علوم وتكنلوجيا

فيسبوك يشعل التكهنات بشأن خططه لتكنولوجيا بلوكتشين

مايو 22, 2018
عدد المشاهدات 1019
عدد التعليقات 1
لندن –متابعات يبدو أن مارك زوكربيرغ مؤسس موقع فيسبوك أوجد وسيلة لمواجهة تذمر المستخدمين من تنامي قبضة السلطة المركزية المهيمنة على بياناتهم وأسلوب حياتهم. وذلك من خلال استكشاف “اتجاهات مضادة” تعيد زمام المبادرة إليهم مثل تقنية بلوكتشين والعملات المشفرة الخارجة عن أي سلطة مركزية.

ولم يجد المراقبون أي وسيلة لمعرفة خطط فيسبوك سوى التفتيش في سيرة شخصية ديفيد ماركوس، الذي اختاره زوكربيرغ على رأس فريق يعمل على تجريب تقنية بلوكتشين، التي تثير اهتمام الجميع من الشركات الناشئة إلى المصارف الكبرى.

وتعد هذه التقنية المحور المستقبلي لتسجيل التعاملات وتحويل العملات المشفرة والأصول الرقمية، دون المرور بأي سلطة مركزية ومن ضمنها خوادم موقع فيسبوك نفسها.

وتشير السيرة الشخصية لماركوس (45 عاما) إلى أنه كان رئيس شركة المدفوعات على الإنترنت “باي بال” وعمل أيضا في مجلس إدارة كوينبيس، وهي بورصة أميركية للعملات المشفرة.

ويكفي ذلك للإشارة إلى طموحات فيسبوك، التي يقول تحليل في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن الموقع يستطيع استخدام تكنولوجيا بلوكتشين في نظام مدفوعات على موقعه العملاق للتواصل الاجتماعي من خلال إنشاء عملته المشفرة الخاصة.

كما يستطيع فيسبوك استخدام تلك التكنولوجيا في تحسين الخصوصية، من خلال إعطاء المستخدمين طريقا جديدا لامتلاك بياناتهم الشخصية والسيطرة عليها. ويمكن لهذه التكنولوجيا أن تكون مفيدة في مكافحة الحسابات المزيفة وتقديم المزيد من الخدمات، من خلال إثبات هويات المستخدمين.

لكن تحليل فايننشال تايمز الذي كتبته هانا كوتشلر وكلوي كورنيش يحذر من أن استخدام بلوكتشين على موقع فيسبوك، يمكن أن يشكل تهديدا حين تقوم جهات بمكافأة المستخدمين بإعطائهم عملات مشفرة مقابل نشر تعليقات على صفحاتهم.

ولا يبدو أن استكشاف بلوكتشين من قبل فيسبوك مجرد إشباع لفضول زوكربيرغ ومحاولة تعزيز قدرات المستخدمين. فالموقع يركز منذ فترة طويلة على التهديدات التنافسية المحتملة.

ولجأ عملاق التواصل الاجتماعي في سبيل ذلك لشراء منافسين مثل تطبيقي إنستاغرام وواتسأب. لكن بلوكتشين لا يمكن شراؤها بل يمكن استثمارها لتعزيز قدرات فيسبوك على التفوق على المنافسين الذين سيستخدمون هذه التكنولوجيا.

ويرى سبنسر بوغارت الشريك في “بلوكتشين كابيتال” التي تستثمر في شركات البلوكتشين والعملات المشفرة، أن زوكربيرغ يريد ضمان استمرار قدرة فيسبوك على المنافسة في ظل التغيرات السريعة في الفضاء الإلكتروني.

ويتضح ذلك في تحركات المنافسين. فقد جمع تطبيق تلغرام، الذي لديه 170 مليون مستخدم، 1.7 مليار دولار من خلال بيع عملته المشفرة وهو يعتزم إنشاء بلوكتشين خاص به.

ويقول بوغارت إن تلك العملية “من الواضح أنها أثارت انتباه شركة فيسبوك ودفعتها للاستثمار بشكل أكثر كثافة في تكنولوجيا بلوكتشين”.

وهناك تطبيقات أخرى تستكشف بلوكتشين بينها تطبيق “كيك” للمراسلة، الذي أطلق عملته الرقمية وتطبيق “ستيميت” وهو منصة إعلام اجتماعية، تدفع للمستخدمين من خلال عملة مشفرة تدعى “ستيم” لإنتاج المحتوى.

ومن غير الواضح أن مشاريع بلوكتشين أو العملة المشفرة ستحقق نجاحات لمنافسي فيسبوك. لكن شيلا وارين، رئيسة قسم بلوكتشين لدى “المنتدى الاقتصادي العالمي” ترى أن إنشاء مختبر لبحث آفاق هذه التكنولوجيا “قرار ذكي فعلا” من قبل فيسبوك.

وقالت إن الشركة تستطيع أن تنظر في إنشاء عملة تسمح بوجود “مدفوعات صغيرة” على الموقع، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انتشار التطبيقات المرتبطة بالموقع.

ويمكن لبعض مستخدمي فيسبوك الذين يشعرون أن الموقع يستفيد ماليا بصورة غير عادلة من منشوراتهم، أن يرحبوا بوجود طريقة لفرض رسوم على متابعيهم.

وقالت وارين إن هناك إمكانية نمو شبكة اجتماعية منافسة تمنح المستخدمين قدرة على التحكم في بياناتهم، وسيمثل ذلك تهديدا لفيسبوك لأن بلوكتشين يمكنها تعزيز الثقة بين التطبيقات والمستخدمين.

ويمكن استخدام بلوكتشين لإنشاء عقود ذكية بشأن الجهات التي تستطيع تلقي معلومات شخصية عبر منصة فيسبوك. ويستطيع الموقع أيضا التركيز على الطريقة التي تثبت فيها هويتك على الإنترنت، وهي وظيفة تفيد مواقع التواصل الاجتماعي في متابعة من ينشرون خطابات الكراهية والترويج للإرهاب.

ويشير المنتقدون إلى أن موقع فيسبوك حتى الآن هو نقيض الشبكة اللامركزية التي تنطوي عليها تكنولوجيا بلوكتشين، فلديها 25 ألف موظف معظمهم في كاليفورنيا، يعملون على إنشاء مجموعة من السياسات، ومصرف واحد لبيانات أكثر من 2.2 مليار مستخدم نشط شهريا في مختلف أنحاء العالم.

ويرى إيال هيرتزوغ الشريك المؤسس لشركة بانكو نتوورك، إن “قوة فيسبوك مرتبطة بقاعدة بياناته المركزية التي تشتمل على محتوى واتصالات المستخدمين. وأن استخدام بلوكتشين يمكن أن تجعل الموقع يفقد قبضته على المستخدمين”.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى