الإعلام والسياسة في مواجهة تلفزيونية
أبريل 04, 2017
عدد المشاهدات 1004
عدد التعليقات 0
ماجدة موريس
هل أصبح الإعلام أهم أسلحة الصراع السياسي على السلطة؟ وهل يصبح استخدامه جزءاً في يد من يحكم لمنع غيره من التحقق سياسياً وجماهيرياً؟ هذان السؤالان شكلا محور مواجهة عنيفة بين خصمين سياسيين من الجزائر التي تستعد لخوض معركة الانتخابات التشريعية قريباً، علماً أن وزارة الاتصال الجزائرية وضعت ميثاقاً خاصاً من أجل تغطية إعلامية «أخلاقية ومنصفة» للانتخابات. وتضمن قراراً يمنع الأحزاب التي قررت مقاطعة الانتخابات من الظهور الإعلامي، ما أثار غضب هذه الأحزاب ودخولها في سجال مع الأخرى، التي تخوض الانتخابات.
وعلى شاشة القناة الفرنسية الدولية «فرنسا 24» جاءت المواجهة عبر برنامج «وجهاً لوجه» (من تقديم دينا نوّار) بين قيادية من الأحزاب المقاطعة (الأمينة الوطنية المكلفة بالإعلام الخارجي في حزب «طلائع الحريات» صبرية دهيليس) أعلنت أن هذا الحجب لحزبها سيزيد الأمور صعوبة في مرحلة سمّتها «مرحلة الدم والدموع»، لأن المقاطعة سلوك سياسي مثل المشاركة وليست ترويجاً لاتجاه بعينه، غير أن غريمها على الجانب الآخر، والذي يدير تحرير إحدى الصحف (مدير صحيفة «الرائد» سليمان شنتين) رد بأنه ليس من المعقول أن تترك مساحات الهواء على الشاشات الفضائية والأرضية أثناء الحملة لأحزاب تدعو للمقاطعة كما تدعو إليها أيضاً جماعات إرهابية، وأنه لا بد من تثمين ثقافة التعبير والسعي لتنميتها وعدم ترك الساحة لمن يوقفها ويسعى الى نشر اليأس بين الناس، وعلينا الحرص على التعبير السلمي ساعة الانتخابات وهو عكس ما تدعو إليه بعض البرامج في فضائياتنا.
الصـــراع اشتـــد على الهواء، وبدا أنه لا يخص الانتخابات الجزائرية وحدها، وإنما يذكرنا بالانتخابات في بلاد عربية أخرى، فالقضية واردة في ــكل بلد حين يقاطع فصيل سياسي الانتخابات. فهل من المفترض أن يتم محــــو صــوته من وسائل الإعلام، بخاصــــة المرئية؟ هذا هو السؤال الذي كان الأكثر إلحاحاً في هذه المناظرة، بخاصة مع قول الطرف الأول فيها أنه يحترم كل الآراء ويحترم من يقـــومون بحملات انتخابية لتوعية الجماهير ولا يروجون للمقاطعة. لكن قرار عـــدم المشاركة جاء بناء على قناعة تامة، وكان ضرورياً أن يعرف الجميع، أبناء الأحزاب نفسها، أو غيرهم من المختلفين، لماذا المقاطعة؟ ولماذا يساهم هذا في نشر حــالة اليأس لدى الناس؟ وهل من الممكن أن تتمتع الهيئة التي أنشئت لمراقبة الانتخابات بحيادية كاملة وهي المعينة من رئيس الدولة الرئيس الشرفي لحزب سياسي يشارك في هذه الانتخابات؟ وكيف تضمن الأحزاب الأخرى نزاهة الانتخابات؟ وأخيراً، جاء نداء ممثلة الأحزاب المقاطعة والتي فرضت عليها مقاطعة إعلامية إخبارية بأنه من حق المواطن ألا يُفرض عليه رأي واحد… فهذا ما نص عليه القانون والدستور.
إنها مواجهة في زمن قليل، لكنها قالت الكثير، وللأسف فإن خروجها على قناة دولية غير عربية، وإن كانت ناطقة بالعربية يؤكد الكثير من «الحساسيات السياسية التي تملأ جنبات فضائياتنا العربية».