علوم وتكنلوجيا

التحضيرات لإطلاق قناة ‘العرب’ من الدوحة تنتهي بإغلاقها

فبراير 07, 2017
عدد المشاهدات 1163
عدد التعليقات 0
الرياض -متابعات

قررت إدارة قناة “العرب” المملوكة للأمير السعودي الوليد بن طلال، إغلاقها نهائيا وتسريح العاملين فيها، بعد عامين على انطلاقها لفترة ساعات قليلة من العاصمة البحرينية المنامة، وفق ما ذكرت تقارير إعلامية سعودية.

ولم يكشف العاملون الذين تلقوا بلاغا من إدارة القناة حول بدء الإجراءات لتسوية أوضاعهم ودفع مخصصاتهم المالية، عن أسباب هذا القرار، إلا أنه يجري الحديث عن فشل الترتيبات التي كانت مزمعة لإعادة انطلاقها من العاصمة القطرية الدوحة، وفق ما ذكرت صحيفة “سبق” الإلكترونية السعودية.

وكان مدير القناة جمال خاشقجي، قد صرح في نوفمبر الماضي أن “التحضيرات لا تزال مستمرة في الدوحة لانطلاق القناة”، ونفى الأخبار عن توقف القناة في حينه، أو عدول إدارتها عن قرار إطلاقها من العاصمة القطرية.

وقالت مصادر مقربة من الجانبين إن الإجراءات الخاصة بعمل القناة من الدوحة تمضي قدما، وأن استكمال الإجراءات القانونية والإدارية تسير بصورة سلسة، وهناك بحث جدي عن مقرّ لبدء البث منه، والذي توقعت بعض المصادر أن يكون بنهاية العام 2016، إذا ما توصل الجانبان إلى اتفاق حيال الأمور الخاصة بالانتقال إلى العاصمة الدوحة.

وجاء إعلان انطلاق القناة من الدوحة مفاجئا ومستغربا، إذ كان يجري الحديث عن اختيار مقر جديد للقناة، يتأرجح بين تركيا وقبرص والسعودية.

ولفتت التقارير الإعلامية إلى أن نبأ إغلاق القناة جاء، بعد أشهر من اختفاء مديرها خاشقجي الذي توقف عن الظهور الإعلامي أو التغريد على حسابه في موقع تويتر منذ شهر.

وشهدت القناة انطلاقة متعثرة بعد أن بدأت البث في المنامة في فبراير 2015، وانقطع البث بعد ثلاث ساعات، وكانت استضافة أحد وجوه المعارضة في مملكة البحرين كأول ضيف، أحد أسباب إيقاف بثها من هناك، وأعلنت القناة في الحين عبر حسابها في تويتر عن “توقف البث لأسباب فنية وإدارية”.

وقالت السلطات البحرينية آنذاك أن قرار الإيقاف، اتخذ بسبب “عدم حصولها على التراخيص اللازمة قبل ممارسة عملها”.

وذكر بيان لهيئة شؤون الإعلام آنذاك، أسبابا أخرى “تتعلق بعدم التزام القائمين على المحطة بالأعراف السائدة في الدول الخليجية.. ومن بينها حيادية المواقف الإعلامية وعدم المساس بكل ما يؤثر سلبا على روح الوحدة الخليجية وتوجهاتها”.

جمال خاشقجي نفى الأخبار عن توقف القناة أو عدول إدارتها عن قرار إطلاقها في آخر تصريحات له في نوفمبر الماضي
وأسدل الستار على قضية إعادة فتح القناة في البحرين، بعد أن قطعت السلطات البحرينية، في 9 فبراير 2015، رسميا، كل الآمال بإعادة بثها.

وذكر مصدر مقرب من القناة إن فكرة “إعادة بثها من البحرين باتت شبه مستحيلة”، وبيّن وقتها أن “الأولوية لدى إدارة القناة هي تسوية أمور الموظفين، خاصة مع احتمال إلغاء البحرين لإقامات العاملين فيها”.

وأعلنت إدارة القناة بعدها أن عودتها للبث ستكون، على الأرجح، من عاصمة أوروبية، وكانت العاصمة البريطانية هي الأكثر ترجيحا، قبل أن تنتقل التكهنات إلى قبرص بسبب مناخ الحريات الإعلامية الذي تتمتع به هذه الجزيرة المتوسطية وبسبب قربها من العالم العربي، في حين رجحت تسريبات من بعض صحافيي قناة “العرب” ، عن رغبة مالك القناة الأمير الوليد بن طلال، في أن تكون بيروت مقرا رئيسا لقناته، حيث العاصمة اللبنانية مقر العديد من شركاته العاملة في قطاع الميديا والإنتاج الفني قبل أن تستقر بوصلته أخيرا على الدوحة.

وكانت الأنظار تتجه إلى القناة وما ستقدمه من محتوى إعلامي بعد البداية المثيرة للجدل، والتصريحات الصحافية التي أدلى بها خاشقجي لموقع بوابة الشرق ووضع رابط لها في حسابه على تويتر، وأوضح فيها أن “مبادئ القناة ستبقى كما هي ولن تتغير، والأفكار والصيغة البرامجية التي انطلقنا بها سابقا أيضا لن تتغير، ونفس المذيعين والمقدمين ورؤساء التحرير ونفس رئيس مجلس الإدارة ونفس المالك الأمير الوليد بن طلال”.

فكان من المنتظر أن توضع هذه المبادئ تحت الاختبار في نهاية العام الماضي 2016، عند استئناف القناة لبثها، قبل أن يتم إصدار قرار الإغلاق النهائي، ولا سيما أنه قبل الافتتاح الذي لم يدم في البحرين، استبعد خاشقجي وجود قائمة سوداء لاستضافة أي شخصيات سياسية أو مثيرة للجدل.

وصرح الأمير الوليد بن طلال لمحطة “سي.إن.إن” الإخبارية الأميركية في 2012، بعد عام من اندلاع الربيع العربي، بأن قناة “العرب” محاولة لملء “فراغ خاص بمحطة تلفزيونية أكثر براغماتية ومنطقية تتبنى وجهة النظر الوسطية”.

وكانت القناة قد أسست طواقم عمل بما يقارب الـ300 موظف بدوام كامل، ولديها مراسلون في أكثر من 30 دولة، ويعتبر مكتب الرياض أكبر مكاتبها، إذ يضم نحو 20 موظفا. وامتدّت سنوات العمل على انطلاق قناة “العرب” من المنامة ما يقارب خمسة أعوام.

وضمّت القناة عند انطلاقتها الأولى، نخبة من الوجوه الإعلامية العربية، إلى جانب مجموعة من الوجوه الشابة. ومن بين الوجوه الإعلامية المعروفة التي انضمت إليها المذيعة العراقية ليلى الشيخلي، وزوجها الإعـلامي جاسم العـزاوي، كمـا وقّعت القنـاة اتفـاقا مع قنـاة “بلومبرغ” الاقتصادية، لتقديم محتوى اقتصادي مختلف ومتنوّع.

يشار إلى أن مصادر سعودية مطلعة كانت قد تحدثت عن إقالة خاشقجي من منصبه كمدير عام للقناة بعد بيان وزارة الخارجية السعودية الذي صدر في نوفمبر الماضي، والذي اعتبر أن خاشقجي لا يمثل الدولة السعودية بأي صفة، وما يعبر عنه من آراء تعد شخصية ولا تمثل مواقف حكومية بأي شكل من الأشكال.

و كان لافتاً غيابه الكلي عن الساحة الإعلامية التي لم يفارقها طول سنوات عمله الإعلامي الطويلة والتي اتسمت بالنشاط. وتداولت تقارير إخبارية أنباء عن تعليمات لوسائل الإعلام السعودية بعدم استضافة خاشقجي أو نشر مقالاته وآرائه.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى