المواطنة وحب الوطن بين أبناء الشعبالواحد رغم اختلاف دياناتهم وتوجهاتهم الفكرية؟.
ج: إنّ كثيرا من الأزمات الداخلية سواء كانت مرتبطةبالإصلاح السياسي أو ظهور انقسامات طائفية أو قبلية لا يمكن مواجهتها بالحل الامنيفقط، فالقبضة الأمنية لا تخلق استقراراً دائماً، بل على العكس قد تكون نتائجهاسلبية، لكن تعزيز قيم المواطنة على أسس المساواة وتكافؤ الفرص، يصبح أداة قويةلتعزيز الأمن للدول والمجتمعات. هي رسالة مهمةملقاة على عاتق دعاة السلام والمفكرين والمثقفين في البلد وتبيان الحقائق وتوضيحالصور لما تنشره وسائل الاعلام المغرضة أو بثه من قبل الفضائيات المأجورة والتيتروج لخطابات عدائية من اجل الابقاء على حالة التشتت والدمار من خلال سياسة الفوضىالخلاقة.
_ ماالدور الذي سيكون لهذه الاستراتيجيات التي تسعون لتحقيقها في حفظ هوية أوطانناالتي تعتبر هاجس الحكومات العربية من خطابات التعصب والتطرف المقيت الذي انتشر فيجسد الأمة كالداء العضال؟.
ج: إنّ الأزمات الطائفية بكل مستوياتها لا تربح أحدا،وإن جميع الأطراف هم متضررون من تداعيات هذه الأزمات…وإننا جميعا مسئولينومطالبون للعمل من أجل وأد الفتن الطائفية ومعالجة موجباتها وآثارها…وإن لا خيارأمامنا جميعا إلا أوطاننا، ونسج علاقات إيجابية بين مختلف مكونات الوطن والمجتمع…علينابناء خطاب جديد قوامه الاعتدال والوسطية واحترام المكاسب الإنسانية والحضارية، وخطابالاعتدال لا يمكن تعزيزه، وتعميق موجباته في الفضاء الاجتماعي بدون الحرية، فطريق الاعتدالالحقيقي هو في توسيع دائرة الحرية والحريات فهي الوسيلة الحضارية الكبرى لتجذيرمفهوم الاعتدال في الوسط الاجتماعي والوطني، الجميع واع بتلك المخططات التي فشلتفي بث الفتنة من خلال تزيف الحقائق، ولكننا ننصح الجميع بتوخي الحذر من فتن جديدةخارج نطاق الدين لأن مخططات الأعداء لا تتوقف عند حد من الحدود.
_ دكتورعلي برو باعتبارك سفير سلام بالعديد من المنظمات الدولية الناشطة في حقوق الانسانبرأيك ما الذي يمكن أن تقدمه هذه المنظمات الدولية للعوائل بالمناطق المنكوبةبأوطاننا العربية كريف أدلب مثلا أو الموصل بالعراق بعد القضاء على داعش؟.
ج: هذه المنظمات لديها واجب اساسي وضروري في نشر ثقافةالسلام من خلال التأكيد على حقوق الانسان وتطبيقها وتعزيز الجهود المبذولة من اجلحفظ السلام ونشر قيم التسامح والتآخي والمحبة.
_ عفوادكتور وماذا عن تلك الآثار النفسية لدى الأطفال التي خلفتها داعش بعد تشردالعائلات وفقدان الاهالي فالصور مفجعة حقيقة عن بعض القصص التي رويت لنا عبر مختلفوسائل الإعلام في هذا الاطار ما الذي يمكن أن نقوم به ولن أقول لمحو تلك الآثار بللتخفيفها على الأقل؟.
التوحيد بين جميع مكونات الشعب فبعد مرورهم بأزماتكثيرة فقد وعوا من خلالها أن الاعداء زرعوا الفتن من أجل التفرقة بين أبناء شعبنابزرع بذور الطائفية لذلك لا مناص لنا إلا أن نكون لحمة واحدة فباجتماعنا نقوىوبتفرّقنا نضعف ونضمحل تدريجيا وهو ما يريد أن يحققه العدو.
_ دكتورعلي باعتبارك اشرفت على العديد من البرامج المندرجة في اطار حقوق الانسان والسلامالعالمي كيف تقرأ المسار المستقبلي والوضع الحالي لحقوق الإنسان بالوطن العربيعامة و لبنان خاصة باعتبارك مواطن لبناني؟.
ج: منذ زمن طويلأصبحت أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني بمثابة معاييروأعراف راسخة تتيح للمرء أن يميِّز بين الحق والباطلوتوفر مبادئ حقوق الإنسان إطاراً يمكننا من خلالهتفسير الأسباب التي تدفع إلى وصف ما نشهده بأنه باطل، كما تمنحنا هذه المبادئأساساً قانونياً لمحاسبة الحكومات وللمطالبة بالتغييرنامل في المستقبل أنو يكون لحقوق الإنسان أهمية أكبروتطبيقاً شاملا لكافة الحقوق ضمن المساواة والعدالة.
_دكتور علي علمنا بأنك خبير بالميدانالإعلامي وقدمت العديد من البرامج التدريبية في هذا الاطار برأيك دكتور علي كيفيمكن أن يسهم الاعلام العربي في توحيد الصفوف وزرع القيم الحب والخير والسلام بينأبناء الوطن الواحد وأمتنا العربية والإسلامية عامة؟
ج: الاعلام سلاح ذو حدين يصنع السلام وقد يصنع الحربوالدمار الفارق فقط في آلية الاستخدام للإعلام ان تم استخدامه لنشر التسامحوالتعايش والمساواة بين جميع افراد ومكونات المجتمع فيكون الاعلام هو جسر التواصللصناعه السلام وان تم استخدامه لنشر الكراهية والتمييز والاقصاء للآخر فيكونالاعلام هو سلاح لإشعال الحرب والدمار. قد يكون الاعلامعقبه كبيرة تمنع تحقيق السلام وقد تكون اداه مساعدة لتحقيق السلام كيفية الاستخدامهو الذي يحقق الهدف المنشود.
_ دكتور علي في نهاية حوارنا الشيق هذا نطرح عليكمسؤالا أخيرا وهو ماهي نشاطاتكم المستقبلية القريبة لدعم النهوض بقيم حقوق الإنسانبالوطن العربي؟.
ج: طبعا نحن دائما في تواصل لعملنا الاجتماعي من خلالتقديم الخدمات الإنسانية وعقد المؤتمرات التي تعزّز العمل الخيري وتساهم في كسبالثقة وذلك ليتسنى لرجال الأعمال الذين يؤيدون ويقومون بالأعمال الانسانية أنيضاعفوا جهودهم في تعزيز العمل الإنساني وتطويره.