‘اللوفر أبوظبي’ نقطة التقاء ثقافي بين حضارتين
نوفمبر 09, 2017
عدد المشاهدات 2232
عدد التعليقات 0
أبوظبي – شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي، الأربعاء، افتتاح متحف “اللوفر أبوظبي” حاملا راية الصرح التاريخي الشهير للمرة الأولى خارج بلده الأم فرنسا، بعد عشر سنوات من انطلاق المشروع.
وافتتح نائب رئيس الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المتحف، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته، في حفل شهده مجموعة من كبار زعماء العالم: العاهل المغربي الملك محمد السادس وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الأفغاني محمد أشرف غني، وملوك ورؤساء وقادة دول ووزراء ومسؤولون آخرون.
وسيفتح هذا الفضاء الأول من نوعه عربيا أبوابه أمام الجمهور والزوار ابتداء من السبت القادم وتستمر المراسم حتى 14 نوفمبر الحالي، لتقدّم أبوظبي نفسها مدينة للسياحة الثقافية، إذ تعرض المئات من الأعمال الفنية التي تأمل أن تجذب الزائرين من شتّى أنحاء العالم، بالإضافة إلى أن المتحف سيقدّم أسبوعا حافلا بالفعاليات وسلسلة رائعة من العروض الفنية خلال الافتتاح.
الشيخ هزاع بن زايد يرحب بالعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة
وقال سيف سعيد غباش مدير دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي إن الثقافة هي العنصر الذي “سيميّزنا عن الآخرين”، مضيفا أنّ المتحف سيجذب نوعية مختلفة من السياح.
وأفاد محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، أنه يتوقع أن يستقبل المتحف في الأيام الأولى بعيد افتتاحه للجمهور السبت المقبل نحو خمسة ألاف زائر.
وجاءت هذه التوقعات بناء على نفاد جميع تذاكر يوم الافتتاح وعددها 5 آلاف تذكرة.
وقال المبارك “نتوقّع قدوم زوّار من كل أنحاء العالم لكونه متحفا عالميا”، مضيفا “الزائر من الصين سيجد بعضا من تاريخ بلده هنا، والأمر نفسه ينسحب أيضا على الزائر من الهند مثلا”. وأكد أن متحف اللوفر أبوظبي أكبر من مجرد متحف، فهو مركز للسلام والتسامح وقبول الآخر والتعلّم.
وقال جان لوك مارتينيز رئيس متحف اللوفر في باريس الذي يقوم بزيارة إلى أبوظبي بالمناسبة إن المتحف مصمّم “من أجل الانفتاح على الآخرين، وتفهم التنوع، في عالم متعدد الأقطاب”. وأضاف أن متحف اللوفر في أبوظبي “متحف عالمي هو الأول من نوعه في العالم العربي”.
ورغم أن الغالبية العظمى من الأعمال ستتركّز حول التاريخ والديانة، إلا أن نحو خمسة بالمئة منها ستكون مخصصة للفن الحديث. ويضمّ المتحف، المحاط بالماء من ثلاث جهات، 600 قطعة تتراوح بين المقتنيات الأثرية العريقة والأعمال الفنية المعاصرة إضافة إلى 300 قطعة من الأعمال المستعارة من المتاحف الفرنسية موزّعة على 23 قاعة عرض دائمة.
العاهل المغربي الملك محمد السادس يتأمل لوحة “أم وستلر” للفنان جيمس ابوت مكنيل وستلر
ويعتبر المتحف ثمرة اتفاق وُقّع في 2007 بين أبوظبي وباريس.
ويمتد الاتفاق إلى ثلاثين عاما وتوفّر في إطاره فرنسا خبرتها وتعير أعمالا فنية وتنظم معارض مؤقتة في مقابل نحو مليار دولار نصفها لاسم اللوفر وحده.
وتشرف وكالة متاحف فرنسا على التزامات باريس لا سيما تقييم الخبراء والإعارات من المتاحف الفرنسية.
وتبلغ مدة العقد 30 عاما وتشمل العلامة التجارية “لو لوفر” وتنظيم معارض مؤقتة بكلفة إجمالية هي مليار يورو لا تشمل الكلفة الفعلية لتشييد المتحف في أبوظبي.
وسيقوم 13 متحفا فرنسيا على مدى السنوات العشر المقبلة بإعارة قطع تاريخية وفنية إلى المتحف في دولة الإمارات ولمدة سنتين كحدّ أقصى لكل قطعة.
ويرى رئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لانغ، الذي كان وزيرا للثقافة في فرنسا، حين تمت إضافة الهرم الزجاجي كمعلم أساسي عند مدخل اللوفر، أن المتحف في أبوظبي “أكثر عالمية بكثير من اللوفر في باريس”.
وواكبت الصحف الفرنسية باهتمام شديد افتتاح المتحف، حيث استعرضت مجموعة منها مميّزات اللوفر العربي.