علوم وتكنلوجيا

«فيوشيا»… نظام تشغيل جديد من «غوغل»

ديسمبر 25, 2018
عدد المشاهدات 1000
عدد التعليقات 0
متابعات
قد يكون نظاما تشغيل «أندرويد» و«كروم أو إس» أشهر نظامين من عملاق التقنية «غوغل»، ولكن الشركة تعمل فعلياً على نظام تشغيل ثالث يطلق عليه اسم «فيوشيا Fuchsia». هذا النظام ظهر لأول مرة في العام الماضي، وهو مختلف تماماً عن «أندرويد»، ويوجد حالياً الكثير من الغموض المحيط حوله.
– نظام جديد
ما نظام «فيوشيا»؟ قبل الحديث عن «فيوشيا» يجب أن نعرف أن كلاً من نظامي «أندرويد» و«كروم أو إس» مبنيان أساساً على نظام «لينكس Linux -» غير المخصص للهواتف، بينما تم تصميم «فيوشيا» من الصفر اعتماداً على نواة جديدة من تطوير «غوغل» نفسها تسمى «ماغينتا Magenta». ووفقاً لـ«غوغل» فإن هذه النواة متوافقة جداً مع الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية عكس «لينكس» الذي لم يطوَّر من أجل هذه الأجهزة، لذلك ليس من المفاجئ أن نرى نظام «فيوشيا» على هواتفنا الذكية والكومبيوترات الشخصية والتابلت والساعات الذكية وأجهزة التلفزيون بل حتى الثلاجات وإشارات المرور، أي باختصار نظام تشغيل واحد لجميع الأجهزة.
ما فائدة هذا النظام؟ إحدى كبرى مشكلات نظام تشغيل «أندرويد» أنه مبنيٌّ على «لينكس» الذي لم يطوَّر أساساً للأجهزة الذكية، هذا بالإضافة إلى المشكلة الثانية التي يعاني منها مستخدمو النظام وهي عدم وصول التحديثات أولاً بأول لأجهزتهم. والسبب في ذلك يرجع إلى أن نسخ «أندرويد» الموجودة في أجهزتهم تم التعديل عليها من قبل الشركات المصنِّعة لهذه الأجهزة. وعلى سبيل المثال تعدّل «سامسونغ» من نظام «أندرويد» وتضيف إليه بعض المزايا ثم تنصبه على هواتفها وتطرحها للجمهور. وعندما تقوم «غوغل» بتحديث نظام «أندرويد» يتوجب على «سامسونغ» العمل على تعديل واجهتها بما يتوافق مع هذه التحديثات، ولأن هذه العملية مكلفة ومرهقة ستتأخر «سامسونغ» في إطلاق أي تحديث لهواتفها.
وفي الواقع لا يوجد هناك أي دافع للشركة أن تحدِّث أجهزتها، فهي تفضل أن يشتري المستخدمون هواتفها الجديدة، وخير دليل على ذلك أن «سامسونغ» لم تحدِّث هاتفيها «غالكسي إس 9» و«إس 9 بلس» إلى «أندرويد 9» رغم مرور نحو 9 أشهر على إصدارهما. وعلى النقيض تماماً، فإن نظام «فيوشيا» مخصص للأجهزة الذكية، وستتمكن «غوغل» من توصيل التحديثات أولاً بأول لكل الأجهزة بغض النظر عن الشركات المصنعة للهواتف سواء كانت «سامسونغ» أو «هواوي» أو «إل جي» أو «سوني» وغيرها.
– تطبيقات وواجهة
وماذا عن التطبيقات؟ تم تطوير نظام «فيوشيا» باستخدام حزمة أدوات «فلاتار إس دي كي Flutter SDK» التي تعمل بتوافقية تامة مع «أندرويد»، مما يعني أنه يمكن تشغيل جميع تطبيقات «أندرويد» على نظام «فيوشيا». وهذه نقطة محورية لنجاح أي نظام تشغيل جديد، فلا يُعقل أن تطلب «غوغل» من مطوري التطبيقات (التي يبلغ عددها نحو 2.6 مليون تطبيق) أن يقوموا بإعادة تطويرها لتتناسب مع نظامها الجديد.
ماذا عن واجهة النظام؟ واجهة النظام -حسب التسريبات- تعد عصرية وغير مسبوقة، إذ تظهر الواجهة بالكامل على هيئة «قائمة List» طويلة مع صورة ملف شخصي، وتاريخ، ومدينتك، ورمز بطارية، موجودة جميعها في المنتصف، وعلاوة على ذلك ستجد بطاقات «القصة Stories» أو قائمة بالتطبيقات المستخدمة أخيراً بشكل يشبه تماماً طريقة عرض البطاقات في تطبيق «غوغل ناو Google Now».
يمكنك أيضاً سحب وتغيير ترتيب التطبيقات الحديثة وإزالتها إذا كنت لا ترغب في إبقائها، وهذه ميزة مهمة تساعدنا في تنظيم الشاشة الرئيسية وتخصيصها بالطريقة التي نحب. أيضاً النظام يدعم «تعدد المهام Multitasking»، فإذا قمت بإسقاط تطبيق فوق آخر، فستدخل وضع تقسيم الشاشة، ولكن الميزة هنا أنه يمكن تقسيم الشاشة بين ثلاثة تطبيقات وليس تطبيقين فقط كما هو الحال من «أندرويد» الآن.
– أداة موحدة
«فيوشيا» هو محاولة من «غوغل» لتطوير نظام تشغيل موحّد بين جميع الأجهزة سواء كانت هواتف أو كومبيوترات أو أي جهاز ذكي آخر. «آبل» على سبيل المثال لديها بيئة عمل (EcoSystem) مميزة، فهواتفها متوافقة تماماً مع حواسيبها اللوحية والمحمولة والمكتبية، وذلك لأنها طوّرت نظامها منذ البداية ليخدم هذا الغرض. وعلى العكس تماماً، فنظام «أندرويد» تم تطويره قبل نظام «آي أو أس» بسنوات، وقد طوِّر أساساً لتشغيل الكاميرات الرقمية وليس الهواتف. لذلك كان هدف «غوغل» من هذا النظام أن يتم تطويره ووجوده في جميع الأجهزة الذكية من هواتف إلى كومبيوترات إلى سماعات ذكية إلى سيارات ليكون هو نظام التشغيل الأول عالمياً وليسحب البساط من كلٍّ من أنظمة «آي أو إس» و«ماك» و«ويندوز».
ومن المحتمل ألا نسمع عن أي شيء جديد لفترة من الوقت عن نظام «فيوشيا» لأنه ما زال في مرحلة مبكرة من التطوير. ما نعلمه إلى الآن أن «غوغل» اختبرت نظام التشغيل الجديد على الهواتف، وأنها الآن تختبره أيضاً على الحاسب اللوحي «بكسل بوك Pixelbook» وأجهزة كومبيوتر محمولة أخرى. كما أن هناك تقارير أكدت تعاون «هواوي» مع «غوغل» بخصوص تجربة النظام على هاتف «هونر بلاي Honor Play»، وهذا تطور مهم يفيد باهتمام مصنعي الهواتف بهذا النظام الجديد وتسابقهم على تبنيه.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى