بن بريك : الانتقالي والجامع سيتصديان لمؤامرة تقسيم حضرموت إلى محافظتين
نوفمبر 02, 2017
عدد المشاهدات 5346
عدد التعليقات 1
حاورته / صفاء عمر باعكابة
اجرت الصحفية صفاء عمر باعكابة حواراً مع اللواء الركن أحمد بن بريك عضو في الجلس الانتقالي الجنوبي ومحافظ حضرموت السابق، حيث خرجت بالحوار التالي :
أولاً أنا سعيد جداً بلقائي معكم، وثانياً في ما يخص إقالتي أنا شخصياً كنت متوقع مسألة الإقالة لأنني كنت عظم في الحنجرة أمام الفاسدين وأمام أعداء حضرموت وأمام أعداء الجنوب بشكل عام، ولذا فالإقالة لم تفاجئني، حيث أشعر بأني واحد من أبناء حضرموت وما قدمته فلأجل حضرموت وأبنائها ولم يكن ما قدمت لهم يوماً نابع من مصلحة شخصية، وأيضاً لم تفاجئني إقالتي من منصب محافظ محافظة حضرموت لعدة اعتبارات فعندما تعلن القرارات ضدي فمعنى ذلك أن التوجه نحو الانتصار على الإرهاب والانتصار على فئات معينة ذات مصلحة من حضرموت وتريد للمحافظة الشر وتريد أن تنهب وتغتصب ثرواتها، وبالتالي فإن هذه القوى وفي أي لحظة من اللحظات كان لها أن تصطف وتوقف جنباً إلى جنب بالدفع لإقالتي بأسرع وقت ممكن.
وأضاف: بامقاء أصبح عنصر فاسد بحد ذاته، وكنا قد جئنا به على خلفية ظروف تشكيل لجنة بقيادة إدارة شركة النفط السابقة والتي بدورها ارتكبت بحق حضرموت وأبنائها فساداً وعلى حساب خطوات كنا نعدها لأجل الخدمات في الساحل والوادي، وتحرك هو بصفة تخصصه وكلفناه على رأس اللجنة بمباشرة التحقيق في ملف “أخطاء” تحمل توقيعه وذلك لإدانة القيادة السابقة ولكنه – أي بامقاء – كان قد أتى حاملاً معه أجندات خفية تخدم مصلحته الشخصية وأخرى تخدم جهات ذات منصب في الحكومة فاستدركت خبثه وكان الوقت ضيق حيث كلفناه بالوكالة لتحمل شركة النفط حتى نجد الشخص المناسب لإدارتها ووقع الترشيح على أحد موظفي الشركة وكادرها وابنها الذي يعرف هموم الشركة وأروقتها ومشاكل المحافظة ولكن بامقاء ظل يمارس مهامه كمدير للشركة إلى الوقت الذي عيَنا فيه الدكتور خالد العكبري مديراً لشركة النفط بعدما أنهى رسالة الدكتوراة ليتحمل مسؤوليتها والذي رافقنا وعانى ما عانيناه منذ المراحل الأولى لتطبيع الحياة الخدماتية على مستوى الساحل وحينها كانت شركة النفط تعاني التقشف لدرجة الصفر في رصيدها المالي باستثناء وجود مبلغ مالي يحدد راتب شهر إلى شهرين للموظفين.
كما استطرد حديثه قائلاً: ولكن تغلبنا على هذا الإخفاق في فترة وجيزة من خلال إيجاد علاقات مع التجار لفتح الاستيراد ليصبح ميناء المكلا وشركة النفط الموردتان للمشتقات النفطية على مستوى عموم محافظات الجمهورية اليمنية، وللأسف لم يكن بامقاء جديراً بالثقة بل تمادى أكثر من ذلك وكرس نفسه للفساد داخل حضرموت وخارجها، وحددنا موقفنا من المجلس الانتقالي الجنوبي في فترة سبقت الإقالة ليكون مبرراً لها بحجة الانضمام إلى المجلس الانتقالي والذي اعتبره شخصياً لسان حال الجنوب وأبناء الجنوب في كافة محافظاته لتحقيق مصيره الذي حلم به منذ العام 1994م وحتى الآن ونحن بطبيعة الحال في صف الشعب، وإذ كنا وأثناء قيادة السلطة المحلية ننظر نحو الأفق وأدركنا يقينا في حال انضمامنا للمجلس الانتقالي فعلياً أن مناصبنا ستكون مستهدفة، ونحن لسنا آسفين لأننا ذهبنا مع الشعب وإرادته.
وقال: الحليم تكفيه الإشارة، وفي هذا الجانب أقصد بهم أولئك الذين يعملون ضدنا وراء الكواليس في حضرموت وضد مصالح حضرموت بل ويقفون ضد قرارات مؤتمر حضرموت الجامع وضد القبيلة المعروف عنها بين الأوساط هؤلاء الذين يبيعون ويشترون في كل حضرموت أسميتهم “أصحاب الدكاكين الصغيرة أو المشاريع الصغيرة”، هؤلاء هم أنفسهم الذين يخلقون العداء والصدام مع المجلس الانتقالي الجنوبي كي لا تقوم له قائمة، ولهم أود القول إننا جميعاً سنفنى من هذه الحياة وعلى هذه الفئة ترك أثر حسن بين أوساط أبنائهم وأحفادهم وشعبهم وألا يتركوا لهم مجالاً كي ينعتوهم مستقبلا بـ”الخونة أو الفاسدين أو البائعين لأوطانهم”، وعلى الرغم من ذلك سنفتح ذراعينا لهم إن أرادوا العودة وعليهم أن يعوا أن “ما فات فات” وإلا لن يكون لهم دوراً يذكر في المرحلة القادمة.
وأضاف: أن اللواء فرج سالمين البحسني أخونا ونعرف أصله وفصله وانتماءه وولاءه لحضرموت، ولا نريد أن نحرجه كوننا نعرف دوره التاريخي والمفصلي ولكنه وقع في “المطب” الذي نصبته له الحكومة بغرض إفشاله ومهما قدم خدمة لحكومة الفساد فـلن يجديه نفعاً ولن ينتشله إلا المجلس الانتقالي الذي سيكون سنداً له لأنه جزء منهم وهم جزء منه، وهذه الحكومة المدعاة للفساد سبق وأن تركت الجنوب كله بما في ذلك حضرموت وهربت إلى الخارج وأؤكد بأنه لن يقف مع “البحسني” غيرنا نحن هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.
وتابع بالقول: من خططهم كان يراد بنا إقالتنا نحن الاثنان معاً ولكن تقبلوا بقاء اللواء فرج سالمين البحسني بشكل أو بآخر، ولكن سيبقى أمر استهدافه قائماً في المرحلة القادمة تحريضاً من أصحاب “الدكاكين الصغيرة”، لأنه يقف ضد مصالحهم وضد أسلوبهم في النهب وضد نظريتهم ورؤيتهم الهدامة في عملية وشراء ثروات حضرموت، وأعتقد أنه من الواضح من بيانات المجلس الانتقالي وتصريحاته، أن حلف حضرموت انتقل إلى مؤتمر حضرموت الجامع الذي قلص دور الحلف وموضوع الإصرار على بقاء الحلف تعني تدمير المؤتمر الجامع ونحن نرفض ذلك ونقول بصريح العبارة “لا” لبقائه ونعم للجامع الذي خرج بقرارات تاريخية والمجلس الانتقالي سيتبناها بالتنفيذ قولاً وفعلاً.
وأضاف: عندما رأينا خمول هيبة حضرموت بعد النجاح الساحق الذي حظي به مؤتمر حضرموت الجامع وأعطى للمحافظة سمعة جيدة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وأصبح لها شأن بعد اجتماع كلمتهم والخروج المشرف بتلك القرارات التاريخية إلا أنه أريد لها أن تموت سريرياً فجاء المجلس الانتقالي الجنوبي بمعية القيادات النزيهة التي تحب الخير لحضرموت ليأخذه نحو الريادة.
وتعهد بعدم السماح بانقسام وادي حضرموت عن ساحلها ولو قدمنا في سبيل الحفاظ على وحدته الآلاف من الشهداء، وعدم تقسيم حضرموت إلى محافظتين كما يدعون وأحمد بن بريك (حي) بل ستظل وحدة إدارية اقتصادياً وجغرافياً، وأن مؤتمر حضرموت الجامع والمجلس الانتقالي الجنوبي سيتصديان للمروجين لمثل هذه الأكاذيب الباطلة وأؤكد أنهم لن يجدوا لمآربهم منفذاً، وقال: عندما كنت على رأس السلطة كان وادي حضرموت تحت السيطرة برغم كل ما يحدث وكانت لدينا رؤية وخطة لانتشال الوضع الأمني والتنموي والخدمي وتحقيق الاستقرار من خلال تفعيل مستوى الأداء الأمني من قبل أبناء مديريات الوادي والصحراء ليكونوا نواة لنخبة حضرموت في مديريات الوادي والصحراء للقضاء على الإرهاب وكافة الظواهر التي تؤرق أهلنا هناك وبدأنا فعلاً في تنفيذ خطوات تلك الخطة، وأما الآن وقد أصبحت القرارات بيد “أصحاب الدكاكين الصغيرة”، الذين كنا نتصدى لهم ولمشاريعهم ونحن رأس السلطة، فعمدوا وتعمدوا زعزعة أمن واستقرار وادي حضرموت ومستمرون في ذلك هؤلاء ولو كان الأمر بيدهم لأصبحوا جزء من قبائل مأرب، ولعلمهم أن السواد الأعظم من أبناء حضرموت سيقولون كلمتهم في الوقت المناسب حتى لو يؤدي ذلك إلى الدفع بعشرة ألف شهيد.
وأضاف اللواء بن بريك: نعم مستعدون لخوض حرب إن أرادوا ولكننا نحذرهم من الصفقات المشبوهة والتجارة غير الرابحة فإن سلمت الجرة في أزمنة سابقة فلن تسلم هذه المرة، وعند اكتمال أهداف المجلس الانتقالي الجنوبي ويحقق رؤيته فعلياً وإقامة دولته على أرض الواقع حينها سيتحدد ملامح محافظة حضرموت حسب رغبة أبنائها وستنال إقليماً مستقلاً يحكم نفسه بنفسه نظراً لتركيبتها الجغرافية المتماسكة ولثرواتها ناهيك عن أن حضرموت سيكون لها دوراً بارزاً في المستقبل القريب وذلك في إطار الدستور الذي سيصاغ في المرحلة القادمة.
وثمن دور قوات التحالف العربي في الدعم اللا محدود الذي قُدم قبل وأثناء وبعد تحرير ساحل حضرموت والمحافظات الأخرى، وكان للتحالف أثراً ايجابياً لدى أبناء الجنوب من خلال تضحياتهم إلى جانب دعمهم الكبير سالت دماؤهم كما سالت دماؤنا وتعمق أواصر الأخوة، ونقول في هذا الشأن أننا سنظل أوفياء لرد الجميل لدول التحالف وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ونود أن نطمئنهم بأننا سنكون العمق الاستراتيجي لهم وشركاء في مكافحة الإرهاب مع بقية الدول لاجتثاث الإرهاب الداخلي والإرهاب الدولي من داخل جنوبنا الحبيب.
وطالب أبناء حضرموت قاطبة من خلال نسيجه الاجتماعي للمجتمع أن يوحدون كلمتهم ويكونون خلف المجلس الانتقالي الجنوبي الذي سيحمل همومهم ويحقق طموحاتهم في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية بحيث تكون حضرموت خاصة والجنوب عامة يضاهون إخوانهم في دول الخليج والذي يعتبر جزءً لا يتجزأ من خارطة الجزيرة العربية، فهذه المرحلة مرحلة مفصلية بمعنى أن “نكون أو لا نكون”، وقال: عادة فان إرادة الشعوب هي التي تتغلب على مشاريع الأفراد والجماعات ذات الأفق الضيقة.